الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة ترامب وتغير مسار الصراع في المنطقة!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2017 / 6 / 2
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ربما كانت زيارة الرئيس الأمريكي؛ "دونالد ترامب" _والتي هي الأولى على لائحة زياراته الخارجية_ وتخصيصها للمملكة العربية السعودية مفاجأة للكثير من المحللين والمهتمين بشؤون المنطقة، لكن بقناعتي هي جاءت نتيجة مقدمات وأسباب عدة ويمكننا قراءة ذلك على عدة سويات؛ أولاً هي تهدف إلى زيادة الاستثمارات الأمريكية في منطقة الخليج وعلى رأسها السعودية حيث حجم العقود والصفقات التي تم عقدها بين المملكة والشركات الأمريكية _بحدود 300 مليار دولار_ تجعل لعاب أي حكومة أمريكية تسيل وتعطي دفعاً قوياً لاقتصادها، مما تجعل الشركات الاحتكارية تضغط على حكومتها وبأن تدفع برأس الدولة للقيام بمثل هذه الزيارة وإن كان هو الذي صرح سابقاً بأن؛ "المسلمين يكرهوننا". أما القضية الأخرى فهي المتعلقة بقضية الصراع على السلطة في المملكة والمنافسة بين كل من الأميرين "محمد بن سلمان"؛ مهندس الزيارة الترامبية لها ومنافسه الآخر "محمد بن نايف" وجاءت هذه الزيارة كنوع من التزكية للأول؛ أي الأمير "محمد بن سلمان" ولو كانت الصفقة بربط اقتصاد المملكة العربية السعودية بالشركات الأمريكية.

لكن تبقى القضية الأهم والمطلوبة من هذه الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي _وذلك إلى جانب الاقتصاد والاستثمارات في المنطقة_ مما يترتب عليها من تداعيات سياسية وتحالفات إستراتيجية ضمن مفهوم خلق الأزمات واستدامة ما تم تسويقه بـ"الفوضى الخلاقة" وذلك لإعادة ترتيب خرائط جديدة لـ"الشرق الأوسط الجديد" ووفق ما تقتضيه مصالح السياسات الأمريكية، بحكم إنها وريثة الدولتين الاستعماريتين القديمتين في المنطقة؛ أي الإنكليز والفرنسيين. وهكذا ولإعادة رسم تلك الخرائط وتوزيع الأدوار والنفوذ وفق ما تقتضيه مصالح أسياد العالم الجدد، فكانت لا بد من خلق أزمات وحروب وفوضى وذلك بعد استهلاك ما عرف بصراع شعوب المنطقة على أسس عرقية أقوامية وذلك لكي تبقي على تدفق النفط من الشرق للغرب والسلاح بالاتجاه المعاكس.. وهكذا فقد جاءنا _أو تم إحياء_ الصراع الطائفي المذهبي بين السنة والشيعة في المنطقة والتي كان قد بشر بها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق "كيسنجر" وذلك عندما قال في سبعينيات القرن الماضي؛ "إن حرب المائة العام القادمة يجب أن تكون حرب سنية شيعية"!!

أما بخصوص ارتدادات الزيارة على الملف السوري، فأعتقد بأن الأمريكان وبعد ربط عجلة الاقتصاد السعودي بأمريكا، سيجعلون السعوديين يقتنعون؛ بأن وجود قواتهم على الحدود العراقية الأردنية _والذي يعني قطع الهلال الشيعي الإيراني_ هو بمثابة حماية لأمنهم واقتصادهم من أي تهديد إيراني بإيصال خط نفطها للبحر المتوسط وبالتالي تكون بذلك أخذت موافقة المملكة والخليج ومباركتها على منطقة النفوذ الأمريكي في الشمال والشرق من سوريا، بل وجعلت الخليج والسعوديين يقومون بتمويل قواتهم وعملياتهم العسكرية هناك حيث صفقة المليارات هذه هي بمثابة التمويل لها فمنها ما تفوق المائة مليار دولار للإنتاج الحربي ولو صرفت على البنية التحتية في البلدان العربية لم احتاجت شعوبها لثوراتها.. إذاً وبإيجاز فإن الزيارة هي من جانب؛ لاستنزاف ثروات المملكة العربية السعودية والخليج عموماً وذلك من خلال جعل إيران بعباً في وجه تلك الدول، رغم أن في قدرة الغرب لجم هذه الأخيرة _لو أرادوا ذلك_ ومن جهة أخرى؛ فإنها تهدف إلى تغيير مسار الصراع في المنطقة من صراع عربي-إسرائيلي إلى صراع سني-شيعي وبالتالي إعادة إنتاج الصراعات والأزمات والحروب، لكن على محور أيديولوجي آخر؛ ديني طائفي بدل المحور الإثني الأقوامي، كون هذا الأخير بات محوراً صدأً ولم يعد يحرك صراعات المنطقة بالشكل المطلوب، فكان لا بد من محور آخر وقد وجدوا في الفكر الديني المتشدد (الشيعي والسني) ما كانوا يبتغونه.. وإن كان على حساب أمن وسلامة وحرية شعوب الشرق الأوسط بكل مكوناتها القومية والدينية والمجتمعية للأسف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا