الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صير برلماني ولاتصير وطني

حميد حران السعيدي

2017 / 6 / 1
كتابات ساخرة


في العراق حرب -شئنا أم أبينا- هي الأشرس والأخطر على مصير البلد ومستقبل أجياله , معركة وجود قد لا تُحمدُ عُقباها فعلى ضوء نتائجها يتحدد مستقبل البلاد ... الشيب والشباب الغيارى الذين يتسابقون في خنادق الموت على تنفيذ واجب تطهير الأرض ممن دنسوها يضربون المثل الأعلى بالتضحيه ونكران الذات , يهبون دماءهم الزكيه وأرواحهم الطاهره ,في الحرب هناك الكثير من المتغيرات التي تستوجب حضور مكثف لمصادر التشريع والتنفيذ في قيادة البلد للتعامل مع كل مستجد , لكن العجيب الغريب إن مجلسنا النيابي (أدام الله عزه ومتعنا ببركات منجزاته وجعلنا ممن يحضون برضاه) غادر الساحه في زمن إشتداد إوار المعركه ليتمتع أعضاءه بعطلة نهاية الفصل التشريعي الذي لم يُشرع ماينفع الناس , وربما غادرنا الساده النواب الى دول الأجواء المعتدله ليصوموا شهر رمضان هناك بدلا من مواجهة حر العراق اللاهب مستغلين مازودهم به الوطن من مال وجوازات سفر دبلوماسيه تاركين فقراء العراق بين مقاتل يتعفر بغبار المعركه وعشرات الألاف من الأيتام والأرامل والثكالى وعوائل نازحه تفتقد لأبسط مقومات الحياة وأمهات وأباء يفترسهم القلق على مصير الأبناء , ومع كل ذلك يسمون أنفسهم دون أدنى شعور بالخجل (ممثلوا الشعب) !! ولا أعرف أي شعب يمثلون ؟
من مآسينا إننا لم نجد في المسؤولين العراقيين من يصلح قدوه , ففي مثل هذه الظروف قرأنا وسمعنا عمن نختلف أو نتفق معهم من القاده في أماكن أخرى من العالم ضربوا المثل بالتضحيه بالنفس والأبن والوقت والمال من أجل أن يُكرسوا حضورهم في مُلمات أوطانهم , غاندي الذي تبنى الهند فذاب فيها أرضا وشعبا حتى تلقى رصاصات الغدر القاتله , السيد حسن نصر الله الذي قدم فلذة كبده قربانا في معارك لبنان , ستالين الذي رفض مبادلة أبنه الأسير بضابط ألماني أسير وتركه لمصيره , سلفادور الليندي التشيلي الذي واجه المؤامره مقاتلا في القصر الرئاسي ورفض عروض الأنقلابيين بالمحافظه على حياته قائلا : وماذا أقول لعوائل من إستشهدوا معي وصمد بوجه الدبابات بسلاحه الشخصي حتى الموت ومن يُقلِب صفحات التاريخ يجد المزيد والمزيد ... أما هنا فقد فهمت قيادات العراق إن البلد أصبح غنيمة لهم وليسوا مطالبين بأن يكونوا وطنيين لأن الوطنيه حصة الفقراء التي تركوها لهم دون منافس , تركوا لهم شرف الدفاع عن الوطن والتضحيه بأنفسهم وأبنائهم بينما يتمتعون هم وأبنائهم بملذات مافي مشارق الأرض ومغاربها حتى قيل إن إحد أبناءهم أحرق مئات الدولارات على شرف مرافقة إحدى العواهر له في ماخور لبناني بينما كانت عوائل الشهداء لاتجد الكفاف .
(الصيحه) هو صوت تُطلقه من يُراد إغتصابها , وحين تصرخ يهب لنجدتها كل غيور لينقذوها من براثن من يُريدُ بها السوء , ومن الطبيعي أن يكون أقرب الناس لها أولهم في نجدتها ... لكن (نوريه) حين إستنجدت هب الجميع لنجدتها وقتلوا من حاول إنتهاك عذريتها بإستثناء أخويها (مسعد وسعدون) فقد كان الأول يغط في نوم (الضحى) وهو نوم (المدللين) والثاني يجول بفرسه حول القريه يسمع النداء ولا يستجيب , إستقبلاها عند باب الدار حين عادت لبيت اهلها محفوفة بأهازيج الغيارى ... بصقت بوجهيهما وقالت : ( من مسعد وسعدون غسلت اديه .. لاشرف لاناموس بس الأذيه)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث