الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا تعني الأزمة القطرية لأسواق النفط والغاز

رعد موسى الجبوري
(Raad Moosa Al Jebouri)

2017 / 6 / 16
الادارة و الاقتصاد


(الموضوع مترجم عن مجلة الشبيغل الألمانية)
يعتبر حقل الشمال أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم. ويقع في الخليج العربي، قبالة سواحل قطر، ويمتد على كامل عرض المضيق تقريبا، عبرا إلى الساحل الإيراني، وتقدر سعته ب 25.5 تريليون متر مكعب من الغاز. و حقل الشمال هو المصدر الرئيسي لثروة قطر الضخمة.
حاليا يشكل الغاز الطبيعي من إمارة قطر أكبر مشكلة حصلت لتجار هذه المواد في العالم. لأن هناك مشكلة جديدة تلوح في افق الشرق الأوسط.
قامت يوم الاثنين كل من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين واليمن والحكومة غير المعترف بها دوليا في شرق ليبيا بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر. على ما يبدو هو أن الإمارة اصبحت قوية جدا وقريبة جدا من إيران. والآن يخشى التجار، حرب باردة في الخليج يمكن أن تخلق خللا في أسواق الغاز العالمية.
عمالقة المواد الخام مثل اكسون موبيل وتوتال وشل يقومون جنبا إلى جنب مع قطر باستغلال حقل الشمال، ويقومون بتصدير الغاز بشكل ما يسمى الغاز الطبيعي المسال LNG في كل العالم. يتم تبريد المادة الخام الثمينة إلى ناقص 164 درجة مئوية، مما يؤدي الى سيولته وضغطه إلى ستة بالمائة من حجمه الاصلي. ثم يتم ضخه بكميات كبيرة الى السفن الكبيرة وإرسالها الى مختلف بلدان العالم - اليابان والهند والصين والشرق الأوسط وحتى إلى المملكة المتحدة.
قامت قطر بتصدير 77,2 مليون طن من الغاز المجمد فوريا العام الماضي، وفقا لتقرير صادر عن الاتحاد الدولي للغاز، احد أهم المنظمات العالمية في هذه الصناعة. وهذا يعادل نحو ثلث إنتاج الغاز الطبيعي المسال في العالم.
الأزمة في الشرق الأوسط يمكن أن يكون لها تأثيرين على تصدير الغاز في الإمارة:
ووفقا لتقرير في صحيفة "ذا ناشيونال" فقد يهدد السفن القطرية حصارا بحريا. وقد يقوم السعوديون وحلفاؤهم بحظر عبور سفن الإمارة لعبور لمياههم الإقليمية. أن ناقلات قطر العملاقة قد تعتمد اعتمادا كليا على إيران وسلطنة عمان حتى يمكنها مغادرة الخليج العربي.
وترتبط أسعار الغاز في العديد من عقود التوريد الطويلة الأجل بأسعار النفط. وإذا ارتفعت أسعار النفط نتيجة للأزمة الجديدة في الشرق الأوسط، من شأن ذلك ان يرفع أسعار الغاز الطبيعي المسال ايضا بعد بعض الوقت.
لا عجب أن التجار مضطربين حاليا نتيجة الأحداث في الشرق الأوسط. بالرغم من أن المحللين يقولون ان المخاطر على السوق العالمية لاتزال لحد الان تحت السيطرة. فلحد الان لايوجد حصار بحري. وقالت شركة Jera اليابانية، وهي أكبر مشتر للغاز الطبيعي المسال في العالم، يوم الاثنين، ان قطر قد وعدت بتسليم الكميات التي وعدت بها. وتعتمد دولة اليابان بشكل خاص على توريد الغاز الطبيعي المسال.
وكذلك لم تستجب أسواق النفط إلى هجوم السعوديون المباغت حتى الآن بشكل هستيري. في أسواق النفط العالمية، ارتفعت أسعار النفط في البداية يوم الاثنين، ولكن بعد انخفضت مرة أخرى بسرعة. الاستجابة الهادئة لها سببين: فاولا سوق نفط قطر، يعتبرلاعب صغير نوعا ما، فحصة الإمارة أقل من اثنين في المئة من الانتاج العالمي للنفط. ثانيا، يمكن أن تؤدي الاضطرابات الدبلوماسية على المدى القصير على الأرجح الى انخفاض أسعار النفط.
وحتى الآن تعتبر قطر احد الدول الاربع والعشرين التي تحد من انتاج النفط بشكل طوعي، لمواجهة انخفاض أسعار النفط في السوق العالمية. و ربما سيختفي الحافز الان، لدى الإمارة لمواصلة الالتزام بالاتفاقات ذات العلاقة. لأن مبادرة فرملة الانتاج بدأت أساسا من المملكة العربية السعودية.
ان ما يخشاه التجار، قبل كل شيء، هي العواقب والنتائج على المدى الطويل والارتباك وعدم اليقين الذي من شأنه أن ينشأ إذا لم يتم حل الأزمة الدبلوماسية في الخليج بسرعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمين عام -الناتو- يتهم الصين بـ”دعم اقتصاد الحرب الروسي”


.. محافظات القناة وتطويرها شاهد المنطقة الاقتصادية لقناة السو




.. الملاريا تواصل الفتك بالمواطنين في كينيا رغم التقدم في إنتاج


.. أصوات من غزة| شح السيولة النقدية يفاقم معاناة سكان قطاع غزة




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 25-4-2024 بالصاغة