الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وثيقة المبادئ العامة لحركة حماس : على خطى منظمة التحرير في التنازل والاستسلام

الأسعد بنرحومة

2017 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


إن وثيقة المبادئ والسياسات العامة التي أعلنت عنها حماس يوم 1/5/2017 على لسان خالد مشعل ليس فيها جديد لكل متابع عن قرب لحقيقة المواقف والعلاقات الدولية والإقليمية للحركة. فمنذ سنوات وحماس تتحدث عن "هدنة طويلة المدى" في ظل تسريبات عن لقاءات سرية بينها وبين زعماء من إسرائيل.
والجديد في هذه الوثيقة هو تحول حماس من الحديث عن "هدنة طويلة المدى" مع إسرائيل إلى "القبول بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس". ومن الواضح أن حماس وإن أكدت على تمسكها بـما تسميه "ثوابت القضية الفلسطينية" لكنها تسير على نهج منظمة فتح ولو بأسلوب فيه مراوغة ولعب على المصطلحات. فهي تقول بأنها لا تتفاوض حاليًّا مع إسرائيل لكنها ليست ضد المفاوضات كأسلوب في أخذ "الحقوق". وحماس تشدد على عدم اعترافها بإسرائيل لكنها لا تمانع في القبول بدولة فلسطينية على أراضي 1967 باعتبارها "صيغة توافقية وطنية".
إن توقيت زيارة عباس إلى أميركا بعد أيام قليلة من إعلان الوثيقة يؤكد أن حركتي حماس وفتح جزءٌ من مسلسل التنازل عن قضية فلسطين. ولذلك ليس صدفة أن تصدر هذه الوثيقة من حماس قبل أيام من زيارة محمود عباس إلى أميركا ولقائه بدونالد ترامب. هذه الزيارة التي ترافقت مع تأكيد اليونسكو مرة أخرى أن القدس هي حق تاريخي للمسلمين وهي محتلة من قبل إسرائيل. كما أنه ليس صدفة أن تصدر وثيقة حماس قبل أيام من تولي إسماعيل هنية لرئاسة المكتب السياسي للحركة حتى تبقى الوثيقة مرتبطة في الشعور بشخص خالد مشعل وليس بالرئيس الجديد لمكتب الحركة. فالمتوقع أن إسماعيل هنية سوف ينتقل للإقامة في الخارج بسبب متطلبات منصبه الجديد فيما يتعلق بالحركة والسفر لزيارة الدول والشخصيات السياسية. وبناءً عليه يبدو واضحًا وجود ارتباط بين وثيقة حماس وزيارة عباس لأميركا وانتخاب هنية لرئاسة مكتب الحركة.
ومن الجدير التنويه إليه أن سبب صعود هنية لرئاسة المكتب السياسي لحماس يعود للمواصفات التي تتمتع بها شخصية السيد هنية المحسوبة على جناح المعتدلين، وهو من الجيل الثاني لقادة حماس، والأكثر أهمية أنه يتمتع بقبول داخل الحركة وسكان الضفة والقطاع، وهذا من شأنه أن يضفيَ شرعية على الوثيقة ويمنع الأصوات الداخلية من الاعتراض أو المزايدة داخل الحركة. وكذلك فإن هذه المواصفات التي تتمتع بها شخصية السيد هنية تخدم إعادة إنتاج حماس ليلائم التوجه القادم للمفاوضات، وبخاصة أن أول تعقيب له بعد فوزه دعا فيه إلى (العمل على تقديم تنازلات يمكن أن تقدمها حماس للشعب الفلسطيني وبقية المكونات الفلسطينية الأخرى بالشكل الذي يصب في مصلحة حماس والشعب الفلسطيني).
أما بالنسبة للمفاوضات فظاهريًّا تعتبر وثيقة حماس كافية في هذه المرحلة بالنسبة لأميركا حتى تعلن عن أي مبادرة جديدة فيما يتعلق بمشروع "الدولة الفلسطينة".
وحول جدية إدارة ترامب للسير في مشروع "حل الدولتين"، فرغم أن ترامب لم يستخدم مصطلح "الدولة الفلسطينية" خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه بعباس مدة 15 دقيقة، وكل ما أكد عليه ترامب هو قوله: "نريد إرساء السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وسنحقق ذلك"، إلا أن واقع الولايات المتحدة الأميركية أنها دولة مؤسسات وتغيير سياساتها واستراتيجياتها مرتبط بمصالحها وليست مرهونة بوعد انتخابي من رئيس، أو بإغفال ذكرها في مؤتمر صحفي له، حيث من الممكن أن يتم تفسير ذلك الإغفال على أكثر من وجه.
إن أولوية أميركا هو إعادة صياغة المنطقة جغرافيًّا على مقتضى مشروع الشرق الأوسط الكبير، وهذا الأمر يسير على قدم وساق في سوريا والعراق واليمين وليبيا ومصر. ومن هنا فلا تحتاج أميركا للضغط بقوة على إسرائيل من أجل القبول بدولة فلسطينية. وإذا حدث وفتحت أميركا مفاوضات جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين فهو من أجل اظهار اعتنائها بـ"القضية المركزية" -للعرب- كجزء من دبلوماسية بيع الوهم للمسلمين وكأداة في إنجاح زيارة ترامب للمنطقة قريبًا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة