الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسوأ المعارك

اسماعيل موسى حميدي

2017 / 5 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


أسوأ المعارك

لايمكن ان ينسى العراقيون هذا اليوم المشؤون الذي صادف في الاول من رمضان المبارك من عام 1988حينما وضعت الامهات القلوب على الاكف وهن يترقبن بيانات الحرب، لتفقد الاسر العراقية 53 الف شاب مغلوب على امرهم قتلوا ظلما عندما زجهم قادة الحرب الرعناء الى عمق مدينة الفاو بعد ان احتلتها القوات الايرانية لعامين ، لتتمكن القوات العراقية في الاول من رمضان من عام 1998 من استعادتها بخطط عسكرية بائسة يتحمل قادة الحرب امام الله حجم الخسائر المخيف بسبب فشل القادة وسوء الخطط العسكرية التي وضعوها بانفسهم .
ونحن هنا ليس بصدد البحث في شأن الحرب واحقيتها انما في رعونة استراتيجية القتال للقادة الميدانيين في هذه الحرب التي اكلت عشرات الالاف من العراقيين عن طريق زجهم بممرات عشوائية غير خاضعة للتكتيك العسكري وذلك واضح من حجم الخسائر المبالغ فيه قياسا لمكان وزمان المعركة.

وكانت مهمة تحرير الفاو قد أقسم على تحقيقها وقتئذ "أياد فتيح الراوي" الذي كان برتبة لواء ركن حين استلم مسؤولية الحرس الجمهوري،وبمشاركة الفيلق السابع الذي يقوده ذائع الصيت ماهر رشيد,وهكذا شاركت اسماء معروفة في الجيش بهذه المعركة امثال عبد العزيز الدوري في الاستخبارات العسكرية ووفيق السامرائي في الاشراف على الخطة ورعد الحمداني كضابط ركن والكثير من القادة المعروفين في الجيش انذاك.
انا لست متخصصا بالشؤون العسكرية ولا الامنية ولكن منطق العقل لا يقبل باي شكل من الاشكال حجم الخسائر المهول في هذه المنازلة ،فحين يصل العدد الى 53 الف جندي عراقي يقضون خلال معركة استمرت لـ 35 ساعة، فهذا لا يدل الا على حقيقة واحدة وهي ان القيادات العسكرية التي ينعتها الكثير من العرب اليوم بصفات البطولة والاحترافية في القتال بالحقيقة انها غير ذلك من خلال ما وضعته من خطط واستراتيجيات قتال غير مدروسة وكأنها استهانت بارواح الجنود فكانت معركة ابادة لا تحرير ،نعم تحقق الهدف وتحررت الارض ولكن كان ذلك على حساب سحق عشرات الالاف من الجنود عددهم يضاعف عدد جيوش دول الخليج بمرات، ولكن اصبح أمراء الحرب منتصرين وبنوا لانفسهم صروحا من العز.
كل جيوش العالم تضع استراتيجيات الحرب على وفق محكات ذكية تحقق من خلالها الاهداف باقل الخسائر كهدف اولي ثم تحقيق هدف المعركة ثانيا وان كان تحقيقه بطيئا ،.إنه تحد وضعه صدام لنفسه اضاع به حياة عشرات الاف العراقيين وسط تصفيق العرب له ليصبح قائدا للامة وحاميا لسورها وبكل ضروب وتفاهات الخيال . انها رعونيتكم يا تجار الحرب الفاشلين.
حينا يتأمل الواحد منا بان 53 الف جندي عراقي قضوا خلال 35 ساعة فانه لا يمكن ان يستجمع البعد الانساني في صورة الموت المبالغ فيها بهذا البلد ولا بحجم الاستهانة والاستهتار بتلك الارواح، 53 الف فقيد مضوا ولم يذكر لهم تاريخ اليوم ..
والحقيقة ان قادة الحرب فشلوا مرتين ،الاولى عندما فشلوا في الحفاظ على الارض قبل احتلالها والثانية فشلوا في طريقة تحريرها عندما سارت الدبابات على جماجم الضحايا.
اما ضحايا الحرب فانهم ايضا ظلموا مرتين :المرة الاولى عندما زجوا ظلما في حرب خارج عقائدهم واصبحوا اداة لسادية الطغاة وعلى رأسهم صدام، والمرة الثانية عندما الحكومة الحالية باحزابها استخفت بدمائهم واستكثرت عليهم لقب الشهيد على انهم حاربوا الجمهورية الاسلامية .
لله درك يا عراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في