الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرية التي بطرت معيشتها

زهور العتابي

2017 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لا تسألــوا أبــدا لما وصل بنا الحال الى ما نحن عليه الان ...صراع مع داعش وقتل وذبح وتهجير وضياع مدن وخرابها ...وبيوت مهدمة تركوها أهلها ...وخيم فيى العراء ...وهجوم هنا وصد هناك ...ترقب ومتاعب و...و....يا لهـــول مانرى ونعيــــش........
ان مانراه سابقة لم نك نعشها من قبل ......أي نعم اننا أبتلينا بالحروب منذ أزل وتعودنا المتاعب وقلة الراحــة ....لكن أن تصل بنا الأمــور الى مانحن عليه الان فذاك ماكان فوق كل المقاييس والتصور والحسبان .....لذا أدعوكم أحبتي أن لا تسألــوا أو وحتى لاتكلموا أنفسكم( يارب ليش هيج صار بينه ....احنا شمسوين ؟ احنا العراقيين اهل كرم ليش و...و) ...أتمنى عليكم أن تعودوا الى الوراء قليلا والى سنوات خلت .....حيث الحروب ..وأبتدئها بالحرب العراقية الأيرانية ولاتنسوا أننا من أبتدأنا الحرب ولست هنا بصدد الدخول في سجال ونقاش حول من كان السبب ومن أبتدأ ....ما يهمني هو ماصاحب هذه الحرب من تداعيات وأخطاء تحولت بعدها لذنوب تأصلت وتمكنت منا حتى باتت ظاهرة ...أسألوا من عاصر تلك الحقبة المظلمة ....ماذا فعلنا بالمدن الأيرانية التي تم أحتلالها من قبل جيشنا الأغر ؟ وتحديدا مدينة المحمرة .....ألم نسمح لجنودنا وضباطنا أن تتلوث أيديهم بالحرام !؟ ألم يسرق جنودنا البيوت التي تركها أهلها على عجل وبلا حول ولاقوة خوفا من نيران الحرب الفتاكة ....سرقوها تحت مسمى (غناااائم حررررب ).....دعوني أقص عليكم مارأيت .... كنت وقتها أعمل بدائرة من دوائر الكهرباء ...أقسم بالله العظيم ورسوله الكريم كنت أرى بأم عيني أن هناك من بين موظفينا ممن هم من أبناء الجيش الشعبي كانوا حينما يحضرون بأجازة نراهم بأبهى حلة وأجمل صورة وهم يرتدون ما اغتصبوه من ملابس وأغراض ( مرهم القاط مع القميص وربطة العنق الى الحذاء ) وطيلة زياراتهم لنا كانوا يطلون علينا بلباس جديد ..وحينما كنت وغيري من الموظفين ممن يخاف الله ويتقيه كنا نقول ( ليش ترة هذا حرام ...هذا غصب ) كان يقول أغلبهم والأبتسامة لاتفارق محياه ( ليش حرام هاي غنائم !) ولكن لكي أكون أمينة في طرحي أنه كان منهم من لايرتضي لنفسه فعل هذا ...ولكن أسألكم بالله ...كم كان عددهم ؟ ماهي نسبتهم ؟ صدقوني انهم لايمثلون الا القلة القليلة ....الغالبية وللأسف الشديد شرعن الحراااام وحلله ..............
وما أن أنتهت الحرب الأيرانية الا ودخلنا حربا خاسرة أخرى .....دخلنا الكويت على حين غفلة من أهلها..وخرج الناس دون أن يأخذوا مستمسكاتهم الشخصية ومقتنياتهم ... حيث لم يدرك أهلها ولو للحظة أن الجيش العراقي سيدخل الكويت لذا هرب الناس وأغلبهم أتجه الى الصحراء قاصدا السعودية وأنتم تعلمون مساحة هذه الصحراء القاحلة لذا فان أغلب العوائل ماتت عطشا وكان من بينهم أطفال ...وأحد شهود هذه الحادثة أخي الحبيب علي رحمه الله كان مكلف بالجيش حينها ..روى لنا حادثة أنه شاهد سيارة في الصحراء فيها عائلة مكونة من خمس أفراد من بينهم طفلين ماتوا جميعا عطاشا ... وحتى انه قال والله أني لم أذق الطعام ولا النوم وقتها لأن الحدث ألم بي والمنظر لا يحتمل التصديق ...وغيرها من الأحداث الكثير الكثير .....أما أفعال جنودنا في هذه الحرب فكانت أفظع وأمـــر من الأولى ....اذ كانت السرقات هذه المرة على أصولها ....حيث أوعز صدام حسين الى كل دائرة من دوائر الدولة للذهاب الى الكويت وسرقة كل ممتلكات الدوائر والقصور الكويتية وخصص لجــان من كل دائرة لهذا الغرض .....أما تجار العراق ومن كل المحافظات ذهب أغلبهم الى الكويت وأخذ يأتي بممتلكات الناس تحت نفس الشعار ( الغنااااائم )... جائوا بها وأمتلأت مخازنهم بأنواع البضائع ولم يكتفوا بذلك بل خصصت ساحات خاصة في كل مدن العراق وبدون استثناء لبيعها ولا ننسى أننا كنا تحت وطأة الحصار أنذاك ونفتقد للبضاعة الأجنبية (و الماركات )
وهكذا توغل الحرام بيننا ...بقصد أو بغير أصبحت أغلب البيوت فيها سلعة من السلع المسروقة حتى وأن كان قد تم شراءها من الأسواق ( اختلط الأخضر بسعر اليابس ) استشرى بيننا الحرام كما السرطان ( العياذ بالله ) ..................
وما أن أنتهينا من حرب الكويت حتى دخلنا في أخرى ...وهذه المرة أحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية .....وشيطان العصر ما أن تدخل بلدا الا وأحالته الى خراب وخراب النفوس لدى أميركا أهم من خراب الديااار ..وجيء بحكومة الديمقراطية المزعومة وتحت شعار ( فرق تسد ) تشكلت هذه الحكومة وفق أسس طائفية مقصودة وذلك لأثارة النعرات وبث روح التفرقة بين أبناء الشعب الواحد...وكانت الفتنــــة ....وبدأ القتل على الهوية والتهجير وقتل جماعي بالسيارات المفخخة والاحزمة (وهذا سني وذاك شيعي..انت كردي ...مسيحي و..و)..وحتى أصبحنا بعدها قاب قوسين من حرب أهلية لانهاية لها ....ولولا عناية الله عز وجل لأنزلق البلد الى الهاويــــة ..............
أما رجالات الحكومة الجدد فهم في عالم اخـــر غير الذي نعيش ...رواتب وامتيازات وحمايات وعقارات ما أنزل الله بها من سلطان ...أما العراق ...وشعب العراق قرئ عليه السلام ..بات يعاني الأمرين ... لاتطور و لا أعمار ولا خدمات اللهم الا القليل القليل والذي لايرتقي أبدا لمستوى الطموح ولا يوازي أبدا حجم وثقل ميزانية العرااااق ....واستشرى الفساد بيننا بشكل كبير ...ولاندري أهو العوز أم قلة الأيمان أم الظرف لاندري !! .....المهم توغــل الحراااام بيننا وتمكن منا بشكل كبير ولم يسبق له مثيل
.......بربكــم أحبتي وأستحلفكم بالله من منا من يراجع دائرة من دوائرنــا الا ويرشي الموظف المسؤول كي يقوم بتسهيل معاملته وخوفا من أن تترك على الرف ! اذن بتنا نفعل كل ذلك بمحض أرادتنا متناسين تماما أن الراشي والمرتشي حكمهما واحد في القراااان الكريم ...ملعونين في الدنيا والاخرة...ألسنا مسلميـن !؟ وحتى الأديان الأخرى تحرم هذا وتمقتـــه.......أعود وأقول من سلم منا من الحراااام ........أنظروا الى ما وصلنا اليه الان ...ماذا حل باقتصاد العراق ؟ النفط الذي هو عصب الاقتصاد وهو المصدر الوحيد لميزانيتنا بعد توقف الصناعة والزراعة في العراق ...أنظروا كيف تهاوت أسعاره بشكل غريب وسريع ولا ندري الى أين تصل مستويات هذه الأسعار ! والى أين تأخذنا الأقدار وما تحمله لنا الأيام من جديد...! فكل المعطيات على الارض لا تنبأ بخيــــــر اللهم الا رحمة من الله الرؤوف الرحيـــم...........
أذن أحبتي ما زرعته أيدينا بالأمس القريب جاااء وقت حصاده .....فلا تسألوا ولا تستغربوا بما حل ويحل بنا ...صدقوني حتى ولو كان من بيننا طيبون..مؤمنون ( نعم موجودون وكثر ..ولو خليت قلبت ) ولكن اللعنة لاتستثني أحدا ...انها عامة وشاملة وكما قلت ( ضاع الأخضر بسعر اليابس ) ...وللاسف الشديد أصبحنا وعذرا أقولها كما القريــــة التي ذكرت بالقرااااااان الكريـــــــم...القريــــــة التي بطـــرت معيشتهـــــــــا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس