الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا لكع

مجدي علي السماك

2017 / 5 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


يا لكع.
يا رجل صرعتنا وجننتنا.. وأنت تحذرنا على مدار الساعة من الغزو الفكري الأجنبي لشعوبنا العربية والإسلامية. وأنا لا أعرف ما هو هذا الغزو.. وما هي طبيعته وفحواه.. وكيف يتم.. وما هي أدواته؟ ومع هذا هوستنا وأنت تصرخ فينا ليل نهار.. وتزعق في وجوهنا.. وتحذرنا من خبث ثقافة هذا الغرب.. وشرور فكره المدمر.
قبل أي شيء لفت انتباهي استعمال كلمة أو مصطلح غزو! كأن هذا الغرب ينشر فكره بالسيف.. أو ربما هو بواسطة طائراته الحربية يقذفنا بالكتب والمجلدات.. أو ربما هو يدوس بدباته فكرنا وتراثنا ليهدمها تمهيدا لقصفنا بفكره وثقافته بواسطة البوارج الحربية العملاقة.. أو هو يقصف بلادنا بأبحاثه العلمية الجادة بواسطة فوهات مدافعه الحديثة.
أنت تقول غزو فكري غربي.. فهذا يعني أن الشعوب الإسلامية والعربية تقرأ بنهم وشغف منتجات الغرب الثقافية والفكرية والفلسفية والإعلامية.. وتتابع ما ينتجه هذا الغرب من فنون وآداب ومسرح.. لكن هذا كله ينافي ملاحظتي بأن العرب لا يجيدون الحديث والكتابة والقراءة بلغتهم العربية الخالصة الأصيلة المقدسة.. فما بالك بلغات أوروبا والغرب.. خاصة اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
يعني.. بجب عليّ رغم أنفي الاقتناع بأن الإنسان العربي والمسلم يتابع الصحف الأجنية في أمريكا وأوروبا.. ويقرأ لكبار مفكريهم.. وكبار مثقفيهم.. وكبار فلاسفتهم.. ويقرأ أو يتابع مسرحياتهم.. ورواياتهم.. وما تنتجه مراكز أبحاثهم في علوم الإجتماع والاقتصاد والأدب...الخ ويتابع كل ما يلحق بذلك من نظريات حديثة وقوانين وفرضيات علمية في تلك المجالات.. دون أن يترك شاردة أو واردة تملص منه.
هل هذا صحيح.. بأن الإنسان العربي والمسلم يقرأ ويتابع المعارف والثقافات في الغرب.. وهو الإنسان البسيط الذي ينتمي إلى أمة ما أنا بقارئ.. هل بالفعل هذا الإنسان العربي قارئ سيئ وهذا أضعف الإيمان..ولا أريد أن أطالبه بأن يكون قارئا جيدا.. فهذا صعب المنال إن لم يكن في عداد المستحيل.. كمن ينتظر انبعاث العنقاء من رمادها. مع العلم بأن متوسط معدل قراءة الإنسان العربي المسلم لا يتعدي عدة صفحات سنويا.. هذا إذا قرأ.. وبغض النظر ماذا يقرأ.. وبأي لغة يقرأ.. وفي أحسن الأحوال قد يقرأ كتيبات قديمة هنا وهناك.. كتيبات قضى عليها الزمن وعفا.. تعزز ثقافته الموروثة والمغروزة في أعماقه ووجدانه منذ عشرات القرون.. بعيدا عن أي جديد في عالم المعرفة والفكر.. وهي كتيبات لا يوجد لها أي وزن وبلا أي قيمة حقيقية في عالم التقدم والنهضة والرقي.. بل هي مضرة تعمل على تحديد قدرة عقل الإنسان العربي على التفكير.. وقتل روح الإبداع عنده.. وتشويه شخصيته المحطمة منذ زمن بعيد.
وإذا لم يكن الأمر كذلك.. إذن ما هو هذا الغزو الفكري الذي صدعتمونا به.. وكيف يتم؟
لا يوجد شيء اسمه غزو فكري.. فهذا كله وهم يعشش في عقلك الكسول المعزول عن الحياة.. غير القادر على انتاج العلم والمعرفة والحضارة والأخلاق. كل ما هنالك أن الحضارات تتفاعل كما تفاعلت خلال التاريخ كله.. وللأفكار أجنحة تطير عبر الزمن وفي الآفاق. وأنت رضيت بالوهم والعزلة والثبات في مكانك.. وتعلق كل تخلفك وانحطاطك على الغرب المجتهد الدؤوب المثابر.. القادر على انتاج كل ما هو جديد في كافة نواحي الحياة.. ومجالاتها المنوعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا