الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل عام وبرجوازيتنا بخير

عطا مناع

2017 / 5 / 2
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


كل عام وبرجوازيتنا بخير

بقلم : عطا مناع

بحكم انني وكغيري اعيش العالم الافتراضي علي ان احتفل بالأول من ايار، يفترض ان استحضر شعار يا عمال العالم اتحدوا ولو كذباً، ويفترض ان استذكر اغنية الفنان الشعبي الشهيد خليل احمد خليل والتي مطلعها ... يا راية العمال والفلاح فلتخفقي بموطن الجراح ، وعلي ان لا انسي شعارنا الفلسطيني معين بسيسو عندما قال في قصيدته نعم لن نموت ولكننا سنقتلع الموت من ارضنا مخاطباً العمال قائلاً هناك ارى عاملاً في الطريق ارى قائد الثورة المنتصر يلوح لي بيد من حديد وأخرى تطاير منها الشرر.

لكن ما قيمة العالم الافتراضي الذي اعيش في ظل الواقع الذي يصفعنا كل يوم ؟؟؟ ايعقل ان اغني للعمال وان اتقدم بالتهاني لهم ؟؟؟ ولماذا وهم يعيشون القمع المركب والعبودية المتسلحة بالقانون ؟؟؟ كيف لي ان اتوجه بالتهاني للعمال الذين هم ضحيا للكمبرادور الفلسطيني المرتبط بعجلة الاقتصاد الاسرائيلي وبالتالي بالقرار الذي فرض عليهم خصم يوم عمل على الشهيد لأنه لم يحضر للعمل يوم استشهاده ؟؟؟

بالمنطق هل تصل التهاني لقطاع واسع من الذين يمارسون العمل الاسود في دولة الاحتلال ؟؟؟ بعضهم المحظوظ يحصل على تصريح عمل مدفوع الاجر ويضطر للنهوض قبل صياح الديك ليتسنى له عبور الحاجز الاسرائيلي والوصول لعمله في الوقت المحدد، اما البعض الاخر فيضطر للسير عدة كيلو مترات في الجبال والوديان للوصول الى عمله في رحلة محفوفة بالمخاطر والموت والتنكيل من فرق جيش الاحتلال التي تنصب الكمائن للعمال الفلسطينيين الذين لا خيار لهم سوى السير بطريق الالام لأجل لقمة العيش.

احياناً اميل لبعض الكذب الابيض، ولكن ان تتحول كل ايامنا لكذب فهذا تعبير عن عقم، ان ندعي اننا نحتفي بالعمال عقم، وان نرفع صوتنا الغارق في الدبماغوجيا انتصاراً لحقوق العمال عقم، وان نعتز بمناهضتنا الكاذبة لأصحاب العمل الذين ليسوا بأكثر من وسيط وتابع عقم، وان نخرج على العالم فرحين بإعلاننا الاول من ايار عطلة رسمية ويستثنى منها العامل عقم مؤكد.

الواقع الفلسطيني يتحدث عن نفسه، بطالة غير مسبوقة ، جيش من العاطلين عن العمل ينذرون بانفجار قادم بعد ان تقطعت بهم السبل، فجوة واسعة بين الشرائح المجتمعيه، فئات مسحوقة لا تجد قوت يومها وأخرى تعيش التخمة، والطامة الكبرى تكمن في غياب من يفترض ان يذود عن العمال ويحفظ لهم حقوقهم وكرامتهم وعلى رأسهم المتمركسين الذين فشلوا في تمثيلهم للعمال.

ما بين الافتراضي والواقع تكمن مصيبتنا، خاصة اننا كشعب معظم افراده يبيعون قوة عملهم ويعيشون القهر، قهر التحالف بين الكمبرادور والطبقة السياسية التي تحكم قبضتها على كافة مناحي حياتنا، هذه الطبقة التي تنحاز لصالح اصحاب العمل، وهنا لا اقصد اصحاب المشاريع الصغيرة وإنما من يسيطرون على مقدرات البلد، هؤلاء اقول لهم.

كل عام وانتم بخير، لا استثني منكم احداً، اعيد عليكم وابدأ بالكمبرادور والبنوك وشركة شركات الاتصالات والتجار الجدد والمستفيدين من الانقسام وجماعة الانفاق في غزة المجوعه، كل عام وأرصدتكم بخير، وكل عام وصفقاتكم بخير، وكل عام وعالمكم بخير.

كل عام للذين يستميتون لخدمة شعبنا من عمال وفلاحين وعاطلين عن العمل بخير، وكل عام ورواد الانتخابات المحلية الذين يعطون شعبهم اغلى ما يملكون بخير، هؤلاء الايثاريون الذين يخوضون معاركهم الانتخابية لأجل شعبهم لا لأجل منصب وخاصة في ظل معركة الاسرى في سجون الاحتلال، معركة الاسرى التي يشكل العمال رأس حربتها، يكافحون بجوعهم وبحياتهم من اجل كرامتنا وكرامتهم، اقول لكم وحدكم اسرنا وللمقموعين والمهمشين من ابناء هذا الشعب كل عام وانتم بخير، لأنكم اذا كنتم بخير فنحن بخير، لكن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟