الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة السورية والمشاركة الكردية ..هل الكرد -أو قسم منهم- يقفون وراء فشلها؟!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2017 / 5 / 13
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



بير رستم (أحمد مصطفى)
يطرح الأستاذ والصديق العزيز؛ "صالح بوظان" على صفحته الفيسبوكية السؤال السابق في بوست له عنونه بـ(رأي للنقاش) حيث كتب: "..لو أن كل الأحزاب الكردية، وفي مقدمتها حزب الاتحاد الديمقراطي حاربوا النظام السوري عسكرياً بكل ما أوتوا من قوة، هل كانت الثورة ستنجح وهل كان النظام سيسقط؟ وكيف يمكن تصور الوضع الكردي الآن بعد ست سنوات من الحرب الأهلية؟".


أولاً تقديري وامتناني لجهود الأستاذ والصديق "صالح بوظان" حيث أعرفه منذ ما يقارب ربع قرن وهو لم يبخل جهداً لخدمة قضايا شعبنا على المستويين الكردي والسوري، فله كل التقدير.. أما بخصوص السؤال ورغم أهمية الدور الكردي من قضية المشاركة، لكن ويكل تأكيد لو بقي المجتمع الدولي على إرادته في إسقاط هذه الأنظمة لسقط النظام السوري منذ الشهور الأولى وربما الأيام الأولى للثورة السورية، وذلك إن شارك الكرد أم لم يشاركوا، بل لتفاعلت قضايا وإرادات عدة بحيث أجبرت كل الكرد على المشاركة، لكن ولأسباب عدة تطول شرحها هنا، فقد تغيرت المواقف الدولية عموماً بعد صعود التيار الإسلامي الراديكالي وعلى الأخص مع التجربة المصرية ومحاولات حركة الإخوان وعلى رأسها تركيا وحكومة العدالة والتنمية أن تستغل الأوضاع والاستئثار بالحكومة ومقدرات البلاد في دولة ومنطقة حيوية جداً؛ إن كانت لأمن إسرائيل أو للمصالح الحيوية الغربية.

وبالتالي فقد أعاد الغرب والأمريكان حساباتهم في دعم وإنجاح ما عرف بالثورات العربية إلى أن وصلت الأمور ليومنا هذا حيث الفوضى والحروب الداخلية التي دمرت البلدان العربية ليس كبنية تحتية فقط، بل كذلك سياسياً ومجتمعياً.. لكن ورغم كل ذلك يمكننا القول؛ بأن الثورة السورية والعربية عموماً لم تفشل، بل أخذت مسارات أخرى بحيث تأخذ سنوات أطول من الفعل الثوري المباشر وتكون المرحلة الحالية مرحلة تفتيت تلك النظم العسكرية ذات الكتلة الصماء لعدد من الكيانات والكانتونات ومن ثم يتم التأسيس عليها نظم سياسية جديدة تقوم على مبدأ الدولة التشاركية الاتحادية وذلك كمرحلة أولى للانتقال من عصر الاستبداد إلى مرحلة الديمقراطية، بالتأكيد ليس حباً بالشعوب والديمقراطية حيث الغرب بالأخير ليست منظمة حقوق إنسان، بل هي عبارة عن شركات وكارتلات تسيرها مصالحها الاقتصادية إلى جانب منظمات المجتمع المدني والتي لها دوره الإنساني طبعاً.

وهكذا ولإدراك الغرب عموماً؛ بأن هذه الحكومات العسكريتارية الشرقية "العربية" لم تعد صالحة لقيادة شعوب المنطقة وبالتالي الحفاظ على مصالحهم الاستراتيجية فكان من الضروري البحث عن بدائل وطنية جديدة تحقق الحد المقبول ديمقراطياً ومجتمعياً _وإلا الذهاب إلى فلتان الأمور من يدهم_ حيث ثورة التقانة الحديثة أيقظت شعوب المنطقة والتي لم تعد تقبل ببقائها في عصور القرون الوسطى تحت ظلال حكومات ديكتاتورية شديدة المركزية.. بالخلاصة؛ الثورة السورية لم تفشل، بل هي مؤجلة أو بالأحرى تم تهدئة وتيرة تسارعها وذلك نتيجة مصالح شركات الاحتكار العالمي وليس لدور ومشاركة الكرد من عدم المشاركة، لكن للأسف هناك من يريد أن يجعل من شعبنا شماعة أو كبش فداء في هذه المحرقة الوطنية، رغم أن المشاركة الكردية لم يقل عن مشاركة بقيت المكونات وحتى بالنسبة للطرف المحسوب على النظام السوري _الإدارة الذاتية_ حيث قواتها العسكرية هي من أكثر القوات التي تحارب الفكر السلفي التكفيري وهذه تعتبر أكبر مشاركة في ثورة وطنية تؤسس لواقع ثوري جديد.

وأخيراً وبخصوص الوضع الكردي ورغم كل الأزمات والسلبيات في واقع مجتمعنا والخلاف السياسي بين طرفي الحركة، إلا إننا يمكننا القول: بأن الكرد حققوا الكثير خلال هذه الفترة وينتظرهم الكثير وقد باتوا رقماً حقيقياً في المعادلة السورية وذلك بعد أن كانوا مهمشياً، بل من دون اعتراف وإقرار بوجودهم، لكن اليوم باتوا أحد اللاعبين الأساسيين _كما قلنا_ بحيث بات لم يعد مقبولاً أي حل سوري من دون مشاركة كردية حقيقية ولذلك يمكننا القول وبإيجاز؛ بأن الكرد هم أكثر المنتصرين في الثورة السورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ