الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طرائف مأسوية عن المدرسة المغربية!

محمد مسافير

2017 / 6 / 11
التربية والتعليم والبحث العلمي


جل التلاميذ، يهابون الأستاذ الذي يقمعهم ويجلدهم ويسبهم، لكنهم يعشقونه، ويحسون بفخر شديد حين يحدثهم خارج الفصل، بل يتباهون بذلك... وفي المقابل، تجدهم لا يحترمون أبدا الأستاذ الذي يحاول ضبط أعصابه واجتناب الأساليب القمعية، يحاولون دائما الاستهزاء به إما في حضرته، أو في غيابه، حسب شخصية الأستاذ، لكن الثابت أن حبهم له أقل بكثير من الأول...
يبتدئ المرض من هنا، وربما قبل تلك المرحلة بقليل، لكنه يمتد إلى مراحل متقدمة في العمر، فتجد الإنسان المتخلف يعشق رب العمل المتسلط، والمرأة تعجب أشد الإعجاب بالرجل الصلب المتجبر، و"الرعية" تنحني إجلالا صادقا أمام الحاكم الطاغي..
شعب مضطرب نفسيا... مازوخي!
-----------------------------------------------------------------------------------
جالست أساتذةً بالمقهى، كان حديثهم يدور حول أجواء القسم وشغب التلاميذ، قال أحدهم:
إني أدخل القسم فتحبس الأنفاس ويسود الصمت كالموت داخل الفصل، لا ينبس أحدهم حتى آذن له، وإن تجرأ تلميذ على الكلام خارج موضوع الدرس، أمسكته من يده اليسرى وأشبعته ضربا، تخيل... إنهم يخافونني كثيرا، قال لي أحدهم إن رائحة عطرك تصيبني بالهلك...
(ينفجر الأساتذة ضحكا، ثم يسترسل الأستاذ البطل)
إنني لست كأستاذ الرياضيات، إنهم يشاغبون كثيرا في حصته حتى يفقدوه صوابه، إن شخصيته ضعيفة جدا!
يقاطعه آخر:
أنا أيضا أجمدهم على مقاعدهم بمجرد النظرات، ثم أدور حولهم واحدا واحدا كي يستعرضوا الدروس السابقة، تراهم وهم يستعدون للدخول إلى حصتي وكأنهم محكومون بالإعدام، يمسكون كراريسهم بأيد مرتجفة، ويحاولون استذكار أي شيء يقيهم شر بطشي!
(استرسلوا في استعراض البطولات طوال الجلسة، تخيل!)
----------------------------------------------------------------------------------
تلميذان يدرسان بالثالثة إعدادي، تبادلا اللكمات داخل الفصل الدراسي، سدد أحدهما ضربة قوية أصابت نظارات الآخر، انكسر زجاج النظارات ودخلت بعض أجزائه إلى عين التلميذ مما سبب له عمى العين اليسرى، وأصابت أجزاء أخرى أسفل العين بخدوش عديدة وبليغة أحيانا...
انعقد المجلس التأذيبي في حق التلميذ المعتدي، تدارس الأساتذة الموقف من أوله إلى آخره للبث في حكم تربوي يردع التلميذ وغيره عن الاعتداء ويربيهم على ضبط النفس مهما بلغت مستويات الاستفزاز!
تدخل أستاذ التربية الاسلامية لإبداء موقفه من النازلة، وذلك في حضرة أمَّيْ وأبويْ التلميذين: الأقدار بيد الله، لكن هذا لا يعني أبدا أن نعدل عن تطبيق شرع الله الذي يقول: السن بالسن والعين بالعين... يجب أن نقلع عين التلميذ ونثأر للضحية!
على كل حال... نحمد الله تعالى أن المديرة كانت علمانية!
---------------------------------------------------------------------------------
لا يا صاحبي... ليست البوادي وحدها من تعاني!
في قلب مدينة طنجة، مدرسة عمومية – سترها الله والمسؤولون، زرتها بعد زوال الجمعة لحاجة في نفسي... دخل التلاميذ مثنى مثنى إلى أقسامهم رفقة أساتذتهم، جلسوا على مقاعدهم، أنهض كل أستاذ واحدا من التلاميذ، وأوقفوهم أمام السبورة كي يسجلوا أسماء المشاغبين...
نفس السيناريو تكرر داخل كل قسم، ويتكرر كل يوم جمعة على الأقل كما ذكر لي حارس الأمن...
غادر الأساتذة أقسامهم نحو قاعة الاجتماعات، ثم لحقت بهم أستاذة تحمل بين يديها صحنا ضخما "كسعة" من الكسكس، افترسوه افتراسا، حتى إذا انتهوا منه، قام أحد المتطوعين بطبخ براد شاي وإبريق قهوة، كل يشرب ما اشتهته نفسه وهم يناقشون أمور النقابة ودور الميثاق والرؤية الاستراتيجية في القضاء على المدرسة العمومية... بعد ذلك، وبتأن مميت، وببطء شديد، وكأنهم يتوادعون، أو ربما خشية الحنين، يفترقون نحو أقسامهم...
تخيلوا... قبل أن يضع آخرهم رجليه على عتبة القسم، يدق جرس الاستراحة التي تدوم أكثر من نصف ساعة، يعود التلاميذ بعدها إلى أقسامهم، لينهي الأساتذة المجدون حصصهم في ضرب الواردة أسماؤهم على السبورة!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع