الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما أروع أيام الطفولة

زهور العتابي

2017 / 6 / 4
الادب والفن


قد لا ابااالغ ابدا اذا قلت انه لم تحظ أية طفلة غيري بطفولة جميلة...رائعة كتلك التي حظيت بها ومنحني اياها الزمن ....نعم لقد كانت طفولتي هي اجمل اياااام حياااتي على الاطلاق.... عشتها في كنف اب طيب حنون...صاحب مباديء متحصن بالمثل والقيم والمباديء تلك التي تربى عليها ابان حياته و منذ نشاته.... وعلى الرغم من أن تحصيله الدراسي لا يتعدى الثالث المتوسط إلا أن أبي كان يتمتع بثقافة جيدة لانه كان مولع بالمطالعة إلى حد كبير ....هو عسكري ...رئيس عرفاااء وحدة... وكان رئيس العرفاء الوحدة آنذاك كان اللولب و بمثابة كل شيء في مفهوم العسكرية كان متيم بحب الوطن...غيور .شديد الالتزام.. ..قد يقسو في مهنته احيانا اذا تطلب الامر...كل من يعرفونه..يدركون مدى التزامه و هيبته في وحدته ...كنت انا المقربة إليه دونا عن الآخرين من اخوتي ..يحب الجميع ويهتم بهم ...نعم ...لكن انا غير تماما كان رحمه الله لايتوانى ابدا في فعل اي شيء ليجعلني اكثر سعادة ومرح....وكان يدعوني ( زهير ) ..هذا هو اسمي عنده.....ولي بدل الام ....اثنتان..والدتي الحنوون اولا ...وزوجة ابي ثانيا ...تلك التي كانت تغمرني حبا واهتماما وكأني واحدة من ابناءها تماما ..هي من تخيط لي ملابسي وتختار لي اجمل الموديلات واروع القصات ...ويوم ان كبرت اخذت وتعلمت منها الكثير الكثير ... في طفولتي كنت مرتبة جدا جدا ..بل كنت ابالغ في هذا كثيرا..لا انام ابدا الا بعد ان اهيء كل ملابس المدرسة واضعها بجانبي على الكرسي....الصدرية ...الياخة.... القرديلة ..الجوارب ...وكلها يجب أن تكون بمنتهى النظافة والبياض ..وحذائي الذي لا ارتأي إلا أن يكون اسود اللون الاخر يجب أن يكون غاية في اللمعان.....وحتى حقيبتي لآخر يوم في المدرسة ...تبدو كأنها اشتريتها لتوي ...في سنواتي الأولى من مرحلة الابتدائية كنا نعيش في مدينة الموصل....هم عشرون بيت فقط مخصصة للعسكرين ..كان بيتنا احد هذه البيوت كانت كلها داخل معسكر.....اسمه الغزلاني....البيت كبير أغلب مساحته حديقة واسعه فيها الكثير من الأشجار العالية والقداح والزهور الجميلة الملونه ....اما مدارسنا فلم تكن قريبة ابدا ...بل كانت بعيدة وخصص لنا سيارة عسكرية تقلنا إليها ..لوري كبيرمغطى بجااادر ...وذات اللوري يعود بعدها وتحديدا في الساعة التاسعة صباحا ليأخذ النساء إلى السوق... للتسوق وينتظر ليعود بهم إلى البيوت ..ثم يأتي بعدها ليعود بنا من المدارس ايضا ....وحينما يتعذر مجيء اللوري...كأن يكون فيه عطل ما ...وهذا ما كان يحدث احيانا.....يخبروننا قبل يوم كي نتهيأ للخروج من الصبااااح الباكر ونحسب حساب الطريق الطويل ...كنا حينما نبلغ بهذا نشعر بالفرح ما بعده فرح ... كوننا سنذهب إلى المدرسة سيرا على الأقدام ...ولنا في ذلك طقوس خاصة..نقضي فيها اوقات حلوة نعيشها ونحن في طريقنا إلى المدرسة ...ولا أدري لما كنت انا وقتها قاااائدة الجمع ...مع العلم ان هناك و من بيننا من هن اكبر مني سنا و في الصفوف المنتهية من الابتدائية ولكن الكل كان يصر على ان اكون انا في المقدمة وانا الموجهة لهم في كل خطوة أو تصرف .....صدقوني حتى هذه اللحظة لا اعرف السر في هذا ابدا ....ماهو السبب لا أدري !!....المهم كنا ننطلق والابتسامة تعلو وجوهنا ....وفي بداية المشوار هذا نمر على الجنود وهم يتدربون .....ونسمع صوت العريف يردد بأعلى صوته....استاااااعد..استاااااريح ...الى الوراء در ...كنا ما ان نراهم على هذا الحال حتى اوعز للجميع ..ا..٢...٣...ابدا .... فنبدا بقراءة النشيد مع التصفيق العالي ونحن باستمرارية المسير ...لانتوقف عن السير ..
لاحت رؤوس الحراب..
تلمع بين الروابي
هاكم وفود الشباب
هيا ..هيا .. هيا
للجهاد......هيا
او ان نردد في اليوم التالي نشيد آخر ..
زعيمنا الغالي
حقق لي امالي
حطم الاستعمار
ورفعنا عاااالي
ورفعنا عااااالي...كريم
زعيمنا الاوحد كريم
قائد الشعب العظيم
بالثورة الثورة الكبرى
صااارت امتنا حرررة .
يغالي ..يغالي ..ياغاااااااالي
وكنا ونشعر انهم فرحون جدا بما يسمعون لان ذلك كان يبدو عليهم أثناء التدريب...بعدها يلوح العريف بيده شاكرا ايانا ونمضي... .. نستمر في المسير إلى أن تجتاز تلك القنطرة نسير تحتها (هي سكة لقطار) بعدها تطل علينا بيوت منطقة الطيرااان تلك البيوت الفارهة الكبيرة لاغنياء الموصل ...بيوت جميلة ذات حدائق غنااااء تلك التي لايفصلها عنا الا ذلك السياج الحديدي (الناصي ) فيها الكثير من اشجار التوت... والتكي... والتين المتدلية واالتي تفترش الأرض ثمارها.....ناكل ونأخذ منها ما نريد وتستمر في السير...والغريب أننا كنا احيانا نرى قناني الحليب(المليانة ) امام أعتاب هذه البيوت حيث هناك( من ينقل إليهم هذه القناني) لم نفكر ولو للحضة ان احد هذه القناني لنشربها ...ابدا ...لم يحدث هذا ولو مرة معنا مطلقا .....كنا نكتفي بالفاكهة التي هي على الجدار ولانتجاوز ابدا على ماهو داخل الجدار..... وأروع ما اذكره انه كان يستوقفنا من بين تلك البيوت بيت علي العمري حيث كان في مدخل بيته في طارمته تحديدا ( ببغاااء في قفص على شكل كرة كبيرة ) ما ان نراااه حتى نردد وبصوت واحد صباح الخيييير فيرد علينا بصوت واضح يطيل نهايته....صباااح النووور واغلب الاحيان كنا نلمح فتاة شاابة جميلة ما ان تسمع اصواتنا حتى تحرك الستارة جانبا لتنظر إلينا ملوحة بيدها والابتسامة تعلو محياها ..فنرفع ايدينا بالسلام عليها ...ثم نمضي إلى المدرسة مسرعين هذه المرة وكان كل الطقوس قاربت على الانتهاااء .... وندخل ساااحة المدرسة ونحن في غمرة ونشوة الفرح والسعاااادة والاطمئنان وعيوننا تنظر لتهنيء بعضها البعض ونهمس جميعا ان الحمدلله ها قد وصلنا قبل ان يدق الجرس........









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا