الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أرشيف الذاكرة

زهور العتابي

2017 / 6 / 2
الادب والفن


كان قد مر على وفـاة والدتي الحبيبــه أكثر من سنـه وكنت وقتها لازلت ضائعـة بين دوائر الدوله لأنجاز معاملة التقاعـد فلي واخـتي مستحقات لابد من استعادتها ....ويعلم الله كم من مرة وصلت الى نتيجه الى أن أترك هذه المعامله لكثرة مارأيت من متاعب تفوق الوصف ولكون الله عز وجل خلقني وجعل مني امرأة هادئه فقليلا ما أنفعل أو أخرج عن الحدود المؤلوفه حتى وان كنت في قمة عصبيتي... فلا أتذكر يوما أني انفعلت او أن صوتي علا يوما ما على أحد مهما كانت درجة الخلاف وأحمد الله على هذه الصفه ......وأنا لحسن الحظ أعرف جيدا كيف أضع كونترول على نفسي في المواقف الصعبه ....أقــــول لو كنت غير ذلك لأفقدتني دوائر الدوله صوابي تماما . ...لقد أوصلوني الى الحد الذي أكره فيها نفسي يوم أن أقبل على أي دائره من هذه الدوائر ...ولكن ما العمل فذاك شي لابد منه...أتـراني أترك مستحقاتي وفي هذه الظروف الصعبه!! ثم ان أختي العليله أحوج ما تكون لهذا الراتب وتلك المستحقاااات ...اذن لابد من روح المطاوله والاستمرار في تمشيـة المعاملـــــه ............
في صباحات أحد الأيام ذهبت كالعاده الى مديرية التقاعد لعل كتاب أحوال المنصور قد وصل لأتمم هذه المعامله ...في طريقي الى الدخول زلت قدماي عند المدخل حيث الباااعه المتجولون والكل يعرف أن أغلب هؤلاء الباعه هم من باعة السمك ....وحظي العاثر جعل قدمي تزل بسمكه صغيره فسقطت على الارض وبين الألم والخجل والأحراج وصيحات الاخرين ( الله الله... وانشاءالله سليمه ..جاءني صوت امرأة (عجوز فقيره ) تفترش الأرض ...نهضت وأخذت بيدي وقالت ( لا انشاءالله ماكو شي... بس عباتج تبللت وتوسخت شلون ليش ما ذبيها احسن) لم أجب... فقط أخذت أجمع شتات نفسي من الخجل الذي وضعني فيه هذا الموقف ...وكل همي كان هو اوراق المعامله ...حمدت الله كثيرا ان لم يمسها شيءمن التلف لان هذا يكلفني الكثير ويجعلني أبدأ مشواري من جديد وطبعا هذا ما لا أريده أبـدا ... ولا أدري ماذا افعل أأعود الى البيت أم ماذا ! ولكن جاءني الحل حيث منحتني هذه المرأه (علاكه كبيره ) تحتفظ بها لجمع الأرزاق من الناس ...أعطتني اياها وقالت ( ذبي عباتج حطيها بالعلاكه انت لابسه زين جواها ؟ ) وفعلا رايتها فكره صائبه لاسيما وأنا ارتدي تحت العباءه مايناسب ( تنوره وبلوز ) ليجعلني ادخل الدائره بدون اي حرج .....وبينا أنا على هذه الحال سمعتها تقول (لا ديرين بال خير انشاءالله ومعاملتج مكضيه ماطولج عثرت بسمجه والسمج خيير يمه ) .....لم أستطع أن أجب لأني شعرت بأن قدمي تؤلمني جدا.... ولكني شكرت المرأة على مساعدتها اياي وأخذت أفتح حقيبتي لأعطيها ما تستحق ولكنها وضعت يدها علي يدي مستمره.... قائله (لاوالله ماأخذ روحي... روحي لمعاملتج لايفوتج الوكت ) نظرت اليها وأنا أقول في نفسي كم هي طيبه هذه المرأة ... فبرغم انها متسوله الا أنها أبت أن تستبدل كرم المووقف بكرم الماااال !..يالها من امرأة راائعه !!..مضيت في طريقي.....دخلت شعبة التسجيل لأرى ان كانت معاملتي قد وصلت أم لا ....سألت الموظف المسؤول بعد أن أعطيته (أقصوصه) فيها الرقم والتاريخ ...نظر اليها ودون أن يفتح السجل ..قال لي (ماكو) قلت له كيف وأنت حتى لم تنظر الى السجل فقال ( انت تعلميني شغلي ! ) فقلت له ( ابني الجيـه مو سهله عليه ...انت حتى ما تحققت من السجل ) قال (حتى لو شفتها ما مشيها ..شتريدين بعد ) قلت لاحول ولا قوه الا بالله شكول بعد... وخرجت وسمعت بعدها صوتا يناديني تعالي امي أني أشوفها ) التفت واذا بموظف اخر يتصفح السجل ويقول ( اي امي جايه انتظري فد شويه امشيها الج ) شكرته ودخل الشاب بمشاده كلاميه مع الاخر على سوء تصرفه معي ....المهم مرت ربع ساعه أعطاني المعامله جزاه الله خيرا قائلا... الى قسم مؤسسة الشهداء ...ذهبت الى القسم وأعطيت المعامله الى الموظفه المسؤوله .وكانت تحمل الموبايل وتتكلم بعصبيه شديده ويبدو أنها كانت تكلم ابنتها وتقول ( داكلج ماما البسي الكوت البيج تره يرهم والله والبوت يمج و..و... ..وهي على هذا الحال اعطيتها المعامله فاجابتني بعصبيه (خليها وطلعي بره انتظري )...خرجت لاحول لي ولا قوة... أخذت انتظر .. وانتظر ..مرت أكثر من ساعه وأنا انتظر ....فدخلت عليها وسألتها ان كانت قد أتمت المعاملة ... قالت بحدة ( ما اكدر امشيها اليوم اني تعبانه روحي وباجر تعالي ) .....قلت وما ذنبي أنا ساعه انتظر (اتوسل اليك ان تمشيني اني تعبانه ..و...و) فقالت (يمعوده اشلحيتي ما ادري الكيها منج لو من البنيه هاي الي مدوختني دروحي الله خليج تعالي باجر !! ) خرجت وانا أكاد أغلي من هول ما سمعت أيعقل أن يكون موضفوا دوائرنا اليوم بهذه الضحاله والامسؤوليه ( وعذرا للخيرين من الموظفين ) ....أين هم من موضفوا أيام زمان يوم أن كنا ننجز المعامالات بكل هدوء وبساطه وتعلو وجوهنا ابتسامه لاتكاد تفارقنا أبدا وكم كنا نزهو سعداااء حينما نكمل معاملة أي مراجع . !! يارب ما أغرب ما نشاهد ...وجوه مكفهره ...متعالية تمن علينا بانجاز معاملاتنا التي هي من صميم عملهم ليس إلا ...مع اننا كنا لا نتقاضى ربع ما يتقاضونه اليوم !! فياله من زمان ...وتبا لهم من موظفين ..لا أطيل عليكم تقبلت الأمر ببساطتي المعهوده وصبري الطويل رغم استيائي وغضبي الشديدين لما حصل..... خرجت من الداااائره بخيبة أمل شديده ...وفي الخروج وقعت عيناي على تلك المرأة الطيبه وما أن رأيتها نسيت كل شي نسيت هم المعامله وتفاصيل هذا اليوم النحس.. ووقفت غير بعيدة منها عند باااائع الفاكهه وطلبت منه أن يعمل لي تشكيله من الفاكهه وفعلا أعطاني الكيس فذهبت الى المرأة وأعطيتها الفاكهه وأنا ابتسم لها بملأ الفم فقالت لي (لا جاهاي ابدال العلاكه شنهي !! قلت وانا اضحك بملا الفم...ل ( لا والله حبيت اشتري واتنغصتلج .... اخذتها وقالت والابتسامة لا تفارق محياها ها جنج فرحاااانه...خلصت انشاءالله... انى كتلج انتي عثرت بسمجه والسمج خيـــر ) فأجبتها وأنا اضحك من الأعماق .......اي مثل ما كلتي....حجية ... هيه مكضيـــــــــه ما طول يومي بــــده بسمجه زوريـــــه ..... ههههههههههه .....وابتعــــــدت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع