الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الريف وهوية سكان شمال افريقيا أنثربولوجيا

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2017 / 5 / 26
التربية والتعليم والبحث العلمي


شعارنا : حرية – مساواة – أخوة حقيقية

أوحت لي أحداث الريف المغربي مؤخرا و ما تم تناقله في الفيديوهات من صور لوضعية بعض سكان الريف المزرية التي توجد مثلها في كل المناطق النائية بالمغرب و الجزائر و تونس و ليبيا بهذا المقال الذي يستهدف إظهار الحقيقة العلمية البيولوجية التي تعيد للإنسان قيمته .و بالتالي تكشف حجم الجرائم التي قام الإستعمار الأروبي في الماضي عن طريق القوة العسكرية مثل إستعمال الغازات السامة في حرب الريف والابادة الجماعية والفردية لسكان عزل في الجزائر و غيرها و لا يزال يقوم بها بأساليب جديدة عن طريق مؤسساته المالية و غيرها.
و إذا كان رمضان على الأبواب فإنه للأسف الشديد هناك في المنطقة من يقولون بأفواههم أنهم يؤمنون بوجود القدرة الإلهية العظمى لكنهم لا يستحضرون هذا الوجود في علاقاتهم بالآخرين .و لا يعيرون أدنى إهتمام لعقول و مشاعر الناس .فتراهم كما في غير رمضان يكذبون و يعطون الوعود الكاذبة و الماكرة للناس ويحبكون الدسائس والمسرحيات من وراء الستار و يستهدفون المسالمين في حريتهم و كرامتهم التي هي حقوق طبيعية شرعية لا غبار عليها .
ما علينا .
إن فرع الأنثروبولوجيا المقصود هو العلم بمفهوم la science الذي يهتم بصفات الجسم البشري و مميزاته و الذي يصنف البشر ، داخل النوع البيولوجي الوحيد الموجود حاليا على سطح الأرض و هو أومو سابيانس الإنسان العاقل Homo sapiens، إلى 3 سلالات races أو أنماط types حسب المظاهر الخارجية للجسم التي يمكن ملاحظتها :
- السلالة السوداء أو النمط الأسود (و قد تسمى أيضا السمراء)
- السلالة البيضاء أو القوقازية و تسمى أيضا الأروبية .
- السلالة الصفراء مثل سكان اليابان والصين و غير ذلك ..

بطبيعة الحال يمكن الحديث في هذا التصنيف عما يسمى تحت-السلالات sous-races أي المجموعات التي لها خصائص متشابهة داخل نفس السلالة أو النمط .النمط هو المفهوم الحديث للمفهوم القديم الذي كان متداولا و هو السلالة.
سكان شمال إفريقيا الحاليين هم خليط من الأنماط أو السلالات الثلاث الآنفة الذكر مع نسب مختلفة بالنسبة لكل سلالة .
و القول بأن أغلب سكان شمال إفريقيا "أمازيغ" معناه أنهم يتكلمون لغات "أمازيغية" تجعلهم مختلفين عن الباقي.و لكن هل يعني ذلك أنهم من سلالة واحدة فقط من الناحية العلمية الأنثروبولوجية ؟
طبعا لا .
الامازيغ يتشكلون من سلالتين السلالة الغالبة عدديا هي السلالة البيضاء الأوروبية أو القوقازية و السلالة السوداء الإفريقية . الأولى توجد في الشمال و الوسط غالبا والثانية في الجنوب أي الصحراء غالبا .
لكن داخل النمط الابيض الأوروبي أو القوقازي الغالب من حيث العدد في شمال إفريقيا فهناك ، إبتداء من مصر، الأقباط (المسيحيون و غيرهم) و اليهود والأمازيغ و أحفاد الفنيقيين الذين بقوا في شمال إفريقيا . فكلمة تيفيناغ تحتوي على الجذر "فينيق" الذي أصله فينيقيا . و هناك جبالة في المغرب أي أحفاد السومريين (جبالة أصلهم القريب سومري أنظر مقال سابق في الموضوع ) الذين هاجروا من العراق ربما خوفا من الاضطهاد (و يحتمل وجودهم في كل شمال افريقيا ) . و هناك أحفاد اليونانيين الذين هاجر أجدادهم للمنطقة وبقوا في شمال إفريقيا و هم ما يسمى الركراكيون الذين كانوا مسيحيين في بداية الميلاد حتى نهاية القرن 7 الميلادي بعد مجئ العرب الغزاة لشمال إفريقيا .وما تلك الاحتفالات التي لا يزالون يحافظون عليها و التي تشبه المظاهرات في الشوارع خلال بداية الربيع سوى طقوس مسيحية قديمة كانت تحتفل بعيد الفصح المسيحي لكن اليوم يحملون أعلاما خضراء كانوا يحملون عوضها في الماضي صلبانا .و يوجدون في المغرب و الجزائر و تونس على الأقل . و هناك العرب و غيرهم .
و السلالة الصفراء منها مهاجرون من آسيا كاليابانيين والصينيين و البوذيين وغيرهم في المنطقة حاليا.
أما السلالة السوداء فتتكون من الأفارقة السمر.
و إذا كانت النظرية العلمية الصحيحة و الأكيدة التي يمكن تسميتها "القصة الافريقية للإنسان" أو بالإنجليزية التي إشتهرت بها story human African (عوض east side story أو west side story أي قصة الجهة الشرقية أو قصة الجهة الغربية بالنسبة لأكبر فالق جيولوجي شرق إفريقي يوجد في العالم ، فيما يخص بداية خروج تلك الأنواع البشرية الأولى للوجود من خلال الاضطرار للتخلي عن حياة الغابة بعد تغير ظروف البيئة و تراجع الغطاء الغابوي في شرق إفريقيا أو غربها )، تثبت أن مَهْد ظهور كل السلالات الحالية أو لنقل الأنواع البشرية الأولى التي أدت لهذه السلالات هو إفريقيا ، فمعناه أن هجرة الأنواع الأولى البشرية للقارات كلها قد إنطلقت من إفريقيا منذ ملايين السنين .النوع الأول المقصود هو الإنسان المنتصب Homo erectus الذي وجدت أثاره في شمال افريقيا .
نستنتج من هذا علميا أن السلالة البشرية الأصلية أو النمط الأصلي لشمال إفريقيا و في كل افريقيا و الذي نتج عن تطور الاسلاف و بقي في مكانه هي السلالة السوداء أو السمراء أو النمط الأسود .
أما أفراد السلالة البيضاء أو النمط الأوروبي الذي يسمى أيضا قوقازي و المتواجدين في شمال إفريقيا ، فكلهم مهاجرون هجرة ثانية من القارات الأخرى و خاصة من أوروبا لإفريقيا في فترات زمنية متفاوتة و في ظروف أو لأسباب متعددة .
إبتداء من نهاية القرن 7 و بداية القرن 8 الميلادي ستعرف المنطقة إحتلالا من طرف بعض العرب القدامى المهووسين بالغزو و الغنائم و سفك الدماء و السبي و غير ذلك .هذا الإحتلال الذي يسمونه فتوحات لإخفائه حتى اليوم بل يسمون شمال إفريقيا عربية بسببه رغم كونها ليست جزءا من شبه جزيرة العرب و ضدا على تعاليم محمد التي كان يعلمها للعرب هناك في حياته مثل عدم الإعتداء على الغير و عدم قتل الأنفس حتى شبه هدم الكعبة بأهون من القتل و عدم السطو على ممتلكات الغير وغير ذلك ، تم إستغلاله للتمكين الابدي بطمس هوية كل أفراد السلالة البيضاء الآخرين الذين كانوا متواجدين قبل الغزو و الإحتلال بطرق كثيرة و متعددة منها نشر الاكاذيب والتدليس و إخفاء الوثائق التاريخية أو حرقها و منها التعريب و القهر و التخويف و قلب الحقائق و إستعمال المزورين للوثائق التاريخية و غير ذلك .
وحدهم الامازيغ و اليهود وآخرون مثل الركراكيين أي أحفاد اليونانيين إستطاعوا المقاومة و الصمود بشتى الطرق للمحافظة على ما استطاعوا المحافظة عليه حتى داخل ما قدم لهم ذلك البعض من العرب الغزاة على أنه الإسلام الحقيقي رغم مخالفته لتعاليم محمد العربية المتسامحة والتي لم تكن إرهابا و لا سطوا على ممتكات الغير أو أراضيه أو نسائه .فمحمد لم يغزو (يَغْزُ) أي دولة أجنبية أو قوم طيلة حياته .و لم يقم بأية حروب مثل ما يسمونها حروب الردة في شبه الجزيرة العربية و هي في الواقع حروب هدفها سياسي لإخضاع القبائل العربية لسلطة قريش بعد وفاة محمد.رسالة محمد كانت دعوة بسيطة للتوحيد و عبادة الله الواحد و ترك عبادة الاصنام .و كانت دعوة للجاهليين العرب للتحلي بالاخلاق الرفيعة .فقد كانوا يهاجمون بعضهم بعضا و يسرقون ممتلكات و اموال بعضهم بعضا و يسبون نساء بعضهم بعضا لأتفه الاسباب .بعد وفاته عادوا لما كانوا عليه بل قالوا كاذبين و كتبوا في الثراث الذي وصل شمال افريقيا ان محمد أمر بكل هذا أي أن الاسلام إرهاب و غزو و غير ذلك و اخترعوا الروايات و الاكاذيب و لفقوها بدون خجل لرسول الله.
بإستثناء هذا البعض من العرب الغازي لشمال افريقيا تكون كل الطوائف التي ذكرنا أعلاه ماعدا السلالة او النمط الاصفر الحالي كانت مستوطنة لشمال افريقيا قبل الغزو .
و الهوية الغالبة و الحقيقية حسب المعطيات العلمية الحديثة و هي أن سكان شمال افريقيا في غالبيتهم ينتمون للنمط الاروبي أو القوقازي .و لهذا فهُم من الناحية البيولوجية ينتمون للنوع أومو سابيانس .
الذي وقع و هو أنه بالقهر و التخويف و الاستبداد الذي لم يرد ان ينحصر منذ ذلك الغزو اللعين الذي قال فيه ابن خلدون قولته الشهيرة التي معناها "العرب إذا تغلبوا على بلدان سارع اليها الخراب " فقد قاموا بكل المحاولات لتخريب هوية السكان الاوائل لشمال افريقيا و سموها عربيية و غير ذلك ضدا على التاريخ والجغرافيا حتى أفقدوا الانسان شيئا فشيئا إنسانيته و رجعوا به للنوع اوموا اريكتيس اي الانسان المنتصب عوض الانسان العاقل الشريف اي الذي له كرامة و حرية من القدرة الالهية العظمى.
أضف إلى ذلك ماقام به الاستعمار الاروبي الذي رأيناه اليوم بسياساته المفروضة بالمؤسسات المالية الدولية وبخطط جهنمية إعترف بفشلها علانية ، يخرب التعليم و الادارة في المنطقة و البحث العلمي لتحويل الناس لحيوانات مفترسة ومستهلكة لا تعرف هويتها الانسانية الحقيقية ولا حقوقها و تبحث فقط على الحد الادنى للبقاء على قيد الحياة حتى صار البعض بسبب ذلك ينتحرون أو يحاولون ذلك .
فالذين مثلا ادعى آباؤهم أو أجدادهم في الماضي باختلاق الروايات و فبركة الانساب ، لأسباب سياسية مفهومة أو خوفا من إضطهاد أنهم عرب دون أن يثبتوا ذلك بالدليل العلمي ، سيجدون صعوبة بل سيصابون بالإحراج الشديد إذا أرادوا التنصل من هذه الهوية المزيفة بعدما ساءت أحوال العرب و صاروا متهمين دوليا بالارهاب مثل ما هو حاصل اليوم .
و تسميات مثل البربربالنسبة للامازيغ و بالطريقة التي يستعملونها و جبالة بالنسبة للسومريين و الركراكيين بالنسبة لليونانيين أو تسميات مصطنعة من طرف المستعمرين الفرنسيين خصوصا والذين لا يريدون الخير لأبناء المنطقة مثل تسميات الكانطونات كأنهم يسمون الفرق العسكرية حسب الأماكن التي يضعون فيها الانسان كتسميات المغاربة ،الجزائريين ، التونسيين، الليبيين، المصريين و غير ذلك مما انتجه الاستعمار الفرنسي و غيره ، هي في الواقع محاولات لطمس هوية الانسان الحقيقية و تدويخ عن هويته البيولوجية كمنتي للنوع أومو سابيانس الانسان العاقل و للسلالة الأروبية القوقازية .
في هولندا قام زعيم حزب عنصري معروف بنعت المغاربة بأنهم سُراق .التاكيد على انهم مغاربة فحسب و ليسوا شمال افريقيين كان الهدف منه لصق السرقة بالمغاربة فقط رغم ان السرقة يقوم بها الهولنديون ايضا .
فالإصرار الآن على تسمية الناس بهذه الأسماء المراوغة و التأكيدعليها هدفه واضح و هو إحتقارهم و جعلهم يشعرون أنهم أقل قيمة منهم أي أنهم "أقل من الإنسان" des sous -hommes و بالتالي حلال ملال إستغلال ثروات بلادهم وحرمانهم من حقوقهم الدولية كبني آدمين يتمتعون بكل الملكات والمميزات التي لأي إنسان آخر في أوروبا و أمريكا و البرازيل و أستراليا و غير ذلك.. و ينتمون لنفس النوع البيولوجي Homo sapiens و للسلالة القوقازية الأوروبية .
وإذا كان العلم الحديث والبيولوجيا خاصة قد أثبتت أن أصل الناس أو أجدادهم في شمال افريقيا هم أوروبيون وجدوا أنفسهم عالقين بشمال إفريقيا بالسياسات المفروضة التي أشرنا لها أعلاه فهذا لا يعني أن هؤلاء هم الآن أقل إنتماء لأوروبا هوياتيا و بيولوجيا من أجدادهم وفقا لقوانين الوراثة البيولوجية التي اكتشفها كركوري ماندل Mendel Gregory و غيره والتي تعلمون .
و الكلام هنا موجه للأوروبيين .
وبما أن هناك مواطنون أقباط وسومريون و يونانيون و أمازيغ و عرب و يهود و أفارقة سود و غيرهم في شمال افريقيا الآن فيجب النظر إليهم على هذا الأساس و إحترام حريتهم و كرامتهم و توفير العيش الكريم لهم .لأن هذا التنوع والإختلاف أبدعته عبقرية القدرة الالهية العظمى موجدة الكون ووفرت لهم كلهم الثروات الطبيعية لعيشهم في الاماكن التي يوجدون عليها و ليس أي قوة أخرى موجودة على الأرض..
و إذن فلا يجب على الأقلية الحاكمة في أوروبا حرمان الأغلبية من خلق الله في شمال إفرقيا من ثروات الله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE