الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الادراك_ الموقف الأخلاقي النموذجي

حسين عجيب

2017 / 5 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هذا النص مهدى إلى جماعة التأمل في اللاذقية, وللمعلم قيصر خصوصا
* * *
الفقرة الرائعة من حوار عابر للأطلسي, جمع ستانيسلاف غروف وإيرفين لا سلو وبيتر راسيل : كتاب ثورة الادراك_ ت د نواف القنطار
أعتقد_ أنها تمثل أفضل تعبير عن الموقف الأخلاقي النموذجي المعاصر. ويشمل الدرجات المعرفية_ الأخلاقية التي حققها السلوك الانساني, الفردي أو المشترك, كما انتشرت خلال القرن العشرين على المستوى العالمي:
" عملية التطور الأخلاقي وتطور الانسان...
في هذه العملية يمكن إبراز عدد من المراحل, في البداية يرفض الانسان بعض الأفعال بسبب الخوف البدائي من أن يلقى القبض عليه وأن يعاقب, وعلى المستوى الثاني فإن سلوكه يمليه عليه الاستيعاب العميق لمنظومة الوصايا والأوامر, وهذا ما يصفه فرويد بالأنا الأعلى, وترتبط المرحلة الثالثة بإدراك قانون الكارما, فالانسان يبدأ بفهم أن أفعالا محددة تجر ورائها نتائج محددة ( العواطف والأفكار نتيجة السلوك), وتظهر المرحلة العليا للأخلاق, في الاعتراف التجريبي بالوحدة التي تشمل الكون بأكمله, وبمشاعر التماهي مع الكائنات الأخرى التي تتمتع بالاحساس, وبإدراك الألوهية الخاصة.
وفي مثل هذا التطور النفسي_ الروحي فإن تغير أخلاقنا يعكس التغير في فهمنا لأنفسنا وللعالم ولمكاننا ودورنا في هذا العالم".
كانت هذه فكرة ستانيسلاف غروف وتعبيره _ ص 164.
* * *
ما هي الأخلاق؟!
ما هي القيم ؟!
قبل هذا الكتاب _ وأنا في عمر 57سنة_ كنت لأعبر بالكلام أو بالكتابة عن الأخلاق والقيم( والموقف الشخصي في العالم), بصورة رديئة ومستوى منخفض في الفهم والادراك وفي الصياغة (مهما تحذلقت),وكنت لأخجل منها الآن_ بالتأكيد.
بفضل صديقي قيصر, وصلني الكتاب وأنا أقرأه بفرح وامتنان.....
كنت أجهل المستوى المعرفي_ الأخلاقي الفعلي للتنوير الروحي المعاصر.
وأنا أشعر بالامتنان الغامر_ لأصدقائي ومعلمي الكثر, وليس قيصر آخرهم , كما آمل له ولنفسي أيضا....أيام حلوة قادمة,ربما
* * *
منذ سنتين, وبفضل اخي وصديقي لؤي قرأت " ثرثرة نفسية" لستيفن برايرز, ترجمة وإصدار دار جرير.
يصف الكاتب_ ويشاركه الرأي كثيرون_ العادات السبع للناس الأكثر فاعلية, لزميله ستيفن كوفي _ بأنه كتاب أخلاقي!
لست الوحيد الذي يعتقد أن كلمة (اخلاق) ليست اقل غموضا وضبابية من كلمة (زمن).
وكنت قد قرأت في حوار مع بورخيس, حدث أواخر حياته, حول رأيه في العالم المعاصر_ وعن خياره الكلاسيكي بالابتعاد مسافة أمان عن الأحداث الراهنة,فكرة صادمة خلال قرائتها الأولى....
حيث يقول عن القرن العشرين: بعد سلسلة من الحروب الشاملة والمدمرة, لم يتقدم العالم خطوة واحدة على المستوى الأخلاقي_ المعرفي, بعد.
وفي حياتي الشخصية, يصفني أصدقائي_ وبنبرة استنكار واضحة, بأني متزمت أخلاقيا_ أنا الذي لا يعرف عن الأخلاق, اكثر من_ما يعرف السوريون عن الحوار والتفاهم.
* * *
التمييز بين القيم وبين الأخلاق؟!
لم أكن قد قرأت_او سمعت_ شيئا من هذا القبيلا.....
أشبه الطالب الجديد, مع دروسه الأولى_ ونزعة المشاغبة, في لغة أجنبية.
أحتاج إلى وقت_وجهد, وإلى تركيز وتفكير, وأحتاج إلى تدريب متكرر ودوري على هذه الخبرات والمعرفة والأفكار الجديدة,...قبل تكوين رأي متوازن ومستقر.
....
لا تتجاوز خبرتي الشخصية_ المعيشية والثقافية_ المستوى الثالث الذي وصفه ستانيسلاف غروف_ وهي بفضل الثقافة البوذية غالبا, أحد أهم مراجع حياتي الثابتة في العيش وفي التفكير أيضا....
وأنا أكرر عبارة الدلاي لاما بلا كلل:
" العالم صدى لأفعالنا وأفكارنا"
كما أعتقد أن المستوى المعرفي_ الأخلاقي, يمثل البعد الرئيس في العواطف الانسانية ومحورها على الجانبين: راحة البال والسرور والسعادة, أو انشغال البال والأفكار الثابتة مع القلق والشقاء.
* * *
وأنا في عمر 57 سنة, اقف على حافة جهلي الشخصي, وأدرك بوضوح أن معارفي وخبرتي دائرة صغيرة_ بل نتوء بالكاد يرى في محيط لا نهائي من المجهول....لكنه غير موحش_ مع التنوير الروحي....
شكرا من القلب والعقل
أنا ممتن لأنني أعيش وأتنفس واقرأ وأكتب وأستمع في هذا العالم الحقيقي.
* * *
ثورة الادراك_حوار نموذجي...نوع من التأمل الفكري, العميق والهادئ.
يلامس الوعظ والمتافيزيقا. احيانا, لكنه يعود بسرعة إلى فضاءه الفسلفي_ الحواري.
كما يلامس دوغما (الرفاقية) وتشابه أصحاب المذهب الواحد, من الجانب المقابل, لكنه يعود اسرع إلى فضاء الحوار المفتوح_ مع القارئ المجهول....
القارئ الحاضر عبر مختلف المستويات والأفكار المطروحة_ القارئ الشريك, وهذه ميزة الكتاب المحورية: احترام القارئ
لكنه, عدا كونه ذكوري, نخبوي جدا (مفارقة...), ويندر أن يقدم ( خبرة_ فكرة) واحدة بسهولة, والمقدمة التي عرضتها هي الفكرة الأوضح في المتاب....
التمييز بين القيم والأخلاق؟!
قضية تحتاج إلى تفكير وتأمل....
أـيضا العلاقة والحدود بين الأخلاق, وبين الثقافة الاجتماعية _والدينية؟!
ثورة الادراك, كتاب تحويلي, يتدفق بالطاقة الايجابية....
لا يضيع معه وقت أحد_ كما أعتقد
* * *
كم هي تعيسة وشقية هذه البلاد التي اسمها سوريا....
هي لا تجيد القراءة ولا التعبير ولا الاصغاء....ولا حتى الحزن!
ما تزال سوريا, من شمالها إلى جنوبها_ ومن شرقها إلى غربها,
ما نزال جميعا في طور النرجسية_ الممل إلى درجة الاختناق
ونحتاج إلى تعلم الكلام
ونحتاج إلى تعلم البكاء أيضا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات