الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جامعة الدول العربية : آن الرحيل

طلعت رضوان

2017 / 6 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



هل ما فعلته قطرضد (جيرانها العرب) كان فى السر؟ ولماذا لم تظهرالحقائق إلابعد سنوات؟ وماذا فعلتْ (جامعة الدول العربية) إزاء أفعال قطرالفادحة/ الفاضحة؟ لقد دخلتْ الجامعة العربية فى غيبوبة لأكثرمن خمس سنوات (منذ مارس 2011 حتى كتابة هذه السطورفى يونيو2017) عندما رفض النظام السورى الاستجابة لطموحات شعبه لتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية، فأعطى الفرصة لكافة التيارات الإسلامية الأصولية التدخل فى الشأن السورى، بدءًا بما يُسمى (جيش سوريا الحر) وانتهاءً بتنظيم داعش، وهوما تسبّب فى تخريب سوريا تمامًا، وقتل الآلاف من شعبها بخلاف المصابين وتهجيرالملايين إلى دول أخرى. وجاءتْ قرارات الجامعة بعد الغيبوبة لتؤكد أنها بلا تأثيرحيث تضاعف العدد اليومى للقتلى، فبعد أنْ كان فى حدود20 يوميًا وصل إلى55 إنسانًا فى اليوم التالى للقرارات المخالفة لميثاق الجامعة إذْ ينص على وجوب الاجماع فى حين عارضتها ثلاث دول (سوريا ولبنان واليمن) وامتنعتْ العراق، وبعد ذلك بدأ عدد القتلى والمصابين والمهجرين فى التضاعف. أى أنّ بذرة الفشل كانت فى ميثاق الجامعة منذ نشأتها. وبعد الثورة بعدة أشهرقال نبيل العربى أمين عام الجامعة، بعد لقائه مع بشارالأسد ( لايحق لأحد سحب الشرعية من زعيم وأنّ الجامعة العربية ترفض أى تدخل فى الشئون الداخلية للبلاد العربية) وكان من الطبيعى أنْ يُرحّبْ الإعلام السورى والميديا العروبية بهذا التصريح المُعادى للشعب السورى وبالتالى للشعبيْن اليمنى والليبى. الأمين العام (فى ذاك الوقت) توقفتْ بوصلة عقله على مؤشرالأنظمة التى تموّل الجامعة، وبالتالى تجاهل الشهداء والمعتقلين واللاجئين والمفقودين من أبناء الشعب السورى، ناهيك عن التمثيل بالجثث واقتحام البيوت لاعتقال النساء والشيوخ والأطفال. وسواء كانت المذابح من جيش سوريا الوطنى أومن التنظيمات الإسلامية، فالنتيجة أنّ الشعب السورى هو ضحية الجهات المُـتقاتلة. وتبدو حجة الجامعة العربية (رفض التدخل فى الشئون الداخلية لأى بلد عربى) ساذجة وكأنما الأمين العام يُخاطب مجموعة من الأطفال البلهاء، لأنّ وقف سيل الدماء لايعنى التدخل فى الشئون الداخلية. إنّ موقف نبيل العربى وفــّرللعقل الحرالحقيقة التى يرفضها العروبيون، وهى أنّ الجامعة العربية ليس لها أى موقف لصالح الشعوب العربية منذ إنشائها وإنما لدعم الأنظمة الحاكمة، رغم أنّ ميزانيتها ومرتب الأمين العام وتنقلاته وجيش الموظفين من عرق الشعوب. كما أنّ قانون الجامعة يُكرّس للاستبداد (القرارات بالاجماع ، الأمين العام من دولة المقرإلخ) أما دليل الادانة الدامغ فهوموقفها المُعادى للشعوب العربية.
فى فبراير1982 قال رجال الدين فى خطبة الجمعة بمدينة حماة السورية أنه لايجوزللكفرة أنْ يحكموا سوريا، فردّ حافظ الأسد بإرسال عشرات الدبابات إلى حماة، فدهستْ الحى بكامله. وفى غضون 36ساعة قــُـتل نحو30 ألف سورى (مسلم) فماذا فعلتْ الجامعة العربية؟ أغلق الأمين العام عقله وحواسه لأنّ ماحدث (شأن داخلى ويخرج عن إختصاص الجامعة) ولعلّ غزوجيش صدام للكويت أنْ يُساعد العقل الحرفى اتخاذ موقف لوقف استنزاف أموال الشعوب، فقبل الغزو ملأ صدام الدنيا بتصريحاته المصحوبة بالتهديد حول حق العراق فى بعض آبارالبترول الواقعة داخل الكويت. فهل نجحتْ الجامعة فى حل النزاع دبلوماسيًا بين دولتيْن عربيتيْن؟ وهل التدخل لمنع الغزو، ولمنع الصدام بين دولتيْن (عربيتيْن) تدخل فى الشأن الداخلى؟ أم أنها الدبلوماسية الصفراء البائسة حفاظــًا على استمرارذاك الكيان الورقى؟ ليستمرالأمين العام فى منصبه ويحصل على المزايا المادية هوومن معه من (جيش الموظفين) وبعد غزوالعراق للكويت هل كان للجامعة العربية دورفى أنْ يكون انسحاب جيش صدام (عربيًا) وليس أمريكيًا؟ ولماذا فشلتْ فى (توحيد) الأنظمة العربية لمنع احتلال أمريكا للعراق؟ وإذا كان الخطاب السياسى للجامعة يدّعى أنّ أمريكا هى الداعم الأول لسياسة إسرائيل التوسعية، فماذا فعلتْ لمنع إقامة القواعد العسكرية الأمريكية فى أكثرمن دولة عربية؟ وهل يحق للجامعة (من حيث المبدأ) التدخل فى هذا الشأن؟ إذْ ذكروزيرخارجية قطرأنّ ((على دول الخليج ألاّ تخجل من الاحتماء بأمريكا ولاتخجل لوجود القوات العسكرية الأمريكية فى المنطقة)) (أهرام 12/1/2004ص8) وفى نفس العدد كتب أ. سلامة أحمد سلامة ((قال سيف الإسلام القذافى أنّ بريطانيا وافقتْ على تدريب الجيش الليبى فى إطارصفقة تاريخية. ولم يُمانع سيف الإسلام فى منح قواعد عسكرية لقوات بريطانية وأمريكية قائلا "إننا نتخلى عن أسلحتنا ومن ثم فنحن نحتاج إلى مظلة دولية لحمايتنا" وقال إنه أقام علاقات وثيقة مع المخابرات الأمريكية والبريطانية)) وتساءل أ. سلامة المظلة الدولية (الأمريكية) لحماية ليبيا ستكون ضد من؟ وماذا فعلتْ الجامعة لوقف تقسيم العراق إلى ثلاث دول (كردية وسنية وشيعية) وهوالمخطط الذى وافق عليه مجلس الشيوخ الأمريكى يوم 26/9/ 2007؟ وماذا فعلتْ لوقف ظاهرة اللاجئين العراقيين الذين هربوا من جحيم المذابح اليومية وعددهم أكثرمن 4مليون؟
تتعرى الجامعة أمام موقفها من الأقليات العرقية ، فلا يكون لها أى دورفى وقف المذابح التى ارتكبتها الميلشيات العربية (الجنجويد) المدعومة من النظام السودانى ضد شعب دارفور(مقتل أكثرمن 300ألف) هل لأنه يتمسك بدياناته ولغته وثقافته الإفريقية وبحقه فى موارده الطبيعية وضرورة إقامة نظام علمانى يكون أساس الانتماء فيه للوطن وليس للدين، أم لأنّ السودان (الدولة) هى التى تـُساهم فى ميزانية الجامعة؟ أم هى كل هذه الأسباب؟ وإذا كان أهالى دارفور أفارقة وغيرمسلمين، فلماذا الصمت التام عن مأساة الشعب الأحوازى الذى يخضع للاحتلال الإيرانى منذ عام 1925؟ ويرفض النظام الإيرانى الاعتراف بحقهم فى استخدام لغتهم العربية. ومعاقبة كل من يتحدث بها فى الشارع. وتفرض عليهم اللغة الفارسية بالاكراه. وهذا الموقف القمعى يُنفذه آيات الله ضدهم كما فعل الإمبراطور رضا شاه بهلوى. الشعب الأحوازى عدده 8 مليون إنسان ليس لهم حق المواطنة أوحق الترشيح لرئاسة الدولة. وقامتْ حكومة الآيات باحتلال أراضيهم والاستيطان بها وذلك بزرع كتل سكانية فارسية للسيطرة على ثرواتهم الطبيعية بالضبط كما تفعل إسرائيل مع الفلسطينيين. فهل تعرف الجامعة (العربية) شيئًا عن هؤلاء (العرب المسلمين السنة) وإذا كانت تعرف فماذا قدّمتْ لهم؟ وإذا كان الرد الدبلوماسى هو أننا لا نملك التدخل فى الشأن الإيرانى، فلماذا تصمت على دورسوريا التى تتولى تسليم المناضلين الأحوازيين للحرس الثورى الإيرانى لمواجهة أحكام الإعدام أوالاعتقال؟ (د. أحمد أبومطر- الخطرالإيرانى: وهم أم حقيقة- شركة الأمل للطباعة2010ص 47)
طرَدَ الشعب اللبنانى المحتل السورى فكتبتْ الكاتبة ناديه علوبى ((سوريا أغاظها نجاح الانتفاضة اللبنانية فى معركة الاستقلال ونجحتْ فى طرد قوات الاحتلال السورى للبنان، ظلتْ سوريا تـُحيك المؤامرات ضد هذا البلد، بل إنها ظلتْ تتحين الفرص من أجل الانتقام من لبنان الحر، ولم تجد أداة أفضل من عملائها لخوض الانتقام الذى جاء على يد حزب الله)) (حزب الله- الوجه الآخر- المكتبة الوطنية بالأردن عام 2008ص60) فلماذا غاب دورالجامعة العربية طوال سنوت الاحتلال السورى للبنان؟ والنظام السورى الذى يرفع شعار(فلسطين حرة) ماذا كان موقفه من الفلسطينيين الهاربين من جحيم العراق ولجأوا للحدود السورية ؟ فتحتْ سوريا حدودها ودخل 90 لاجىء فلسطينى فقط ثم أقفلتْ الحدود نهائيًا وبقى المئات عالقين على الحدود السورية العراقية. وكان تعليق الشاعرالفلسطينى أحمد أبومطر((لقد استغل النظام السورى معاناتهم لبعض الوقت عبرتصريحات فلسطينية مجاملة ثم عاد لدوره المعروف عنه)) (إيلاف 16/7/2006) فلماذا لم تتدخل الجامعة لدى سوريا لإنقاذ باقى الفلسطينيين؟ وإذا كان رد النظام السورى برفض التدخل، فما أهمية وجود الجامعة أصلا؟ فشل الجامعة تـُـقدّمه وقائع عديدة منها ما أعلنه عمرو موسى أنه حقق تقدمًا لإقامة حكومة وحدة وطنية والتمهيد لإجراء انتخابات رئاسية فى لبنان. وبعد ساعات قلائل أعلن فشله (سلامة أحمد سلامه- أهرام 28/6/2007) وماذا فعلتْ الجامعة عندما قتل فلسطينيون مصريين داخل مصر؟ وماذا قدّمتْ لصالح الشعب الفلسطينى غيرالخطب الإنشائية لإدانة (العدوالصهيونى) وهل النهاية تختلف عن البداية حيث رفضتْ خطة برنادوت لتوحيد فلسطين وشرق الأردن فى وحدة من جزءيْن (عربى ويهودى) ويكون معظم (النقب) للعرب ومعظم الجليل لليهود وتبقى القدس ضمن القسم العربى. اعترض اليهود على خطة برنادوت واغتالوه يوم 17/9/48 فلماذا توحّد موقف الجامعة (العربية) مع موقف (الصهاينة) الذين اغتالوا صاحب هذه الخطة؟ وذكرالمؤرخ الفلسطينى عبد القادرياسين أنّ مثقفين عرب موالين لأمريكا أنشأوا (المكتب العربى) على رأسهم (موسى العلمى) الذى كان محورنشاطه الدعوة للتعاون مع الإنجليزوالأمريكان وأوصى مكاتبه- كتابة- بعدم نشرالأنباء التى تـُسىء للإنجليزوالأمريكان وتجنب كل ما يؤدى إلى تشجيع أعمال الجهاد. المفاجأة التى لاتـُـدهش العقل الحر، أنّ موقف هذا الشخص تعزّزبعد أنْ اختارته الجامعة العربية مندوبًا لفلسطين فى الجامعة (كفاح الشعب الفلسطينى ص 204، 205) فلماذا اختارت الجامعة العربية هذا العميل الأمريكى والمعادى لكفاح الشعب الفلسطينى ليكون مندوب فلسطين بها؟
وإذا كانتْ وقائع التاريخ تمتلىء بالكثيرمن الأمثلة على دعم الجامعة لأنظمة الحكم وعدم وقوفها مع الشعوب العربية، فهل يملك العروبيون شجاعة الاعتراف بهذه الحقائق وينضمون للعقل الحرالمُطالب بإلغاء الجامعة العربية لوقف استنزاف أمول الشعوب العربية ؟ ولنستمع إلى أ. طارق البشرى الذى ذكرأنّ بريطانيا استهدفتْ بناء كيان تـُسيطرعليه وحدها، يقوم على أساس دعم الحكومات الاستبدادية فى المنطقة وجمعها من خلال الجامعة العربية (الحركة السياسية فى مصر45/52 دارالشروق ط2عام 83ص283) وصدق أ. جلال عامرفى قوله الحكيم ((منذ قرّر سياد برى إدخال الصومال فى الجامعة العربية، ضاعتْ الصومال)) (صحيفة القاهرة 6/2/2007) وبعد قرارمقاطعة قطرالذى تزعمته السعودية، ألايحق القول أنه: إذا كانت (جامعة الدول العربية) من الكيانات الورقية، فأليس هذا أحد الأدلة الدامغة على أكذوبة (القومية العربية) وتوأمتها (الوحدة العربية)؟
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال




.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري


.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة




.. تعمير- د. عصام صفي الدين يوضح معنى العمارة ومتى بدأ فن العما