الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انطباعاتٌ عنْ زيارتي الأولى للبنانَ :- ( 1 ) لبنانُ الحلمُ

رائد محمد نوري

2017 / 4 / 27
سيرة ذاتية


زرْتـُ بينـَ الثامنِ والخامسِ عشرَ منْ نيسانـَ الحالي بيروتـَ ؛ للسِّياحةِ ولإجراءِ فحصِ ال (pet scan ) :- وهوَ فحصٌ إشعاعيٌّ متطوّرٌّ يستخدمُ للكشفِ عنْ الأورامِ الصّرطانيّةِ .
تكوّنـَتْ لديَّ خلالَ زيارتي هذهِ انطباعاتـٌ ارتأيْتـُ تدوينـَها وتقديمَها للقراءِ تباعاً . أولى هذهِ الانطباعاتـِ هيَ عنْ ( لبنانَ الحلمِ ) *
أعرفـُ أنــَّ ( لبنانـَ الرّحابنةِ وفيروزـَ ) وهمٌ فنيٌّ محمّلٌ برسائلَ مضمَّخــَةٍ بقيمٍ إنسانيّةٍ رفيعةٍ وقيمٍ جماليّةٍ عليا ،
وأعرفـُ أنـَّ (لبنانـَ التـّنويرِ) حلمٌ بفردوسٍ جميلٍ بدّدتْهُ نيرانـُ الحربِ الأهليّةِ وحربِ الآخرينَ على التـُرابِ اللّبنانيِّ ،
وأعرفـُ أنـَّ الموادَّ الدُّسْتوريّةـَ التي توزـِّعُ الأدوارَ سياسيّاً على أمراءِ الطّوائفِ وتعملُ على تكريسِ الانْقسامِ ؛ تقوِّضـُ الدِّيمقْراطيّةـَ وتشوِّهُ الرّوحَ العلمانيّةـَ للدّولةِ ،
وأعْرفـُ وأعْرفـُ وأعْرفـُ ..........
لكنـّـَني ما كنْتـُ أعْرفـُ أنـَّني سأرْتطمُ ارتطاماً مباشراً بنمطٍ رأسماليٍّ متوحّشٍ يسعى بأموالٍ خليجيّةٍ وعراقيّةٍ ولبنانيّةٍ وأموالٍ من جنسيّاتٍ أخرى لتحويل بيروت إلى مجرّدِ فنادقـَ ومطاعمَ ونواديَ ليليةٍ وحاناتٍ ومقاهٍ ! ،
نمطٍ اقتصاديٍّ أهوجـَ يعادي الطّبقاتِ الاجتماعيّةـَ اللّبنانيّةـَ كلَّها ، ويعملُ بوساطةِ آلتِهِ الإعلاميّةِ المرعبةِ الرّهيبةِ لقتلِ روحِ المغامرةِ التي ورثـَها اللّبنانيّونـَ عن جدودِهمْ الفينيقيينـَ ، لعلَّهُ بذلكَ يخرِّبُ الهويّةَ الثــّقافيّةـَ اللّبنانيّةـَ بكلِّ ما فيها من تنوّعٍ إنسانيٍّ غنيٍّ ثقافيّاً وقابلٍ للانفتاحِ على العالميّةِ ؛ من خلال ترسيخِ صورةٍ واحدةٍ قبيحةٍ مجافيةٍ للحقيقةِ الجميلةِ عنْ لبنانَ في أذهانِ العربِ : إنـَّها صورةـُ لبنانـَ المبغى !.
هلْ لمسْتـُ استسلامَ اللّبنانيّاتِ واللّبنانيينـَ لهذا النـَّمطِ المدمِّرِ ؟!
لا أستطيعُ نفيَ أو إثباتـَ استسلامِ اللّبنانيّاتِ واللّبنانيينـَ لما يخرِّبُ هويّتـَهم الثــّقافيّةـَ ، فزيارتي استغرقـَتْ أسبوعاً واحداً ؛ تكوّنـّتْ لديّ خلالَهُ مجرَّدُ انطباعاتٍ عنْ لبنانيّاتٍ ولبنانيينـَ مستسلمين لهذا النمطِ وآخرين يقاومونـَهُ ، والانطباعاتُ لا تكفي لتشكيلِ الصّورةِ الكاملةِ *
أنا أحببْتـُ لبنانـَ ، ورأيْتـُ - خلال زيارتي - في اللّبنانيّاتِ واللّبنانيينـَ دماثةـً وحسنـَ تعاملٍ مع الآخرينَ -زائرينـَ وسائحينـَ- ولمسْتـُ فيهم حبّاً للحياةِ ، وقبل ذلكَ عرفتـُ لبنانـَ من خلالِ مبدعيهِ الكِبارِ ؛ لذا يمكنني القول :- " تأريخيّاً ؛ لبنانـُ جنـّةـٌ غنيّةـٌ ثقافيّاً ، والغنى الثـّقافي - حسب تصوّري - قادرٌ إذا توفـّرَتْ الإرادةـُ الصّلْبةـُ - رغمَ كلِّ الانكساراتِ التي مرَّ بها اللّبنانيونـَ ويمرّونـَ - قادرٌ على المقاومةِ وبعثِ الأملِ في الشعبِ من جديدٍ " *






بغداد :-
الخميس ، 27/4/2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا