الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى تتحرر شعوب الشرق من ربقة الآلهة ، والغرب من قوانينه؟!!

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2017 / 6 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عشتار الفصول:10349
متى تتحرر شعوب الشرق من ربقة الآلهة، والغرب من قوانينه؟!!
لقد تعددت الآلهة ،في الأسماء ، والمعاني، والمضامين، في الزمان، والمكان. ولو احتسبنا ما أفنتهُ حروبها ،منذ سبعة آلاف عام، حتى اليوم من البشر .لوجدنا أمامنا أرقاماً مرعبةً ومخيفة ً ،فقد جاءت على أكثر من سبعة مليارات، نسمة من البشر الأبرياء، قتلوا في صراعات تتعلق بتناقض وتناحر الأديان ،كما قُتل مثل نصفهم من أجل الأطماع الاقتصادية ،والاستعمار والاحتلال ، ولا تزال حروب الأديان ، مستمرة بين أتباعها ،ولن تهدأ نيرانها أبداً ،ونجزم بكلمة أبدا،لأنّ التناقض، والتناحر ،أصل الفكر وتوالده ، والفكر رحم يوّلدُ التناقض،والمناهضة العدوانية ،وفي جوهره ،مخالفة الفكر للفكر الآخر..وأيّ فكر لايُخالف الآخر، يُعد ذاك الفكر ناقصا، أو غير عملياً، وأمام هذه الدوامة المستمرة ، والمأساة البشرية ، الإنسان وحده يدفع ضريبة الدم ،والوجود من أجل أفكار ٍ نحنُ خلقناها، وتخيلناها ،ورسمنا مخططات الفردوس المفقود، في عقولنا ،حتى يكون مناهضا ،ونقيضاً للواقع المادي القاسي الذي نعيشه ،وهذا المفهوم كان منذ البدايات الأولى ،التي عاش الإنسان حياة حيوانية وقاسية .لكن بعد هذه المسيرة من التقدم الفكري، والثقافي ،والتطور التكنولوجي يُفترض فينا أن نرتقي لمستوى الواقع، بكل محمولاته، الإبداعية، والتطورية ،والجمالية، وقيمه الراسخة في صحتها وفعاليتها ، ولئلا، نعيش حياة متناقضة ،في ماهية تكويننا الفكري. تعالوا نطرح هذه الجزئية والمثال: ، أيهما أكثر رسوخا في القناعة، الأفكار الدينية الغيبية أم طيارة، تزن أكثر من مئتي طن وترتفع إلى مسافة ،أكثر من 35 ألف قدم عن سطح الأرض، لتدخل ضمن نطاق الغلاف الجوي ،خارج تأثير الجاذبية الأرضية ،وتسرع بسرعة تزيد أحيانا عن 850 كيلو متر في الساعة..أم تلك الأفكار التي تمنحنا في أعلى ذروتها ، الراحة النفسية ،ولكنها لاتشفي أمراضنا المستعصية؟!! ومع هذا الذي ندركه ،من فوارق، فلا زلنا نموت من أجل أفكار غيبية ،ومن أجل أشخاص ، نقدس أقوالهم .ونحن في النهاية، لو أصابنا الألم والوجع . نلجأ إلى أساليب علاجيه، أوجدها من نعتبرهم كفاراً...، وبهذا فنحن نقف على صفائح بركانية، لايعرف الإنسان نتائجها،التدميرية في الفكر ، ونعيش التناقض القاتل ، ولأنني مؤمن بالحتمية التاريخية ،في تطورها الإيجابي ، فأجيال هذا المذهب ،أو ذاك ، ستتغير بعد أقل من خمسين عاماً ، وبشكل حتمي، وللضرورة الحياتية ،إنّ التحليل الذي انتهى منه سيغموند فرويد بشأن أهمية الصلاة في العلاجات الروحية، ستغدو من الاطروحات التي أكل عليها الزمن وشرب، لابل من الآن نجد ،ونرى ،ونلمس ،هناك جيل هاتف الأيفون بدأ يُحطم القيم ،والمثل العليا ،للأسرة بحيث الفتاة تتعامل مع من تشاء ،من خلال هذه الآلة وتتواصل ،مع من تُحب ،بدون أن يأتي إليها عشيقها ،أو صاحبها ،أو صديقها وكذلك هو.وبهذا التعبير أصبحت تتمرد على الواقع بشكل ذكي وسهل المنال ، لابل الجيل بأكمله يعتبر أوامر الأهل وأفكارهم عبارة عن مفاهيم ،لم تعد لها أهمية .ولهذا يجب مغادرتها، وأول تلك الأفكار ليس العادات والتقاليد ،والقيم المادية بقدر ما يتناول هذا التهميش الفكر الديني..واعتباره ،فكراً أسطوريا ، وققصا خيالية ، لماذا ؟.لأنّ تلك الأفكار تتناقض مع الواقع ، ولكونها غير عملية، ولأنّ تلك الأفكار الدينية سيطرة عبر الأزمنة، بطريقة دكتاتورية ،وبيروقراطية وشوفينية ،لم يعرف مثلها الفكر البشري..التقديس المطلق لمخلوقات ماتت دون رجعة ،ولأحداث مرعبة ، تُشكل مشكلة المشاكل ،أمام الفكر المعاصر.و الفكر الديني بشكل عام ، إقصائي ، رجعي في معالجته للواقع ومشاكله .ويرى بشكل عام كلّ من خالفني ،في عقيدتي هو كافر، وهناك مذاهب تعتبر، قتل ذاك الكافر، الذي نعيش معاً في مجتمع واحد هو، فريضة عين.تصور إلى هكذا حدٍّ تدعونا، بعض الأفكار الدينية ، وتلكَ الأفكار، لها مرجعياتها وهناك من يقدسها . لهذا فالعالم ،كله سيكون في مناهضة ،حقيقية، مع هذا الفكر.مالم يغير في جوهره ليتناسب الحياة الإنسانية المعاصرة .وكما رأينا في السابق ، انقراضاً للحيوانات الضخمة، والإنسان العملاق ، قبل مئات من السنين ،لابل آلافاً منها ، واستوى البقاء للحالة الوسطية، هكذا الأفكار الدينية ،وغير الدينية سنتهي عاجلاً ،وستبدأ عليها حروب كونية لأنها غدت فعلاً خطرا حقيقيا ،على أتباعها والعالم.
ونعود لنتذكر الصراعات ،التي مرت ،وحدثت مع الأفكار الدينية. والتي أعتبرها محورية ، لابل كانت حصيلة تطور ذهني ،ومعرفي لدى الإنسان ،ولهذا وجدنا كيف بدأ أتباعها ينقلبون عليها وتوحدت جهودهم،ففي البداية عبد الإنسان بعض رموز وحالات الطبيعة المحيطة ،والكواكب وانتقلت البشرية ،إلى العبادة الشمسية ،والعبادة القمرية،وهنا جرى صراع طويل وشاق في تدمير حضارة كلا العبادتين ، وكان لابدّ أن ينشأ الفكر التوحيدي في كلّ من مدرسة أريدو جنوب العراق ، التي تخرج منها أبرام(إبراهيم) وكانت تدعو لعبادة الإله الواحد ، ومع إبراهيم يتلقح هذا المفهوم في مصر مع فكر الملك أخناتون الذي اعتبر إله الشمس الإله الموحد الذي لاشريك له ،ولكن كان قبل ذلك فكرا يدعو للتوحيد لكنه اكتملت فصوله مع الفكر الآتوني.
وهنا يتطور الفكر الديني من رحم الأسطورة، التي في أساسها ،تمثل المعين الثقافي، والتجارب المحفوظة ،في لوح وصايا الذاكرة، التي سجلت بعضاً مما عاشه الفكر البشري.وحتى يكون هناك محصلة لابدّ من أن تنشأ الأفكار التي لاتبقى معالجتها أرضية ،وإدارية، وملكية، وتخص الحياة الأرضية ،بل جاء الوقت ليعبر الإنسان ،عن رغبة في أعماق نفسه، تتمثل في حياة سعيدة يعيشها في مكان ما، سترسمها له الأسطورة،ومجموعة الفعل الثقافي لإنسان ماقبل الأسطورة وأثناء بناء أول أبراجها، وبعدها يأتي موسى مطورا لها، عبر آلية مفكرين يهود ،كانوا قد سباهم نبوخذ نصر، إلى حضارة بلاد مابين النهرين.
هؤلاء ،قرأوا أناجيل الفكر البيت نهريني ،وحضاراته المتعاقبة، ومعهم يبدأ الفصل الميكانيكي، بين استنساخ التجربة الفكرية، في هذا الجانب من قبل رجالات ،دين يهود في أرض أشور، بالعراق الحالي.ومابين الناتج الفعلي لحضارة مابين النهرين، فينتج المشهد أكثر قُربا للذات البشرية ،وطموحاتها، وتخيلاتها الماورائية .
إنّ إله الديانات، التي ستُسمى فيما بعد ، بالسماوية ،وهي في أساسها ،وعمقها الواقعي، والماورائي ،تمثل حصيلة أفكار البشرية ، عبر تاريخها الطويل ،محمولة على سارية تبحث عن عالم آخر للحياة، وعلى تغرب أصابها على هذه المعمورة، التي ارتويت من دماء الملايين ، لهذا ترانا في صراع ،مابين أنفسنا، والواقع ،والطموح . كلّ الأفكار الدينية ، محمولة على واقع مادي ،هو نحنُ عبر مجتمعاتٍ تستمر في استنزاف قدراتها ،لصالح أفكار لاتشكلّ جزءاً من فكر إنساني أشمل وأعم.
وقد قلنا سابقا ً الشرق سيقتله دينه ، والغرب سيقتله قانونه.
إن شكل العبادة، التي تتمركز حول الإيكوسنترية ، الدينية هي ذاتها ،وبشكل أعنف في الجانب القانوني في الغرب، فإذا كانت شعوب الشرق تدمر ذاتها وكيانها وحضارتها في حروب وصراعات الأديان والمذاهب ،هكذا في الغرب سيقتلهم قانونهم، لأنهم يطبقونه بالحرف ولايوجد رحمة، ولا إنسانية في كل سلوكيتهم القانونية .
تقتضي الحكمة، أن يتم عقد مؤتمر أممي ،جامع ،مانع ،شامل ،لكلّ الديانات ومذاهبها ،وحتى الاقتصادية وأن يوضع حداً لهذا القتل، والموت الناتج عن صراع الديانات، والمذاهب، وأن يتم ردع الشركات التي، في جوهرها تقوم على استغلال القوى الفقيرة العاملة.
وأرى أن يتم توزيعاً عادلا للأرض، توزع على جميع القوميات، والأقليات، العرقية، والدينية.كلّ في مكانه ،وأن يتم إحداث برنامج أممي حضاري ،وإنساني لخلق أممية العالم ،من خلال التزاوج بين القوميات ،والألوان بطريقة تُشرف عليها الدول، من خلال قدراتها العلمية والطبية والتقنية .لخلق حالة وسطية ،من الشخصية الإنسانية ، سواء أكانت بيولوجية، أم فكرية أم خلقية.
إنّ الأديان، والمذاهب، التي تدعو للقتل ،والهيمنة ،والاقصاء يجب أن تُحارب من قبل الجميع لكونها تشكل خطرا حقيقياً ،على البشرية جمعاء.
اسحق قومي
شاعر وكاتب وباحث سوري مستقل يعيش في ألمانيا.
4/6/2017م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24