الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراصنة الغيب وبحارة يساريون جدد.

وليد عبدالله حسن

2017 / 5 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قراصنة الغيب وبحارة يساريون جدد.
- يختلف اليوم الحزب الشيوعي عن الاحزاب الدينية السياسية في عالم السياسية بالمقدمات، الا انهم يتفقون على النتائج دائما، فالسلطة هي النتيجة التي يسعى لها الاثنين، وهي التي تدعوهم غالبا للتنازل على اكثر مبادئهم الثورية والاخلاقية.
- الحزب الشيوعي في زمننا الحديث هو حزبا شموليا يؤمن بدكتاتورية تاريخ الحزب وسلطة الرموز الشيوعية المقدسة، والاحزاب الدينية على طول تأريخها تؤمن بدكتاتورية الله والدين على خصوصية الحكم والسلطة وعلى عموم الحياة.
- لكن السؤال هنا هو:ـ لماذا اكثر الشيوعين العرب بشكل عام، والشيوعيون العراقيين على وجه الخصوص تركوا بلاد الانظمة الشيوعية ،وتوجه اكثرهم صوب بلاد الأنظمة الرأسمالية الغربية بكل تنواعتها العلمانية والليبرالية المختلفة اليس هذا اعتراف واقعي بالنظام الرأسمالي ومنافع العيش تحت ظلها ؟
- لماذا اكثر زعامات الاحزاب الدينية الأسلامية تركوا بلاد الأسلام وبلاد الانظمة الاسلامية التي يحلمون بانجازها في بلادنهم الام ،وهاجروا وطلبوا للجوء السياسي الى بلاد الغرب الكافر، وحين العودة لبلادهم يناضلون لانجاز اهداف ثورتهم الاسلامية المباركة، اليس هذا نفاق وحرمنه مقدسة اثبت التأريخ اليوم صحتها ؟
- أليس هذا اعتراف من قبل الشيوعين والاسلاميين على انهم عاشوا، ومازال اكثرهم يعيش ذكريات حلم الثورة العالمية او الحاكيمة المطلقة لله، والتي غالبا ما حولوها الى ثورة محلية محشوة بشعارات مستهلكة لكل شي حتى لقيم الثورة نفسها، ولم تثمر الا الخراب والضياع والعنف ،وليس بمقدروهم التخلص من تأريخ النضال الوهمي والمقدس على حدا سواء ضد اشكال الانظمة التي لم تعد موجودة في ابجديات الانظمة الحديثة الا في الدول المتخلفة دينيا و سياسيا وعلميا واقتصاديا.
- هل ممكن القول بان الشيوعيين اليوم يعيشون حالة انفصام معرفي وتشتت عقلي واضطراب شعوري بين الانتماء لفكرة فلسفية عظيمة وبين طموحات حزب متهالك للحصول على كرسي او مقعد في سلطة يحكمها الارباب المقدسين.
- تبقى هناك أسئلة جديدة ستظهر في المستقبل القريب حول تحالفات الحزب الشيوعي مع التيار السياسي الأسلامي ،هذا يعني انه تجلي تاريخي مخيف ومقلق حول أمتزاج جسدانية القوة للدكتاتورية الحزبية الشيوعية مع روحانية الخوف للدكتاتورية الاسلامية السياسية، واذا تمت ونجحت فعلا فاننا نتظر نتائج وأجوبة مخيفة وجديدة من القيادة المشتركة بين قراصنة الغيب المقدس وبحارة شيوعيون تائهون منذ سنين طويلة في بحر لاساحل له.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا


.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني




.. مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح