الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات الأزمة القطرية والموقف العراقي منها!

صبحي مبارك مال الله

2017 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


تداعيات الأزمة القطرية والموقف العراقي منها!
من أهم تداعيات الأزمة القطرية وتصاعدها هو تطور الموقف من الخلافات التي كانت مخفية إلى تناحر شديد عدائي ومُعلن بين قطر وبين دول الجوار وفي مقدمتها السعودية والإمارات والبحرين، نتيجة التراكمات لهذه الخلافات والتي مضى عليها سنين ومن بينها التنافس على قيادة مجلس التعاون والذي ضمّ الدول الخليجية، وحول الإختلاف في الموقف السياسي من الدول الإقليمية وعن العلاقات العربية بصورة عامة، والإختلاف القبلي بين السعودية وقطر كما أشار إلى ذلك أحد المحللين السياسيين عبد الباري عطوان وكذلك حول التدخل في شؤون هذه البلدان وبلدان أخرى، والإنتشار السريع لتأثير قطر على بلدان بحاجة إلى أموالها والتي تقدر بمئات وآلاف المليارات من الدولارات، وبالتالي تبنيها الفكر الإسلامي المتطرف وإحتضان قيادات القاعدة وداعش وكذلك قيادات الأخوان المسلمين والوقوف بجانبهم في معارضة الرئيس المصري السيسي والوقوف بجانب حماس في صراعها مع السلطة الفلسطينية، وتقديم الدعم الكبير بالأموال والسلاح وتجنيد المتطرفين العرب والأجانب المهوسين بالقتل لدعم القاعدة وسليلتها داعش وتحريك ماكنتها الإعلامية (قناة الجزيرة) وكشف الخلافات، فهذه الدولة الصغيرة ساهمت من خلال سياستها في حرب الإرهاب على العالم.
لقد كان التدخل واضح ومنذُ عام 2011 بدعم قوى المعارضة السورية المسلحة في سوريا والتي تحمل أفكار القاعدة وداعش المتطرفة وخصوصاً جبهة النُصرة مما عمّق الأزمة في سوريا وهمشّت المعارضة السلمية الحقيقية وتحولت البلاد إلى خراب ودُمرت المدن وذهب ضحية هذه الحرب آلاف الأطفال والنساء والشيوخ والرجال، ولم تكن دول الخليج بمعزل عن الدعم اللا محدود لقوى الإرهاب في العراق وشراء ذمم قوى سياسية منذُ التغيير الذي حدث في العراق في التاسع من شهر نيسان عام 2003م.وبعد أن تغيرت الإدارة الأمريكية ومجيئ ترامب الجمهوري إلى الرئاسة الأمريكية ومن خلال خطاباته النارية وضح الموقف الأمريكي من دول الخليج والمطالبة بثمن دعم أمريكا لهذه الدول وكما قال ترامب في مقابلة في برنامج أوبرا عام 1985 بأن هذه الدول أي دول الخليج تدين لنا بإستمرار وجودها وعليها إن تدفع 25% من واردات النفط لنا، وأكد ذلك في حملته الإنتخابية كما توضح موقف أمريكا المتشابك مع عصابات الإرهاب والذي أكدت عليه المرشحة للرئاسة هيلاري كلينتون.
وفي الزيارة التي قام بها ترامب إلى السعودية واللقاءات مع قادة مجلس التعاون الخليجي وقادة الدول العربية والإسلامية لغرض بحث أربعة مسائل أولها الموقف من إسرائيل وتمشية خطط السلام والإعتراف بإسرائيل، الموقف من إيران حيث إعتبرها ترامب إرهابية، الموقف من قوى الإرهاب، دفع أموال لأمريكا تحت واجهة إتفاقيات شراء السلاح والحماية وقد حصل ترامب من السعودية على مبلغ أربعمائة ملياردولارعاد بها إلى أمريكا وهو فرح وجرى مناقشة موقف دولة قطر، وعند عودة ترامب تفجر الموقف بعد تصريح أميرها تميم آل ثاني حيث إنتقد ما أسماه المشاعرالمعادية لإيران. في الخامس من حزيران 2017م قررت كل من السعودية والأمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر قطع العلاقات مع قطر وتمّ قطع العلاقات الدبلوماسية في السادس من حزيران وغلق المنافذالجوية والبحرية والبرية ومطالبة القطريين مغادرة هذه البلدان وإصدار قائمة تحمل 59فرد و12كيان سياسي بإعتبارهم إرهابيين ومتطرفين مرتبطين بقطر،ولحق بهم بعد ذلك جزرالمالديف ،مورتانيا ، اليمن ، جزر القُمر،الأردن وجيبوتي تخفض التمثيل الدبلوماسي . ومن تداعيات الأزمة إصطفاف إيران وتركيا بجانب قطر، وإرسال خمسة آلاف جندي تركي إلى قاعدة تركيا في قطر مع الأسلحة الثقيلة والطائرات، فضلاً عن وجودقاعدة (العديد) الأمريكية وإيران أرسلت خمسة طائرات محملة بالمواد الغذائية حيث أصبح حصار قطر واقع أكيد أنعكس على الشعب القطري وترامب صرحّ بأنه ساعد الدول الخليجية على إتخاذ قرار قطع العلاقات مع قطر عند زيارته السعودية أي أعطى الضوء لإتخاذ القرار.
الموقف العراقي لم يتوضح ولم يصدر بيان بذلك ولكن سفررئيس مجلس النواب سليم الجبوري إلى قطر وبصفته السياسية بإعتباره قيادي في تحالف القوى ومن الحزب الأسلامي الذي يعتبر من الأخوان المسلمين وتأكيده على التعاون وتطوير العلاقات التجارية حيث يعتبرذلك رد على المقاطعة، وتصريحات سياسيين بأننا لسنا جزء من هذه الخلافات كما صرحّ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. في حين هناك وثائق تدلُ على تدخل قطر في شؤون العراق ودعمها للإرهاب والتجنيد المستمر للإرهابيين كما ظهر ذلك في وثيقة مراسلة صادرة عن السفارة القطرية في العاصمة الليبية في سيتمبرعام2012 عن تمكن قطر من تجهيز 1800مقاتل من دول المغرب العربي للقتال ضمن صفوف الجماعات المتطرفة في العراق وغيرها من الوثائق، والسؤال هل الموقف العراقي جاء بتأثير إيران التي تتدخل في قرارات العراق فعلاً؟!. أما التداعيات الأخرى والتي من المحتمل إن تحدث ، وهو الخطر المباشر الذي سيداهم منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية وأحتمال تحدث حرب وشيكة على قطر من قبل السعودية وحلفائها ، كيف سيكون الموقف الأمريكي ؟، أمريكا متمثلة بوزارة الدفاع والخارجية تمدح قطر في محاربتها للإرهاب في حين الإدارة الأمريكية متمثلة بالرئيس ترامب غاضبة على قطر وتدعوها للكف عن دعم الإرهابيين وهذا موقف متناقض ، كما رفضت قطر حضور لقاء في البيت الأبيض بناء على دعوة موجهة من ترامب ، ربما الهدف هو الطلب من قطر دفع حصتها من الأموال لأمريكا ، كما فشلت وساطة الكويت ، والآن الأجواء متجهة للتصعيد . الإحتمالات المتوقعة أما تغيير نظام الحكم في قطر بمساعدة أمريكا أو شن حرب مباشرة وهذا سيترتب عليها مواقف جديدة لحكومات المنطقة ودور إيران وتركيا فيها . بالطبع لايوجد أي تحرك للجامعة العربية لأنها متوفاة سريرياً وليس لها أي تأثير ، ولم يظهر بيان من مجلس التعاون الخليجي ،وبالتالي سيظهر إنشقاق جديد بين الدول العربية لإختلاف المواقف . نصيب الحوار والتفاهمات تقريباً شبه معدومة إلا أذا تنازلت قطر وسلمت بقرارات الدول المقاطعة لها ، وهو تغيير سياستها بشكل جذري وتحترم قيادة السعودية وتنصاع لها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع