الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقلية طاغية و العلاقة التبادلية!

حميد طولست

2017 / 6 / 5
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


عقلية طاغية و العلاقة التبادلية!
بقدر ما أشفقت كثيرًا على حال شباط ، وما آلت إليه أحواله بعد أن دارت عليه الأيام دورتها ، وانتهت به إلى ما لم يحسِب له حسابا ، من انحدار وسقوط تلا ما عرفته أقداره من صعود سريع ، بقدر ما تحسرت على أتباعه الحزبيين ، وامتلأت نفسي بالحزن الشديد والأسى العميق على النقابليين الطيبين إلى حد السذاجة ، الذين وثقوا بمشروعاته "الفمامية " التي انتظروا من ورائها ترقية أوظاعهم، وتنمية أحوالهم ، والنهوض بوطنهم ، ونفخوا فيه من أجل ذلك "البعرة" بالمديح والثناء والاطراء والتفخيم ، وكل عبارات التعظيم التي حولته إلى مستبد ، لينتهي به المطاف إلى خصم لهم ولكافة مناضلي الحزب والنقابة ومخلصيهما، وإلى عدو لثوابت الوطن التي اعترى الغموض التزامه بها ، وحامت الشكوك حول مواقفه تجاهها ، ما جعل الكثير من مريديه قبل خصومه ، يعيدون النظر في واقعيته كأمين عام لحزب عتيد ، وقائد لنقابة ظخمة، ويفجرون براكين غضبهم الدفين ضده كزعيم ارتكز في تعامله على قاعدة قوامها الحيوي ، الجشع وحب الامتلاك والاستعباد السياسي ، و"ما أريكم إلا ما أرى" ، تماما كباقي الرؤساء المستبدين الذين عرفهم التاريخ ، وتمت صناعتهم من أفشل المواد الخام، لغة وتعبيرا وأسلوبا وأفكارًا وغطرسة فارغة ، التي انتهت بهم إلى ديكتاتوريين أمثال القذافي ، وصدام حسين وموجابي ، وهيلاسلاسي ، وتشاوشيسكو ، وسوموزا ،وسالازار ومنجستو ، هيلامريم ، وباتستدا ، وفرانسوا ديفالييه ، وبينوشيه ، وفرانكو ، وهتلر ، وستالين ، وماوتسي تونج ، وأنور خوجة ، وموسوليني ، وغيرهم كثير من الطغاة المستبدين الذين لا يمكن التفرقة بين الذكي منهم و الأبله والمتخلف عقليا، أو الفاشل والفاشي ، لأنهم في النهاية واحد ، حين تتجمع في أيديهم السلطة المطلقة القادرة على تصفية الخصوم والمنافسين ، وصناعة الخدام والأتباع الطيعين ، من حتالة المرتزقة ، الفارغة رؤوسهم من أي مشروع علمي أو ثقافي أو تعليمي ، الذين لا دراية لهم لا بالسياسة ولا بالدين ، ولا يتقنون غير عبقرة السيد المستبد، وتبرير كل تصرفاته وأي كلمة أو إشارة أو همسة أو غمزة أو أمر أو توجيه منهم ، وكأنه نبي من أنبياء الله الصالحين، أو إلاه فرعوني يسبحون بحمدهم ، وذلك بقدرة تأثير ومفعول لعبة العصا والجزرة ، التي يثقن استغلالها لكسر نخوة وكرامة وروح المتمردين ، وإسقاط لاعقي الأحدية في حـِجـْـر الرئيس ، والصاقهم بهواه ، وتبنيهم لرؤاه ، واعتناقهم لدينه ، وانسجامهم مع فكره ومزاجه ، فتراهم حوله كالذباب "فلبطانة " يعتاشون على تلميعه، وتفسير فلسفته، وتبرير توجيهاته، إذا ابتسم قهقهوا وصفقوا، وإذا غضب إرتعشت أيديهم ، وإصطكت أسنانهم ، وإنفصلت ركبهم ، وإذا انتفض ضد شخص أذاقوه الويلات ، وإذا كره العلم والثقافة ، مزقوا الكتب وأحرقوا الصحف والمجلات ، وإذا فسى كبروا ، وإذا بال تبولوا ، -كالأحمرة التي إذا بال حمار منها بالت كل الأحمرة - غير مبالين بما يُفعل بحزبهم العتيد من تقزيم للحزب ، ولنقابته الكبيرة من تصغير، وتسفيه دورهما وحصره في التصفيق والتهليل له ، فما أكثر هذه النوعية من البشر، والتي لا يئرفني أن أنشر هنا أسماءهم لكثرتهم ،ولأني لست وحدي من يعرف الكثير منهم ، كما أعرف أصابع يدي ، فرغم إدعاء بعضهم العلم والفقه والثقافة ، فهم معروفون بسيماهم وخصالهم التي تجسد الجهل ، والنفاق ، والانحطاط ، والانبطاح ، والتدهور، والسقوط ، في أبهى تجلياته ..
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية


.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت




.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام


.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف




.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام