الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على وقع الرّحيل

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 5 / 9
الادب والفن


من المفترض أن يكون عيد ميلاده في أيار ، وفي أيّار:
"أقسمنا أن لا نفترق"
ولم يفرقنا سوى الموت
أخبرتُكَ قبلَ دهرٍ من الرحيلِ سألتُكَ : أين أنتَ من العشيرةِ ؟
أجبتَ باختصارٍ :منفيٌ. محكومٌ عليَّ بالطردِ .

نبذتني القبيلةُ
لقد رحلَ
أتى بعضُهم بعدما رحلَ . قالوا منْ أنتِ ؟

هل أعاتبُ ؟أم أرثي من رحلَ ممزقاً من الوجدِ؟
أتى إلي تائباً مثلَ طفلٍ . غفرتُ لهُ ..قلتُ : لا ترحلْ

قد نبدأُ من جديدٍ !

كان قلبه وجعاً ،أسطورةٌ مملوءةٌ بالشموعِ
في زمنٍ ازدهرتْ فيهِ أفكارُ الظلامِ
شموعٌ لم يحنْ بعد إشعالها
اشتعلتْ دون أن يدريَ . أحرقتْه
فرحلَ
. قلبهُ اشتعلَ . قبلَ الرحيلِ اشتعلْ
اختبأ في السرابِ . سمعتُه ينادي زهرَ الياسمينِ

وعلى شفتيهِ
كلماتُ عتابٍ تقولُ :أين أنتم أحبتي
وحيدةٌ بكيتُه . وحيدةٌ تحدثتُ إليهِ دونَ أن أكون
وبطريقتي التي أحبَّها ودعتُه دون وداعٍ
تحديتُ أساطيرَ النفاقِ. نثرتُ له على الترابِ
كل القلوبِ من الزهورِ
لملمتُ دمعَ الياسمينِ لما نزل
سألتُه عن حبٍّ كبيرٍ كيفَ أفل
استسلمَ دمعي للخجل
. رحلتُ من بين الفصولِ، سمعتُه يقولُ: لا زلت حبيبتي
لا ترحلي
نحن في انتظارِ موسم المطر
أحببتُك مثلما أحببتُ الترابَ عندما يبللُه المطر
لا ترحلي الآن . عذبني الرحيل مع الشفق
عشتُ ساعات الوداع بصمتٍ يعادلُ ألفَ صرخة
تركتُ الجموعَ تزiغردُ. تتمايلُ من نشوةِ الانتصارِ
لقد رحلَ. هم يراهنون على المحن وعلى الزمن
عادَ إلي قائلاً : لا تكشفي الأوراقَ


عن مواطنِ ضعفنا ،فلولاكِ ما صمدتُ
وربما لولاكِ ما صمدتُ
حبيبتي أنتِ رغم الزمن
إليكِ أعلنُ توبتي
لا تسألي عن تلك الجموعِ في لحظةِ محنتي
ماذا أقولُ له :
هل أبكي من الزمنِ ، أم من لحظاتِ المحنِ ؟
هل أحدثُه عن الشجونِ ؟أم عن الوطنِ ؟
لابد أن أهديه قصيدتي . علمي . قلمي


كان الوداعُ مميزاً مثل اللقاءِ .. كان الوداعُ بلغتي

لففتهُ بصمتٍ دون أن أكون ،انسحبتُ إلى غرفتي

سجنتُه هناك .أسمعُه يقولُ :افتقدتُكم في محنتي
قفزتُ وسطِ ليلي أصرخُ : أين أحبتي
خجلتْ أشباحُه من حيرتي، وانزوتْ لما رأتْ
أني وحيدةٌ في وحدتي
لم أرَه في كلِّ حياتهِ ، ولا في مماتِه
لم أرَه على مرِّ الزمان
لم أنظرْ إليهِ ملياً يوم كنتُ و يوم كان
لكنهُ معي في غرفتي, مدّدته قربَ وسادتي
أعاتبُه
أبكيهِ
أحاسبُه على خطاياهُ، ثم أغفرُ له وأضمُّه
أقدِّمُ له الكأس .يقولُ لي :

"سأشرب كأسك حتى الثمالة
فحبك قاتلي لا محالة "



ذاكرتي تتهمني عن الألمِ . من منا سيقولُ
لمن رحل؟

لابدَّ أن تخبرَهُ يا أيار

سأمزجُ دمعكَ مع دمعي ،و معَ زهرِ الياسمين
أرشُّه على الأرضِ هناك
هو عاشقٌ لرائحةِ الترابِ المبلل بالمطر

لم يعد مما مضى سوى آهاتٍ . كلُّه انقضى
العمرُ كان مزحةً ثقيلةً
تركتني للعمرِ أشكو حالتي ف كل ليلةٍ
ماذا أقولُ عنكَ ؟وماذا أقول لكَ؟
كلُّها حكاياتٌ مستحيلة
لم نفترقْ إلا عندما حانَ الرحيلُ
لقد كان قسماً لنا يوماً أن لا يفرقنُا سوى الموت
ولم يفرقنا سواه
اخترتك لكلِّ العمر
رحلت قبل أن ينضج الكرم
وتصفر عناقيد العنب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث