الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا الشّرق- العظيم- يلزمه بعض التّواضع

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 6 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


مفكر عظيم، كاتب كبير، أب قائد، صانع المعجزات، يسبق عصره.
كلمات قادمة من قاموس الشّرق. نستعملها في حديثنا اليومي. من سمّى ذلك الشّخص بالمفكّر العظيم؟ هنا بيت القصيد.
المشكلة ليست بالتّسميات، فقد نقبل عظمة هذا، وروعة ذاك. المشكلة تكمن في الاستعلاء والتنمّر، وعدم التّواضع.
أغلب من يصلون إلى مناصب حساسة لديهم مركب نقص بأنّهم كانوا ربما من الصف الثاني في العلم، والمعرفة، ومن الصف الأخير في القيم، فيتباهون بأنفسهم على سبيل التّنمّر أحياناً والتّشفي في بعض الأحيان بأنّهم حصلوا على ماحصوا عليه بذكائهم الخارق والذكاء الدراسي لا علاقة له بالذكاء الحقيقي.
ماذا يفعل الإنسان العادي الذي لا يملك ما يملكه هؤلاء؟
الإنسان العادي هو الإنسان الطبيعي الذي يجتهد من أجل المستقبل، ولا يصل بينما يتجاوزه من كانوا خلفه في أغلب الأشياء. هي قصّة لا تنتهي، ولا حلّ لها على المدى القريب، الإنسان الطبيعي محكوم بالعزلة التي يختارها بعد أن يفهم ما يجري، وبعد تجارب متعدّدة يتّخذ قراره، وربما تكون العزلة هي أقرب القرارات لأنها لا تحتاج سوى للابتعاد، واختيار مصدر دخل بالكاد يكفي، لكنّ البعض يهاجر، وهنا نتحدّث عن هجرة الأدمغة، وليس عن اللجوء، ووصول الآلاف من المهاجرين الذين كان بعضهم ربما في الصّفوف الأماميّة ودون كفاءات. هؤلاء ربما لا مكان لهم في الدّول المتطوّرة ، أمّا الأدمغة فمكانها موجود. الغرب يحتاج لجهد كبير وتعب إن كنت تبحث عن فرصة في مجال يجعلك تتطور وتطور، كأن تكون باحثاً، أو طبيباً يطمح إلى أمر يفيد البشريّة على سبيل المثال.
لاشكّ أنّ التّغيير سوف يأتي، ولن ننتظر القدر، فإمكاننا فعل الكثير لو كنّا حقيقيين. لو كتبنا بحياد عن تلك التوصيفات حول الأشخاص والأسماء قد يحاربوننا في المرّة الأولى ثم يطلعون على الموضوع، وبعدها يقبلون جزءاً منه، وهي عمليّة قبول الآخر.
ما الضير في أن نصف الشّام كما هي على سبيل المثال، وأقصد هنا أن تصف السلوك في الأماكن العامة وطريقة حياة النّاس إضافة إلى الطبيعة دون مبالغات إن لم يكن نصّك أدبياً، أمّا النّص الأدبي فيمكننا تجاوز الأمور العادية فيه لأنّنا نصف حالتنا في تلك اللحظة التي رأينا فيها الشّام. هي داخل الإنسان مضاف إليه الشّعور بالانتماء للمكان.
لو وضعنا خلفنا اليوم كلّ الأسماء التي كانت تلهمنا لأنّنا كنا جزءاً من نسيج المجتمع الذي ينتمي بقيمه إلى المنظومة الحاكمة. لو أقلعنا عن اعتبارها أيقونات فكرية، أو فنّية. لو وضعنا صور كلّ الزعماء على الرّف، ورأينا قلوب البشر العاديين.
لو لم نرد على بعضنا البعض باستعمال مصطلحات ضخمة كعبارة خائن، وعميل.
لو استغنينا عن وصف الشخص الذي نتمسّح به بالعظيم.
ولو وخزنا الأنا الخاصة بنا بدبوس كي تفشّ قليلاً. لوضعنا رجلنا على أوّل الدرج الصاعد إلى التّغيير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم