الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين وجهات نظر

سليم نزال

2017 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



اعود لاضىء على نقاش قديم شهدته كافيترا الفريدريكا فى جامعة اوسلو فى اواخر ثمانينيات القرن الماضى حول مسالة وجودنا فى هذه البلاد.السؤال له علاقة بتعريف وجودنا .و هى مسالة جوهرية لان تعريف الوجود هم الاساس . و كنا فلسطيين و عرب اخرين منغمسين فى هذا النقاش الهام.كان هناك وجهة نظر تقول ان علينا كوننا فلسطيين نعيش ظروفا استثنائية ان نظل نعمل كفلسطيين .و قد عملنا بوجهة النظر و على اساسها كوننا اتحاد طلبة فلسطين.و كان هناك وجهة نظر اخرى تقول ان علينا ان نعمل فى اطار المجتمع النرويجى اى من خلال الاحزاب و منظمات التضامن.
فى تلك الاوقات كانت خبراتنا محدودة و كان علينا ان نخوض تجارب متعددة ,
و بالفعل عمل البعض منا مع مجموعات التضامن فهم بحاجة لوجود فلسطينى كونه داعم معنويا و كنا نحن بحاجة لللاستفادة من خبراتهم لشرح قضيتنا.كما كان هناك تيار يقول باهمية ايجاد جسم عربى يتجاوز الانتماءات القطرية. و قد عقدنا مؤتمرا فى كافيتيرا سينما سوريا موريا و كان ذلك فى اواسط الثمانينات.و ادى الى تاسيس النادى الثقافى العربى الذى عاش لاعوام ثلاثة فقط .

احد اسباب موت النادى كان بصراحة ان الاجيال التى جاءت الى النروج ادخلونا فى صراعات المنطقة الى درجة اكبر مما نريد.كنا نريد ان يكون لنا هوية حضارية بعيدة عن صراعات الشرق الاوسط التى لم تكن قد استعرت بعد.لكنهم صاروا اكثرية و صرنا اقلية و هذه الاكثرية لم تكن تعرف اى شىء عن المجتمع النرويجى عدا انهم جاوؤ ا حاملين ثقافة العنف فى حل الاشكاليات و قد ضرب احد اللاجئين الجدد رئيس النادى .كان الامر مزعجا بالفعل .

لا اعنى هنا القول بعدم الانخراط فى قضايا الشرق الاوسط لكن اعنى ان نبتعد بقدر ما عن الصراعات المحلية لاننا لا نستطيع ان نغيرها عدا انها تدمر اى عمل نقوم به .و من خلال تجاربى لا شىء يدمر عملنا سوى الدخول فى الصراعات المحلية فى الشرق الاوسط.و هذا لا يعنى ان لا يكون لكل شخص راى فيما يحصل لكن ان انعكس على العمل العام فى بلد تقع الالاف الكيلو مترات عن الصراعات هناك لن نصل الى نتيجة لانه لا تاثير لنا على الاحداث و عملنا يدمر.
مثال اخر على ذلك هو تجربة لجنة حق العودة التى اسسناها فى اوائل التسعينيات و كانت نشطه الى حد معقول .شاركنا فى عشرات المؤتمرات فى هولندا و المانيا و لندن و باريس و قبرص و السويد الخ و كانت لجنتنا بحق من الاكثر نشاطا مقارنة مع اللجان الاخرى.لكنها انهارت و احد اسباب انهيارها هو الصراع السورى.فقد حصل انقسام فى الراى الى درجة لم يعد فيها مجرد اللقاء العادى ممكنا .

فيما بعد جاء الالاف الفلسطيين و العرب و بدا البعض منهم من الصفر فى التجارب و صاروا يخوضون تجارب من خلال خبرات بلادنا التى لا تفيد هنا .و هو امر مؤسف لانه لو نجحنا فى تكوين مؤسسات لكان هؤلاء قد استفادوا من خبرات سايقة.
لقد صرت مقتنعا انه من الافضل للاجيال الجديدة من العرب ان تنخرط فى العمل ضمن الاحزاب و المؤسسات النرويجية او الارووبية اليسارية حيث تعيش .اعتقد انه فى هذه الحالة يحصل توازن بين وطنه الجديد و ووطنه القديم .و ان كان هناك من عمل عربى فليكن من خلال عنوان الاوربيين العرب .و فى الفترة الاخيرة حصل نمو لنشاطات ثقافية عربية و متنوعة اقوميات و اعتقد انها تطور مهم .


نحن فى اوروبا نواجه ايضا مشاكل لا بد ان نهتم بها .فى السابق كنا مرتاحين و كان لدينا المجال ان نعمل لقضايا بلادنا .اما الان فقد اختلف الوضع .لقد دمرت الحركات الاسلاموية الارهابية الكثير الكثير و استفادت اسرائيل الى درجة لم تكن تحلم بها .
و بدا اليمين الاوروبى المتطرف يصعد.و الذى يظن ان فشل لوبان فى الانتخابات واهم لانها حين تحصل على عشرة ملايين صوت فهذا امر مقلق جدا حتى لو فشلت فى الانتخابات.الاسلاموفوبيا فى تصاعد و كل هذا يحتاج الى تفكير عميق لمواجهته عبر حشد الجهود المعرفيه و الثقافية .
المعارك مترابطة .صراعنا ضد اليمين الاوروبى و ضد التطرف الاسلاموى الذى امتد الى اوروبا هو جزء من المعركة ضد الصهيونية .العمل لاجل شرح القضية الفلسطينية صار اكثر تعقيدا من قبل بكثير.صارت فلسطين قضية من قضايا عدة فى الشرق الاوسط .
كل هذا يحتاج الى تفكير عميق و الى حوارات جادة و الى فكر خلاق لمعرفة افضل السبل للعمل فى المستقبل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا