الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القوى الناعمه .. رصاصات بلا الم

امجد المصرى

2017 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


القوه الناعمه ..رصاصات بلا الم

رؤية : امجد المصرى

كثيرا ما اخبرونا فى الاعلام وعلى المنابر ان القوه الناعمه هى اخطر اسلحة العصر الحديث واشدها فتكا بالعقول وان الغرب يحاول دائما تدمير هويتنا وثقافتنا عن طريق الغزو الفكرى لاوطاننا باستخدام قواه الناعمه المؤثره على وجدان شعوبنا العربيه والاسلاميه .. فماذا تعنى القوه الناعمه وكيف تحولت الى اشرس الاسلحه فتكا بالبشريه عن بعد ودون اطلاق رصاصه واحده ...؟؟

تعرف القوه الناعمه بانها القدرة على الحصول على ما تريد عن طريق الجاذبية بدلا من الإرغام أو دفع الأموال او تحريك الجيوش .انها تشبه قوة المغناطيس الذي يجذب كل ما يقع في محيطه بطريقة فيها من السلاسة والهدوء بل والرقة ما تجعلك تنجذب وتسقط وأنت مسرور بها ..بمعنى أن تجعل الآخرين يعجبون بك ويتطلعون إلى ما تقوم به فيتخذون موقفًا إيجابيًا من قيمك وأفكارك وبالتالي تتفق رغبتهم مع رغباتك فتستطيع التاثير فى مصائرهم وهم سعداء راضون وتحقيق طموحاتك واهدافك الغير معلنه بكل يسر وسلاسه ... فبلدًا ما قد يكون قويًا ذا تأثيرٍ في السياسة الدولية لمجرد ان هناك بلدانا أخرى معجبة بمُثُله وحضارته وترغب ان تحذو حذوه وتتطلع إلى مستواه من الازدهار والانفتاح وبالتالى لا بديل لها سوى أن تتبعه دون تفكير او دراسه لمدى ملاءمه هذا النهج او اسلوب الحياه لشعوبها وقيمهم الاصيله .

ولا تقتصر القوه الناعمه فقط على كون الدوله عظيمه عسكريا واقتصاديا وانما هناك اشكال اخرى كثيره للجذب فمثلا تحتوي أميركا على 62% من أهم العلامات التجارية في العالم للملابس والاجهزه والعطور وغيرها كما ان بها حوالى 28% من جميع الطلاب الدارسين خارج بلادهم وهي أكثر دولة تستقطب المهاجرين وتنشر الكتب والمؤلفات الموسيقية وتنتج البحوث العلمية وبالتالى فهى قبلة كل ضعيف ومقلد وباحث عن الجديد حول العالم دون مراعاة لمدى توافق هذه الانماط المعيشيه مع تركيبه الشعوب الاخرى النازحه او المقتديه بامريكا واوروبا وثقافة شعوبها .

لقد تغلغت أفكار من الغرب إلى بلدان الشرق ممزوجة بالطمس المتعمد لهويتنا وقليل من الجهل الناجم احيانا عن الفقر وسوء التوجه الاعلامى وغياب الثقافه المحليه المميزه التى كانت موجوده فى حقبة الستينات وما قبلها فى الفن والادب وشتى العلوم لتنتج لنا منتجًا مشوهًا لمواطن عربي يحمل ذاكرة السمك لا يذكر الكثير عن ماضيه ولا يعرف مصير مستقبله ولكنه يحتفل بالكرسيماس وينتظر يوم الجمعة الأسود ويتسوق في المولات ويرتدي الماركات العالميه ويحمل بين جنبيه الشتات ولا يعرف أهو هنا أم هناك.. هو مجذوب بقوة لا يلحظها لكنه يتحرك بناءًا عليها على مستوى الافراد بل احيانا على مستوى الدول وبالتالى سقطت معظم البلدان العربيه والاسلاميه تحت سيطرة هذا الغزو الفكرى ليبدا شباب هذه الامم دونما وعى او تدقيق فى تنفيذ اجندات شيطانيه اراد لهم اعداؤهم ان ينفذوها وهم يبتسمون معتقدين انهم على طريق التقدم والرقى الحضارى متشبهين بالغرب السعيد ولا يدرون انهم يسطرون بايديهم نهايه غير سعيده لاوطانهم العريقه التى سبقت الجميع فى الفكر والعلم والثقافه وتناسوا ان الشرق هو من علم هؤلاء الامريكان وابناء الغرب كل علوم الدنيا وحضارتها قديما ولكنه الشتات الذى وصلنا اليه بفعل شيطان لعين اسموه بالقوه الناعمه وان كان فى حقيقته لا يعدو عن كونه استعمارا جديدا للشعوب دون تحريك الجيوش او انفاق الاموال فهل نستمر نحن وابناء هذه الامه فى الانصياع لاوامر شيطان الغرب الناعم بتقليدنا الاعمى لطرق وانماط حياتيه لا تتناسب مع قيمنا ومعتقداتنا الراسخه ام نفيق قبل فوات الاوان لنؤكد للعالم اننا اذكياء بحكم التاريخ والحضاره واننا لن نسقط ابدا فى فخ الشتات الفكرى ونحاول ان نتشبث قدر الامكان بقيمنا واخلاقنا لننجو من الضياع الذى ارادوه لنا فسقوط الفكر سيؤدى يوما قريبا الى سقوط الارض والعرض والوطن ...... حفظ الله شبابنا من هذا الدجال اللعين وحفظ الله اقطار العروبه والاسلام من ضياع الهويه وفقدان الاراده وسوء المصير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة