الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غيوم

عدنان الزيادي

2017 / 5 / 13
الادب والفن


غيوم

أسمعُ تشكّياتِ غيومٍ مِن تقاصرِ أعمارهنَّ ويردنَ أن تكونَ لهنَّ الفصول كلَّها ,المُتعالياتُ يتهادينَ بلا رَويّةٍ
أُدْخلنَ يابناتِ نعمتي كيلا تفضحكنَّ الريحُ آخذةً معها شكواكنَّ الى عراءٍ لا يَليقُ بي كأبٍ يحمي من العَتَمِ الخطّافِ عائلته ,ياصانعات أطواقكنَّ يامطرزات فساتينكنَّ طوالَ تأملي ,ياالصّافاتُ صفّاً ,يالزّاجراتُ زجراً ,أقعدنّ لترينني في استغراقي في دمعةٍ تخشى الجفافَ ,ثمَ تعلّمنَ علمَ الخياطةِ ,فلقد كانت جيوبنا رَتْقاً لا يفتقها إلا صانعُ أحذيةٍ بها نمشي الى صنائعنا في حياةٍ يشيرُ اليها التائهُ في مسيرته الى غيبٍ بين دفّتي غيمةٍ في جهةٍ أخرى يشعُّ منها اللازورد, مُضيئاً سرخسيات خَبّأنني بين أنفاسهنَّ البتولة وأمطرنَ عليَّ حبورهنَّ المُقطّّر ورحتُ في ألمٍ شيّقٍ ,يافاتنات
في ذلكَ الصيف ,لمّا طلعنَ بثيابٍ خفيفةٍ كعقلي الخفيفِ أمام جبروتِ سيقانٍ تأخذُ الناظرَ ولا تردهُ الى رشده .أرونا ضياعاً شاهقاً مثلَ هذا؟ ,يديمُ لكم الحياةَ في ميتةٍ هيّنةٍ كالكلامِ عندما تقولُ أحببتكِ يالبوتي فيقفزُ مِنكَ السَّبعُ الى وهادهِ طالباً خلوده ها هناك , ولن يعودَ الى حديقةِ الحيوان .
لم أحملْ رسائلي الى أحدٍ ,أكتبها لتظلَّ عندي مُنتظراً الجواب ,ولخوفي من ضياعها رددتُ عليها بأقلامِ آحادٍ ,هم غيري , جلسوا ليعرفوا المُرسلَ ,درتُ حولهم في شِجارٍ سيطولُ , لولا أنني عرفتُ واجبي في أخذٍ أحلامي الى متاهةٍ ,الواقف فيها يفكُّ أزراره ,لم يُبقِ مُحصّنَةٍ ,ولأجلِ أن تحيا ,تتوسدني ,ولا تُنهي حكايتها ,تقصُّنا على شهريار ,مُتَسرّبينَ الى حُلمها بنا , في عصرنا الخاوي كأسرّةٍ فقدتْ مَن يقدرُ يحلم
ولا ينامُ دونَ حكاية ,يأخذُ معه الكتابَ ولن يُطْبقه ,فهناك أشخاصه ,مِنَ الوضوح أنهم بُناةٌ شيَّدوا الكثير مِنَ الجُّمَلِ التي يُمكنُ سُكناها ولا غُموضَ أن تسمعَ أصواتِ تنقّلِهم بين الغرفِ في ذلك المبنى الشبيه بالغيوم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث