الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الناخبين

رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)

2017 / 6 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ثقافة الناخبين
افرزت الانتخابات الفرنسية التي انقضت قبل ايام مؤشرات تعكس عدم اهتمام الشعب الفرنسي بالانتخابات الرئاسية الاخيرة وولد انطباعا لدى المراقبين ان الناخب الفرنسي لا يثق بالسياسيين استنادا الى التجارب الواقعية التي لم يلمس الشارع الفرنسي من الادارة الحكومية الفرنسية ما يشجعه على الوقوف الى جانب احد القوى السياسية المتصارعة والذي ادى الى انخفاظ عدد المشاركين في الانتخابات الى اقل من 50% من عدد الناخبين الكلي . قد لا نهتم كثيرا في تحليل هذه النتائج وانعكاساتها على الشارع و السياسة وخطط العمل في فرنسا لكنه مؤشر علينا الانتباه له في تجاربنا الفتية على طريق الديمقراطية في العراق . فنحن نعلم كفاءة المستوى العام لمعيشة المجتمع الفرنسي مقارنة بمستوى المعبشة في العراق بمعنى ان رد فعل الشارع الفرنسي في اللامبالاة وعدم الاهتمام بالانتخابات السياسية جاء متوافقا مع المستوى الذي هم فيه . وهنا يجدر ينا التسائل كيف سيكون رد فعل الشارع العراقي في الانتخابات القادمة . فنحن متفقين ان عدم المشاركة والاهمال و مقاطعة الانتخابات كأسلوب للتعبير على عدم الرضا عن الاداء السياسي و الحكومي سيكون خطأ كبير ونتائجه وخيمة اذ ان ذلك يعني استمرار الطغم الفاسدة من السياسيين الذين يتولون تشكيل حكومات فاسدة تحكم بالفساد و لا تحاربه ، واهمال او مقاطعة الانتخابات سيبقيها و يمنحها فرص جديدة تزيدها تعمقا و تجذرا في عالم السياسة العراقية وهذه جريمة تاريخية سيتهم بها الشعب بحق الوطن و بحق الاجيال القادمة في مواجهة الفشل و الفساد و الاخفاق الواضح في السياسة و الادارة الحكومية وتخلف مستوى معيشة الشعب . قد لا نتأمل ان يعي الشعب العراقي رد الفعل الفرنسي ازاء الانتخابات ليقتدي به . اذ لا يصح نقل هذا التقليد الى الواقع العراقي مع وجود هذا الفرق بين المستوى المعاشي والاجتماعي والثقافي والعلمي بين فرنسا والعراق .
وكلنا نعلم ان السياسيين العراقيين ملوثين بالطائفية الدينية التي هي جوهر تكوين القرار الانتخابي على مستوى الفرد في العراق رغم كل المحاولات من الاحزاب السياسية الدينية في تطعيم قباداتها واعضاءها بشخصيات من المذهب المقابل او من شخصيات مدنية ضمن خططها في مخادعة الشعب و الاستحواذ على اكبر تأييد شعبي ممكن مدعين انهم يحاكون الدولة المدنية ويدعون لها في وحدة وطنية لا تتأثر بالطائفية وهم عكس ذلك . فالمذهبية في العراق مستفحلة بشكل كبير ولا يكفي نكرانها ورفضها اعلاميا او في الاحاديث فقط بينما يمارسوها في الخفاء في خططهم واجراءاتهم . حيث ان هناك الكثير من المتراكم المكتوم والغير معلن في ان كل مذهب يشعر انه في خطر من ان يستحوذ المقابل على السلطة ويهمش الاخرين . لذلك فان المعالجة ليست بالامر الهين وكثير من السياسيين يدركون ذلك رغم علمهم ان الشارع العراقي يصارع واقع القناعة السياسية في رفض او قبول الاحزاب الاسلامية الدينية التي استغلت التجارب الماضية في دعوات كاذبة عن الوحدة الوطنية والدعوة الى الدولة المدنية . وقد نجحت هذه الدعوات الى حد ما خلال قرن ونصف من الزمان بعد سقوط النظام السياسي الحاكم في العراق عام 2003م ، وكثير من المراقبين يتوقعون استمرار هذا النهج طالما ان نجاح الاحزاب السياسية في العراق قاطبة مرتبط ومعتمد على الشعارات الدينية وما يدعم هذه الحالة كثرة استخدام عبارة (احزاب مدنية / دولة مدنية) من قبل السياسيين الاسلاميين ونقدها واتهامها بالالحاد و بالولاءات الخارجية وهذا دليل على استهداف الاحزاب المدنية والتحفظ منها ، اضافة الى ذلك فأن اغلب العراقيين العاديين عندما يدخل في المفاضلة الانتخابية يختار الاحزاب الدينية على فرض صفة الايمان حتى وإن كان ايمانا مزيفا ، وهذه مشكلة كبيرة وعميقة مرتبطة بالمكون و الكيان التراكمي التاريخي نتيجة القهر و الضلم الذي عاناه الشعب من الطغم السياسية الحاكمة في العراق منذ مئات او الاف السنين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا