الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آفاق حراك الريف...

محمد مسافير

2017 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


ما يمكن أن نستخلصه من مسيرة الرباط الحاشدة هو أن حيل النظام لا تنطلي على معظم الشعب، لقد تبين الرشد من الغي، فضحايا سياسة الدولة منتشرون في كل مكان، وقد اعتادوا سماع أضاليلهم كثيرا فما عادت تُلهيهم عن نصرة المظلوم...
لكن... هل فعلا بإمكان هذه المسيرة أن تُخضِع الدولة ولو قليلا وتستجيب لبعض من مطالب الريف!
لقد قلناها سابقا، الدولة في نظري لن تستجيب لأي مطلب من المطالب الإقتصادية أو الإجتماعية التي طالب بها أهل الريف، لأسباب متعلقة أساسا بالخوف من أن تثق الجماهير في النضال وتدرك جدواه في تحقيق المطالب، وسيكون ذلك هزيمة للدولة سينتج عنه تكرار سيناريو الريف بباقي المدن التي تعاني من نفس التهميش والتخلف!
كيف ستواجه المتظاهرين إذن! هل ستستمر في قمعهم واعتقالهم وتسليط البلطجية ضدهم!
ربما ستستمر في القمع والتنكيل والتعويل على البلطجية، لكن لها أيضا جانب مهم يمكنها أن تناور فيه، فبدلا من أن تتنازل عن المجال الإقتصادي والإجتماعي، يمكنها أن تتجه صوب السياسي، فمثلا بإمكانها أن تضحي ببعض الأكباش فداء للعرش، كأن تقيل والي جهة طنجة تطوان الحسيمة وعامل إقليم الحسيمة وبعض المسؤولين المباشرين عن قمع المظاهرات، دون أن تمس الكبار بسوء، خاصة في المرحلة الأولى... وأن تعتمد سياسة التسويف في تحقيق مطالب الريف، ستعدهم بتحقيق جميع نقاط الملف المطلبي لكن دون ضمانات حقيقية، وربما ستخفف الأحكام على بعض المعتقلين وستطلق سراح البعض الآخر...
هذه هي التدابير الأولى التي يمكن أن تنهجها الدولة، لكن طبعا لن يرضى الريف بأنصاف الحلول، وسيستمر في نضالاته بجسارة وصمود كما أعلن في القسَم، وسيعتقل من سيعتقل، وستتكرر وقفة الرباط بشكل أقوى، ثم تعقبها مباشرة مسيرة يوليوز بالحسيمة، وسيرتعد عرش الرحمان، عفوا عرش النظام وتهتز أركانه، ثم يباشر حينها تدابير جديد...
مرة أخرى لن يحقق مطالبهم الاقتصادية والإجتماعية، لكن سيناور سياسيا مرة أخرى...
سيقيل الحكومة، وسيرفع العسكرة عن الحسيمة، وسيفرج عن جميع المعتقلين ليحتفظ بالزفزافي وحيدا، وربما ستمس الإقالات هذه المرة شخصيات كبيرة، ولكن في نفس الوقت، سيعمد إلى إجراءات خطيرة تعودنا أن نسمع بها من مثل هذه الأنظمة، كاختلاق أعمال إرهابية قوية يذهب ضحيتها العشرات من المواطنين الأبرياء، وستنسبها الدولة لتنظيم داعش، وستدفع أموالا طائلا ليتبناها، ثم ستتكرر الأسطوانة الملعونة: انتبهوا يا مواطنين، داعش تهدد أمن الدولة، فاستعيدوا بالله من الشيطان الرجيم، وادخلوا بيوتكم قاطبة، فالسلم والآمان أهنأ من كل شيء...
لا أظن أن هذه الأسطوانة أيضا ستؤتي أكلها، فبفضل رزانة المناضلين، وبفضل ذكائهم، سيتجاوزون الأزمة بسلاسة، وسيعلنوها غضبة لا تنتهي ضد الدولة المتآمرة على شعبها، وستخرج مسيرات حاشدة تجوب كافة شوارع البلاد...
ولأن النظام لن يتبقى له شيء يضحي به، فلن أكون مغامرا إن افترضت اختلاق أزمة حادة مع البوليزاريو وربما الدخول معه في حرب ضروس، لتتكرر أسطوانة شارخة أخرى... تمهلوا، أعداء الوطن يتربصون بنا، الحدود مهددة، يدا في يد لنلتف حول العرش ونحارب أعداء الوطن!
إلى هنا لن أستطيع التنبؤ بمستقبل الحراك!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا