الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة -بدر-

هيثم بن محمد شطورو

2017 / 6 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم تكن معركة "بدر مقدسة" مثل أي معركة اخرى في حياة الرسول او بعده..
جاء الخبر المؤكد من مكة ليفيدهم ان قريش افتكت كل املاك المهاجرين بما فيهم نسائهم و اطفالهم اللذين تركوهم هناك..
عم الغضب المهاجرين و صاح حمزة ابن عبد المطلب في وجه الرسول مطالبا اياه بالاذن بالقتال للانتـقام، إلا ان الرسول أصر ان الإذن ليس منه و إنما من عند الله..
و يبدو ان فترة قاربت اكثر من الشهر حيث تبين فيها عدم خفوت نار الرغبة في الانتـقام، حتى جاءت الآية التي تـقول " و أذن للذين اخرجوا من ديارهم..." ان يقاتـلوا للانتـقام..
القراءة الموضوعية في الاستـقراء التاريخي يتوضح لها عظم مسألة الإقرار بمحاربة قريش و هي المتكونة من أكبر الفرسان بئسا و مراسا و عددا و عدة اضافة الى السلطة الرمزية و المعنوية و الواقعية الكبرى التي تملكها تجاه بقية القبائل العربية..
فموازين القوى واضحة المعالم، و لكن تحت ضغط الغضب الكبير للمهاجرين تمت الموافقة الالاهية لشن تلك الحرب غير المتكافئة..
و انتصر المهاجرون فكان انتصارا اسلاميا عظيما بما انه أدخلهم بمفاهيم ذاك العصر الى دائرة الاعتراف الذي لم يكن ليكتسب الا بالقوة القتالية..
هذا الانتصار كان نتيجة الانخرام الكبير في موازين القوة، بحيث ذهبت قريش الى الحرب و كأنها ذاهبة الى نزهة للثـقة الكبرى في امكاناتها، و ذهب المسلمون في معركة وجود او عدم..
السبب الآخر ان الروح الجديدة من الإنضباط و الإصطفاف و الإقـدام على الموت و عدم التراجع التي أسسها الرسول انتصرت على أسلوب الحرب عند العرب القائمة على الكر و الفر و المبارزة الفردية و التباهي بالبراعات الفردية في القتال..
أضف الى ذلك هو إيمان المسلمين ان القوة الربانية تحارب معهم بواسطة الملائكة دون أدنى شك في مفهوم الملائكة الجديد اللذين يقاتلون، بينما هم ضد النزعات البشرية في سفك الدماء مثلما ذكر في القرآن نفسه إضافة الى صورة الملائكة في الثـقافة العربية السابقة للقرآن و التي تعبر عن الصفاء و السلمية، و الى اليوم فان الملائكية منافية لمفهوم القتل و القتال و الدماء..
و يبقى العامل الأساسي في انتصار معركة بدر هو الرغبة الكبرى في الانتـقام، و هي الروحية الغرائزية الأكثر فاعلية عند العرب الى اليوم..
لكن ما تم تأسيسه سياسيا و دينيا على هذا الانتصار هو الذي أعطى صفة القداسة على نتيجة هذه المعركة، التي كانت هي الوحيدة التي انتصر فيها المسلمون على قريش..
فمعركة "أحد" كادت ان تكون معركة ابادة للمسلمين من قبل قريش، و معركة "الخندق" لم تكن معركة سوى في بعض المناوشات الصغيرة، أما "فتح مكة" فلم يكن معركة و إنما زحف ناتج عن انتصار الدعوة الاسلامية و استـقطابها لعديد القبائل و الشخصيات العربية الكبرى..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24