الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صعوبة واستحالة إمكانية الاختيار...

غسان صابور

2017 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


صــعــوبــة واســتــحــالــة إمـكـانـيـة الاخـتـيـار...
نتيجة التصفية النهائية لانتخابات رئاسة الجمهورية الفرنسية, وضعت ملايين الفرنسيين.. ووضعتني أمام استحالة الاختيار, ما بين السيدة Marine Le Pen رئيسة حزب الجبهة الوطنية Front National(اليمين المتطرف) ومدلل جميع وسائل الإعلام والمؤسسات الرأسمالية المتعددة الجنسيات السيد Emmanuel Macron رئيس الحركة الانتخابية الجديدة En Marche "مـاشـون".. لا يمين, لا وسط ولا يسار (ما من أحد يعرف إلى أين) سوى مؤسسات الإعلام التي تفبرك لرئيسها الشاب, برامج مستقبلية ملونة وصورا هوليودية.. كأنها تبيعنا فيلما عن اكتساح المريخ... أو مادة استهلاكية جديدة.. بالإضافة أن غالب مسؤولي الأحزاب اليسارية والوسطية واليمينية التقليدية, حتى المرشحين الخاسرين بتصفية الأسبوع الماضي يتراكضون للانضمام لهذا المرشح الهوليودي الذي لا أفهم أي شـيء من تراكم استحالة وعوده.. سوى مراضاة المؤسسات الرأسمالية الصارخة الفرنسية والمتعددة الجنسيات.. وتفاقم البطالة وزيادة الفقر والشقاء.. والعناء المعيشي للعائلات.. خلال السنوات الخمسة القادمة.. إن وصل هذا " العجي المبهم " إلى قمة السلطة بفرنسا... فيما إذا حصل على الأكثرية الساحقة العادية ــ بحال نجاحه ــ بالانتخابات الرئاسية الأحد المقبل.. وبعدها... وبعدها على الأكثرية الساحقة بالانتخابات النيابية بشهر حزيران القادم...
والسيدة Le Pen رغم قناعتي بوطنيتها وإخلاصها لبلدها.. واتفاقي مع محاولاتها الاعتراضية على ما جلبه الاتحاد الأوروبي من كوارث اقتصادية على فرنسا.. وضياع حرية قرارها... ولكن لا يمكنها لو وصلت إلى قمة التصويت, سوف تقابلها اعتراضات وانتقادات وتظاهرات, بالمجالات التشريعية, لن تترك لها أية إمكانية مما تبقى من الأحزاب اليمينية واليسارية التقليدية.. ولو أصبحت بطور النزاع التقليدي .. ومن الشارع... ومن المؤكد أنه بعد هذه الانتخابات بعد أسبوع... لن يتبق سوى حزب السيدة Le Pen وجماعة السيد Macron والذي سوف يتحول إلى حزب سياسي, بحال نجاحه بالانتخابات الرئاسية وبعدها بالانتخابات النيابية.. ملتزما بالاتحاد الأوروبي, ومرتبطا أكثر بالناتو.. مجددا موسعا القوانين الداعمة للرأسمالية الأجنبية والمحلية... ضاربا عرض الحائط, وارتباطا بالتزامات داعميه, بجميع مصالح الطبقات المتوسطة والعمالية...

من الملاحظ أن الفرنسيين.. شعب اعتراض مستمر دائم... ولكنهم لا يتحملون مسؤولية الجدية.. وخاصة إذا اقترب حزب الجبهة الوطنية المتطرف من قمة السلطة.. خــوفــا من ماضيهم اليميني وتطرفت التاريخي.. خاصة من تاريخ مؤسسه Jean-Marie Le Pen.. لهذا السبب كائن من كان يواجههم بالتصفيات النهائية.. يضمن نجاحه بسهولة.. مهما كان مرفوضا... حتى اشتراكيين وشيوعيين تاريخيين معروفين انضموا راكضين لمبايعة هذا النجم الهوليودي المصطنع السيد Emmanuel Macron رغم ضبابية تاريخه وتربيته داخل بنك روتشيلد المعروف, وحلقات فرانسوا هولاند.. وخاصة ضبابية برامجه الموعودة, والأجهزة الإعلامية التجارية الرأسمالية التي تحضنه وتواكب وتدعم مسيرته... مما لا شــك أنه سوف يفوز بالتصفية النهائية.. رغم غياب عدد كبير من جماعة السيد Jean-Luc Mélenchon عن التصويت... والأمل بأن يشكل اليساريون الحقيقيون قوة معارضة قوية بالانتخابات النيابية القادمة... أمـل ضعيف للغاية.. نظرا.. للانجراف المرعب والعجيب الغريب.. وراء السيد مــاكــرون... من يدري؟؟؟... قد نــرى عــجــائــب غــرائــب جديدة... ولكن فــرنــســا سوف تغرق خلال السنوات القادمة اعتبارا من شهر حزيران القادم.. بــجــمــود سياسي واقتصادي قــاتــم.. وهــزات تبعد كل استقرار...
ولهذا السبب.. سوف أصوت بالدورة القادمة... Vote Blanc تصويت أبيض... يعني لا هذا ولا تلك... لأول مرة منذ أكثر من خمسين سنة!!!...
***********
عــلــى الــهــامــش :
ــ إصـــرار غــبــي... غبي جدا!...
السيد جان مارك إيرو Jean-Marc Ayrault, رئيس الوزراء الفرنسي السابق ووزير الخارجية الحالي.. والذي سوف يصبح بعد أيام قليلة جدا وزير خارجية ســابق وعاطل عن العمل... ما زال يصر على أن الرئيس بشار الأسد هو المسؤول, عن إلقاء غاز الساران على مدينة خان شيخون قضاء إدلب في سوريا.. منطقة ما زال يحتلها آلاف من عناصر داعش وجبهة النصرة وعديد من مقاتلين إسلامويين من جنسيات مختلفة.. بينهم مئات وأكثر يحملون الجنسية الفرنسية... بسبب عينات من هذا الغاز, نقلت إلى خبراء فرنسيين وغيرهم.. بواسطة أجهزة مخابرات مختلفة غربية (طبعا) نتائج تحليلها.. أنها مشابهة لغاز ممنوع كان موجودا بمستودعات حكومية عام 2013... علما أن عددا من الأطباء الأجانب العاملين بمناطق خـان شيخون وغيرها, والذين استطاعوا مغادرتها, بعد رؤيتهم أن محاولات مفتعلة لتصوير أطفال وضحايا تسمم بغاز الساران.. كان يقوم بها عناصر من البروباغندا العائدة لمنظمة داعش, بمساعدة عناصر غريبة مجهولة.. بالإضافة إلى تصريحات لخبراء بريطانيين وأمريكان مستقلين عن أجهزة مخابرات حكوماتهم.. بأن الغازات المستعملة كانت من "أرض للأرض".. وليست مرماة من أية طائرة... كما يلح السيد Ayrault مراضاة وطاعة للأجهزة الإعلامية الأمريكية الترومبية, والتي تتبعها بعض الصحف الفرنسية الكبيرة المشتراة من قبل بعض المليارديرية الرأسماليين الفرنسيين.. والذين حولوا مصداقية هذه الصحف ومحطات التلفزيون والراديو إلى مادة تجارية.. تباع لمن يدفع..
وهكذا يضيع المواطن الأوروبي العادي.. بمتاهات طويلة من الغباء المدروس.. أو الإصرار على تغبية البشر.. بما فيهم الوزير العاطل عن العمل بعد أيام معدودة... لــعــلــه يجد وظيفة أو منصبا بالحكومة الماكرونية المقبلة...
التغبية والضباب.. يسيطران اليوم أكثر من أي يوم آخر.. على السياسة.. والإعلام.. بفرنسا والعالم.. لذلك يجب مضاعفة الحذر.. ثم الحذر.. والــغــربــلــة!!!...
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم... هـــنـــاك و هـــنـــا... وبكل مكان بالعالم... وخاصة للنادر القليل من الأحرار الشجعان الذين ما زالوا يناضلون ويقاومون ــ على حساب حياتهم وأمنهم ورزقهم ــ من أجل الكلمة الحرة والحقيقة الحقيقية والعلمانية الصحيحة الكاملة.. دون أية استثناءات مطاطية.. مراضاة لجماعات معينة للحصول على أصواتها... ومن أجل مساواة المرأة بالرجل بجميع المجالات... وخاصة من أجل حرية الإنسان وكرامته وضمان جميع حقوقه كاملة تجاه الأزمات التي يخلقها تجار الحروب العولميين... لـــهـــن ولـــهـــم.. كل مودتي وصداقتي واحترامي ومحبتي وتأييدي ووفائي وولائي.. بلا حدود... وأطيب وأصدق تحية الرفاق المهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في