الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقارب القطري الايراني وتاثيره على الخطاب السياسي العراقي

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2017 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


السؤال الذي بداء يشغل بال المتابعين للشان العراقي خلال هذه الايام ما الذي سيحدث هل الحكومة العراقية التي تعتبر موالية للطهران وسياسينا,, سيتحولون بين ليلة وضحاها من معاداة قطر واتهامها بدعم الارهاب وانها راس الشر والافعى الرقطاء كمايدعون ويهددون بإحالت ملفات تثبت دعمها للارهاب إلى محكمة جنائية دولية لجرائمها بحق الشعب العراقي ويتحولون 180 درجة إلى حلفاء ورفاق !!!!
هل تتغير بوصلة اتجاهات الاطراف السياسية العراقية الموالية لإيران, تجاه قطروسياستها, سيتحول الموقف الى دعم ومساندة سياسية ومادية من قطر للحكومة العراقية, والسبب واضح في المعادلة وهو النظام الايراني الذي له نفوذ كبير على العبادي ومن معه في حزب الدعوة وبقية الاحزاب سنية ام شيعية ويتم الرضوخ لمصالح حكومة الملالي في طهران .

لمعرفة ما ستؤول اليه الامور في الايام القادمة يجب ان نفهم ماحدث وما يحدث لنعرف ماسيحدث:
اليوم أعلنت 6 دول، هي السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن والمالديف، فجر اليوم الاثنين، قطع علاقاتها الدبلوماسية بقطر، وأخذت قرارات متفرقة بشأن منع سفر مواطنيها إلى قطر، وإغلاق المجال البحري والجوي أمام الطائرات والبواخر القطرية. "نتيجةً للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة، سراً وعلناً، طوال السنوات الماضية، بهدف شق الصف الداخلي السعودي، والتحريض للخروج على الدولة، والمساس بسيادتها، احتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة، ومنها جماعة الإخوان المسلمين وداعش والقاعدة، والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم، ودعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف من المملكة العربية السعودية، وفي مملكة البحرين الشقيقة وتمويل وتبني وإيواء المتطرفين، الذين يسعون لضرب استقرار ووحدة الوطن في الداخل والخارج، واستخدام وسائل الإعلام التي تسعى إلى تأجيج الفتنة داخلياً.
.
في ظل استمرار الخلافات السياسية بين قطر ودول الخليج، برز من جديد التقارب الإيراني القطري ويبدو أن التقارب القطري جاء في ظل ضوء أخظر أمريكي خفي لقطر للتقارب مع إيران كنوع من الضغط على دول الخليج لموازنة الكفة بعد قمة الرياض الاخيرة ليستمر حلب الدول بدون توقف بوجود خوف من تفككها, ولتقف على سياسة عزل قطر بالمنطقة ولعب دور كبير .أن هذا التقارب الجديد المفاجئ بين الدولتين لا يمكن النظر إليه بمعزل عن الأحداث الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار المحاولات الأخيرة لدول مجلس التعاون الخليجية من أجل تشكيل قوة عسكرية مشتركة وإصرار المملكة العربية السعودية على تشكيل هذه القوة التي من المتوقع أن تلعب دورا مهما في حفظ أمن واستقرار كافة دول مجلس التعاون الخليجية في الفترة المقبلة إن تم تشكيلها بنجاح ودون عراقيل.
ويبدو أن التقارب القطري الإيراني يخدم السياسات الأمريكية لإنهاء مايحدث في سورية، كما حدث في أزمة إنهاء راهبات معلولا، حيث لأول مرة منذ اندلاع الأزمة السورية في سبتمبر 2011 نجد اتصالات معلنة بين الحكومة السورية والحكومة القطرية، وهو ما يعد مؤشرا على بدء دور قطري جديد برعاية أمريكية في المنطقة قد يكون لإنهاء الأزمة السورية.

ويعود التقارب القطري الإيراني إلى حقبة احتدام المواجهة بين قطر والسعودية، حيث سعت الأولى إلى إنشاء جسور من التواصل مع إيران لتكون العلاقات بينهما أكثر قوة، ولتكون ورقة ضغط للدوحة داخل البيت الخليجي من جهة، والبيت العربي من جهة اخرى، وهو مالم تلتفت له السعودية وقتها، أيضا كانت الدوحة أول من فتح أبواب الخليج أمام إيران، من خلال زيارة أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني إلى طهران عام 2000 تعتبر الزيارة الأولى التي يقوم بها حاكم دولة خليجية لإيران منذ عشرين عاما، وقد تجاوزت هذه الزيارة المجاملات السياسية إلى الدعوة مباشرة للتطبيع التام بين العرب وإيران.

لو رجعنا إلى جميع المناورات المشتركة التي تجري بين الدول سنجد أنها لا تجري إلا بين الدول المتحالفة أو تلك التي بينهاصداقة وثيقة واستراتيجية٬أو بين الدول التي بصدد بناء علاقات بينية جيدة٬ أو بهدف كسب الخبرات العسكرية من بعضها
البعض. وكل هذه الأمور ليست متوفرة فيما يخص المناورات المتوقع إجراؤه ابين إيران وقطر. فكيف لإيران أن تكون بحاجةإلى كسب الخبرات العسكرية من قطر وهي التي تعتبر نفسها قوة إقليمية كبرى وتتمتع بقدرات تصنيعية لا يستهان بها. ولا
يوجد أيضاً تحالف معلن لحد الآن بين قطر وإيران قد يكون ألزمهما على إجراء مثل هذه المناورات.لكن هنالك من يعتقد أن مقترح قطر حول مساعدتها لإيران في عمليات استخراج الغاز لم يأت بمبادرة قطرية٬ بل جاء بطلبمن إيران نفسها وهي تقصد بذلك عزل قطر عن محيطها الخليجي وإبعادها عن السعودية بالذات في المرحلة الراهنة إذ بإمكان إيران الاستفادة من حلفائها مثل روسيا والصين وهم أكثر الدول خبرة في مجال استخراج الغاز.وربما يعتقد القطريون أنه من الحكمة أن يتقربوا إلى إيران كي يستطيعوا السيطرة على الكميات التي ستستخرج عبرمشاركتهم مع إيران على أقل تقدير أو ربما قد يستطيعون الاطلاع عليها عن قرب خاصة إذا علمنا أن حقل الشمال هو حقل مشترك بين قطر وإيران ويلزم كل طرف مراعاة مصالح الطرف الآخر حين الاستخراج. لكن هذه الحكمة القطرية المفترضة
سرعان ما ستصطدم بالواقع المعاكس لها تماماً. فالسجل الإيراني فيما يتعلق بالمعاهدات والتحالفات سيء جداً وهو مليءبالخروقات والمماطلة والغدر ولا يجوز التعامل معها على نفس الطريقة التي يتم التعامل بها مع الدول الأخرى.
قبل عدة أعوام فقط أي في عام 2001 وقعت شركة الهلال للبترول الإماراتية عقداً مع إيران مدته 25 عاماً لنقل الغاز من إيران إلى الإمارات العربية المتحدة. وتم العمل في المشروع وبعدها بفترة وجيزة وبسبب الارتفاع المفاجئ لسعر النفط في
السوق العالمية الذي وضع كأساس لسعر الغاز في العقد نقضت إيران العقد مع شركة الهلال للبترول الإماراتية وبقي المشروع معطلاً إلى يومنا هذا٬وهناك الكثير من الأمثلة التي نقضت بها إيران المعاهدات وبطرق مختلفة أهمها أن يجتمع
البرلمان الإيراني لإصدار قرار بإلغاء المعاهدة أو الاتفاق المراد إلغاؤه أو تعديله. هذا ما تكرر عدة مرات في إيران وقرارالبرلمان الإيراني الذي يطلب من الحكومة رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60% وما فوق ما زال ماثلاً أمامنا٬ وأتى ذلك
بعد توقيع الحكومة الإيرانية الاتفاقية مع الدول 1+5 حول تجميد أنشطتها النووية بفترة وجيزة.ولا بد للقطريين أن يتذكروا الطائرات العراقية التي نقلها العراق لحفظها من التدمير إلى إيران قبيل الحرب الأمريكية
العراقية٬ ظناً منه أن إيران قد أصبحت جارة وصديقة٬ ويمكن الوثوق بها. ولكن سرعان ما تفاجأ العراق بدخول طائراتهالمدنية ضمن الأسطول الإيراني بعد أن رسم عليها علم الجمهورية الإسلامية٬ واعتبرتها إيران غنائم حربية٬ وتعويضاً لما
لحق بها من أضرار نتيجة حربها على العراق التي انتهت عام � وبقيت هذه الطائرات في إيران إلى اليوم حتى بعدتغيير الحكم في العراق واستلام حلفائها المقربين السلطة فيه.

ولكل ماتقدم يجب يكون للعراق وحكومته سياسة خاصة به , ، وان يتخلصوا من الانفصام السياسي والنفسي والنفاق العقائدي الذي يعيشوه ويعكسوه بالمزيد من التبعية والتخبط والفساد ، على كل اوضاع العراق السياسية ـ داخليا وخارجيا ـ وعلى كل اوضاعه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم روسي عنيف على خاركيف.. فهل تصمد الدفاعات الأوكرانية؟ |


.. نزوح ودمار كبير جراء القصف الإسرائيلي على حي الزيتون وسط مدي




.. أبرز ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية في الساعات الأخيرة


.. الشرطة تعتقل طالبا مقعدا في المظاهرات الداعمة لفلسطين في جام




.. تساؤلات في إسرائيل حول قدرة نتنياهو الدبلوماسية بإقناع العال