الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو كان ابن سلمان حصيفا

محمد زكريا توفيق

2017 / 6 / 17
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



لو كان ابن سلمان يملك شيئا من الحصافة، لما طالب بهاتين الجزيرتين وألح في الطلب. لماذا؟ الجواب هو موضوع المقال.

أولا: هو يعرف قبل غيره أن الجزيرتين مصريتان بالتاريخ والجغرافيا والسياسة والأخلاق والضمير والرجولة والحق والمنطق. لقد حكمت المحكمة العليا بمصرية الجزيرتين وذكرت في حيثيات الحكم أن حكومتنا الرشيدة لم تقدم وثيقة واحدة تثبت سعودية الجزيرتين.

ثانيا: لوكانت الحكاية هي عملية بيع عيلين من عيالنا في ظروف صعبه. فليس من الشهامة العربية أن تقف تحت الكوبري في الظلام الدامس لكي تشتري طفلين من أب بائس أو من لص ليس أبوهما، أو قرصان أعور قام باختطافهما عنوة في عرض البحر.

ثالثا: إذا كان حكم المحكمة الإدارية العليا نهائي وبات، فموافقة مجلس النواب على بيع الجزر هي والعدم سواء. مجلس النواب، الذي يحلف أحد أعضائه بالطلاق أنه لن يؤدي القسم الدستوري. هذا المجلس يكون بذلك قد خرج عن القانون وأخل ببنود الدستور. من ثم، تكون شرعيته قد سقطت فلا يستطيع أن يبيع أو يشتري شئ. هذا يعني أيضا أن الشعب المصري لم ولن يوافق على بيع الجزر لابن سلمان.

رابعا: أخذ الجزر عنوة وسفاحا، سيترتب عليه ثورة شعبية وسقوط السيسي والحكومة ومجلس النواب. فهل هذا ما تريده السعودية؟ ربما، لأنها لم تكن تعجب بالسيسي في يوم من الأيام، ولم يكن له أو لبلده أدنى احترام منذ مجئ سلمان وابنه إلى الحكم.

خامسا: أخذ الجزر بالعافية، سيجعل السعودية دولة معتدية ومحتلة في نظر الشعب المصري. الذي سيقوم بدوره باستردادهما إن آجلا أم عاجلا، بالسلم أو الحرب. لقد حاربنا إسرائيل منذ قيامها لقضية أرض ليست مصرية. فمن باب أولى، ندافع عن أراضينا، ونحن لا نعدم الوسيلة.

سادسا: يجب أن نعيد النظر في علاقتنا بحكام السعودية الذين يعرّضون أمن مصر وأمن السعودية أيضا وباقي الدول العربية للخطر، بتمسكهم بالجزيرتين حتى يتحول مضيق تيران من مضيق مصري بالكامل إلى مضيق دولي تعربد فيه إسرائيل بسفنها وغوصاتها وضفادعها البشرية. ويجعل من السهل على إسرائيل حفر قناة موازية لقناة السويس، أقصر وأفضل في الخدمات البحرية.

سابعا: ما هو حجم الطابور الخامس الموالي للسعودية والذي يقوم برفع أعلام السعودية في مجلس النواب، والذي أعطى ملك السعودية سلمان حينما زار المجلس، كرسي الرئاسة، وتصفيقا وحفاوة لم ينلها أي حاكم مصري منذ الملك مينا موحد القطرين. لقد تم استقباله استقبالا حافلا لا يليق إلا بالفاتحين الغزاة أمثال السلطان سليم الأول الذي احتل مصر وحولها إلى ولاية عثمانية.

ثامنا: لقد أحرق السيسي كل مراكبه، ولم يعد أمامه سوى السير في هذا الطريق إلى منتهاه. فهل يستطيع السيسي أن يحكم مصر وشعبها في هذه الحالة من الغضب وعدم الثقة بمن وثق بهم من قبل. هل يستطيع أن يحكم بدون قانون وبدون دستور وبدون مستشارين أكفاء مخلصين؟

تاسعا: ألا يكفي ابن سلمان وطابوره الخامس بالديار المصرية ما قد نهبوه من مصر منذ عمر بن الخطاب وفحت قناة أمير المؤمنيين التي سخر كل لمصريين لفحتها بدون أجر، حتي يكون النهب من خيرات مصر على أشده. ويستمر مسلسل نهب مصر باسم الدين إلى اليوم. متمثلا في نزيف العملة الصعبة في مواسم الحج والعمرة، من أموال ودماء المصريين الغلابة؟ ثم يأتون والبلد تحتضر فقرا وسوء إدارة، لكي ينتزعوا منها عنوة، ورغم أنف شعبها، جزيرتين هي في أمس الحاجة لهما لدواعي أمنها القومي وكبريائها الوطني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات