الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكبتي ولجوئي : العجز يطحننا

عطا مناع

2017 / 5 / 12
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


نكبتي ولجوئي : العجز يطحننا

بقلم: عطا مناع

انزل لخيمة الاعتصام المقامة على الشارع الرئيس للمخيم افشل في اقناع نفسي انني اتضامن مع الاسرى المضربين عن الطعام بالرغم من ذلك اواظب على الحضور كأنني اعاند الزمن، لم اعتقد يوماً أن للزمن سلطة علي، اجلس بتثاقل اتفحص نفسي وما حولي من مشهد قاتم.

هنا في خيمة الاعتصام مثقل ببرد المرحلة بالرغم من وطنية المشهد، هنا تخوض معركة خاسرة مع نفسك، كلنا حضرنا إلا ألمخيم المخيم غاضب، لكنه صامت، صمت المخيم يطغى على ألخيمة صمت المخيم يطحن الفكرة التي تحاول التمرد على حقيقة ألواقع هنا نخوض النقاشات والتحليلات، وهنا نحاول استقراء ألواقع، نستعين ببعض اللافتات المعلقة على جدار ألخيمة هنا الوجوه متعبة وتحاول ان تتعلق بقشة تحول بينها وبين العدم.

وضعت الشعارات في زاوية غير مرئية كما اللافتة التي تجمع بين احمد سعدات ومروان البرغوثي، ادقق في صورة البرغوثي التي تكاد تنطق منتقدة عجزنا وسلبيتنا، هنا تكاد الصورة ان تخرج من الصوره، وهنا يلتزم احمد سعدات الصمت، ما يميزه وجهه الكنعاني الذي نحنه الزمن ونظرته التي تصفع المرحلة بعجزها وانحطاطها.

حالنا في الخيمة كحال الوطن، نصنع حلقاتنا التي تتماهى مع واقعنا وتطلعاتنا، هنا حلقة لكبار السن الذين تعودوا المشاركة في الفعاليات ألوطنية حلقة اخرى لأشخاص كان لهم بصمة في نهوض ألمخيم حلقات لمن استطاع للخيمة سبيلاً من القوى ألوطنية اشعر ان القوى مربكة لا تمسك بزمام الأمور يقبلون بأضعف الايمان ويستسلمون للرياح التي تعصف بالخيمة بشرط ان تبقى قائمة لبياض الوجه.

قال لي احد الأصدقاء اين المخيم؟؟؟ اين القوى الوطنيه؟؟؟ اين المؤسسات؟؟؟ اين النشطاء ؟؟؟ هل مات المخيم؟؟؟ لماذا يشيح المخيم بوجهه عن خيمة التضامن؟؟؟ هل يكفي ان نقول ان خيمتنا من افضل الخيام؟؟؟ قد نتفق ان خيمتنا من الخيام المتقدمه ولكن هذا ليس المخيم.

هو البؤس، بؤس الحضور، بؤس الفكر والأداء، وبؤس التطلعات التي كانت الاجمل فينا، بؤس التفريط بأحلام من سبقونا، يقول احد الحكماء تحدث عن الواقع كما هو دعك من اسقاط وجهة نظرك، ويقول اخر لا يمكن للشعار المناقض للواقع ان يستقطب أحد لان الناس لا تثق إلا بأحاسيسها.

الجماهير ليست بعاجزه، انها تخاف ان تصاب بداء العجز ولذلك تبقي على المسافة بينها وبين نخبتها، الجماهير ترتعب من امراض المرحله، قد تتأئر بحكم ظروفها بتلك الامراض ولكن صيرورة الواقع وأداء جماهيرنا الميداني يثبت انها تعرف ما تريد وما لا تريد، جماهيرنا تكره الفساد والفاسدين، جماهيرنا تكره التفريط والمفرطين، وجماهيرنا عافت الانقسام والمنقسمين.

جماهيرنا كما الاسرى المضربين عن الطعام ، غالبيتها تضع الحجر على بطنها لمقاومة الجوع والتجويع، تتألم لجوع ابناءها الاسرى لأنها وحدها تعرف وجع القمع والاضطهاد ، جماهيرنا تتمسك بحق عودتها، فلا زالت تنطق بأسماء القرى التي هجرت منها ، قرى تتناقل صورها الاجيال التي عافت التأريخ الشفوي المدفوع الأجر اقسم ان بعض مؤسسات الان جي اوز هدرت الاموال الطائلة على التأريخ الشفوي وبعد انتهاء المشروع تبخرت المعلومات.

جماهيرنا ليست بعاجزه ، ولجماهيرنا ذاكرة منحوتة من الصخر لا تنسى، لذلك فذكرى النكبة لا زالت محفورة في عقول أللاجئين الذين لن ينسوا نسيان نكبتهم ، فالواقع الذي يحمل لهم في كل يوم نكبة يدفعهم للتمسك بأحلامهم بالرغم من العنف الفكري المشبوه والأداء الركيك الذي يخضعون له.

قادتني افكاري لمساحة بعيدة عن خيمة ألتضامن لكن ما الفرق بين خيمة التضامن والنكبة التي اورثتنا الخيمة ، خيمة التضامن تفرض نفسها على كياننا رغماً عنا ، لن يسعفنا تثاقلنا، وببساطة نحن لا نتضامن مع الأسرى نحن نتضامن مع أنفسنا، نتضامن مع سنوات عمرنا التي لم تضع هباءً بالرغم من الطعنات المتعافية التي تلقيناها، لقد تنكروا لنا بالأمس ورفعوا ايديهم عن حقنا في عودتنا وها هم اليوم يتعاطوا مع قضية الاسرى برفع عتب.

أصفن وأشيح بوجهي عن المشهد وأتفحص بعض السيدات اللواتي اتخذن ركنا من الخيمة، طبعاً وجود السيدات في هذا الركن رغماً عنهن، وما يثير السجون وأنت تتمعن ركن السيدات اللواتي هن امهات وأخوات اسرى وشهداء غياب المرأة اللاجئة عن الخيمة والنكبة وكل ما يتعلق بالوطن، طبعاً نحن نزعق ناقدين المرأة وكل الشرائح المهشمة التي طحنها اوسلو والانقسام لنجسد داعشيتنا ولكن المتحضرة او التي تتخذ الفكر التقدمي عباءة لها ، ساق الله عندما كانت المرأة الفلسطينية تتقدم ألصفوف جاء اوسلو ودفع بها للمطبخ وجاء الانقسام ليتعامل معها كعوره إلا اذا كان خروجها ينسجم مع اجندة المشايخ.

هذه هي حياتنا التي تجمع ما بين الملهاة والمأساة، نكبتنا لم تعد في الخيمة ولا في المخيم وسنوات أللجوء فقط ، وكم اتمنى لو بقيت كذلك ولا امانع لو تمتد لسنوات او عقود ، نكبتنا في لوعينا الذي تماسس ليصبح حالنا كحال الخرفان التي تحركها الساعة البيولوجية حيث العلف لا أكثر، نكبتنا في الشعار الموسمي الممول والله اعلم من أين نكبتنا تكمن في كبريائنا الكذاب وإتقاننا لفن التمسك الدنكوشتي بحق عودتنا، ونكبتنا تكمن في ضحالتنا واختصار اوجاع اللاجئين الاوئل بفتات نسميها حقوقنا المالية ألمشروعة تلك الحقوق التي سحقت حقوقنا الوطنية المشروعة التي لطالما نادت بها منظمة التحرير الفلسطينية او هكذا اعتقدنا.

ولمنظمة التحرير الفلسطينية في وعينا نحن الجيل الثاني من اللاجئين حكايه، هي حكاية عبد الفتاح اللحام " العسعيس، مع حرس الحدود ، كان ذلك فبيل الانتفاضة الاولى حيث وضعوه في حفرة ورجموه، اتوقف هنا على امل ان تسعفني ذاكرتي في استحضار رفيقي عبد الفتاح العسعيس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟