الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى متى يستمر الوضع على هذا المنوال ؟!

يوسف حمك

2017 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


من مدارج السالكين في دروب السقوط و الهوان و الدناءة يستل سيف الحقد و الإجرام ، صاحب يدين آثمتين تمتدان لقتل الأمل و اغتيال الأحلام ، و إطفاء المصابيح التي تنير الفكر و الحياة .
يمضي متنكراً في شكلٍ آدميٍّ ليفتك بالعباد كفيروسٍ قاتلٍ و حشرةٍ سامةٍ .
يدعي الانتماء كاذباً لأية عقيدةٍ سياسيةٍ أو دينيةٍ - وحسبما تملي عليه المصالح – لتفريخ الوجه البائس للحياة بوسائل أشد فتكاً من سعير النار .

يبيع الذمة و الكرامة لقاء حفنة نقودٍ ، يفجر الفتن ، و يسرق الجهود لإبقاء الوضع على حالة القلق و العجز ، فعرقلة مسيرة الرقي و استنزاف جهود النماء و العدل .
يحاصر إرادة النفوس اليقظة للتصحيح و التغيير تحت الابتزاز و التهديد .
ينهب عرق الجبين لإيداعه في جيوب تجار الموت و الأزمات .
حضوره الطاغي في كل الزوايا لافتراس الأفكار قبل الأجساد ..... وحدها طينة الشر نفسه منها مجبولةٌ لإطفاء نوازع الخير ، و وأد الجدارة .

يتباهى بما أنجزه من فسادٍ ، و ما أحرزه من شرورٍ بحق غيره بكل عنفٍ و شراسةٍ لصالح صاحب النفوذ و السلطة ، لا سقف لطموحه الشرير و لا رسالة له في الحياة سوى أنه أداة بيد الأخير الذي به يهيمن و يحتكر ، فيصر على أن هذا العالم له و ليس لغيره ، و وحده هو المالك الفعلي .
و سواه ليس من حقه أن يمتلك حصةً أو رأياً .

يضع نفسه فوق المحاسبة والقانون من إرثٍ شرقيٍّ منبوذٍ لبث الرعب في النفوس ، لأن الخوف هو العامل الأبرز في صنع هذا الواقع المرير المكبل بأغلال التخلف و الجمود .
فبذا ليس غريباً من أن يلد كل وطنٍ من هذه الأوطان طاغيةً يرث الثروة و البذخ و السلطة و الجاه ، فيكتم الأنفاس ، و يلجم اللسان بالاعتماد على أمثاله .
فيقامر بالأرض و الشعب في مغامراتٍ جنونيةٍ لا تخلف وراءها إلا البشاعة و الويلات و الكوارث و الفقر و اليتم و الدمار .
حروبٌ عبثيةٌ لا أهداف وطنية و قومية لها ، و لا تخدم سوى قضايا مجهولة ، لأنهم أشعلوها بأوامر من أسيادهم الذين يملكون الحقائق وحدهم كما لديهم مفاتح الغيب لا يعلمها إلاهم . و هذا ما لا يستقيم مع المنطق و الحق بل جناية في حق الآخرين .

أهكذا تبنى الأوطان ، و يخلق المستقبل الأفضل و النهوض الذي ننشده في عالم الغد ؟! أو على هذه الشاكلة تستنبط الدروس من الماضي الذي هو مخزن دروسنا و إخفاقاتنا ، و مستودع التراكمات التي فيها تدرجت الحضارات البشرية ، و بها نغذي الحاضر و المستقبل ؟!
بما أن التغيير و التبدل هما شعار الحياة ... فهل الاكتفاء بتكرار القول ينفع لمواجهة جحيم الواقع ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج