الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بث المحبة والتسامح بين أطياف الشعب

زيد كامل الكوار

2017 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


بث المحبة والتسامح بين أطياف الشعب

بقلم : زيد كامل الكوار الشمري

سكن العراقيون في وادي الرافدين منذ بدء الخليقة الثانية لأبي البشر الثاني "نوح" الذي رست سفينته على الجودي بعد الطوفان الذي غمر الأرض كلها وأنهى الحياة عليها لتبدأ دورة الحياة بداية جديدة كان للعراق فيها نصيب المهد الحاني لهذه الحياة الجديدة. ثم كانت الشعوب وتكاثرت من عل هذه الأرض الشريفة، فالساميّون أولاد "سام" بن نوح والحاميّون أولاد "حام" بن نوح وغيرهم من شعوب العالم كلهم شربوا حليب البداية من هذه الأرض. وأظن أن هذا هو السبب الذي جعل شعوب الأرض جميعها طامعة بأرض العراق وتصبو إلى موطئ قدم عليه.
وربما كان العصر العباسي فعلا هو العصر الذهبي للعراقيين من ناحية التعايش السلمي الراقي حيث المذاهب الإسلامية المتعددة التي تنهل من العلوم في جوامع بغداد ومدارسها . وتعقد المناظرات الفلسفية والدينية بينعلمائها من مختلف الأديان والمذاهب، فكانت المناظرات تفتح آفاق بعيدة واسعة في مدارك المتناظرين بكل ود ومهنية علمية، فكان التلاقح بين الأفكار والمعتقدات والمذاهب الفلسفية وبين الثقافات العديدة التي كانت تفد إلى بغداد من الهند والصين وبلاد فارس واليونان وبلاد الروم. حتى لقد أصبحت بغداد كأنها جامعة كبيرة قاعات درسها الجوامع والمنازل والمدارس بل وحتى أسواقها ودكاكينها لاسيّما سوق الورّاقين. وعلى اختلاف جنسيات الوافدين إلى بغداد واختلاف ألوانهم وأعراقهم إلا أنهم كانوا يلتقون في وسط الطريق يجمعهم طلب العلم والاجتهاد فيه على أجمل ما تكون علي أخلاق الدارسين. ولما صدقت نيات الدارسين وأخلصوا لِما جاءوا من أجله" العلم" فإن الصعاب المتوقعة في مسعى كهذا كانت تذلل بسهولة ويسر عجيبين، وكأن السماء تقول لهم أنها قد سخرت لهم الأرض والسماء ومن فيهما ، ليتزودوا كيف شاءوا من العلوم. ولما كانطلب العلم رسالة إنسانية سامية فقد كان طالب العلم موضع عطف واحترام وتقدير الجميع بغض النظر عن عرقه ولونه ودينه، الأمر الذي بث في أنحاء بغداد نسائم السلام والمحبة والتسامح، ليجتمع الناس على حب العلم وأهله والانتفاع به وتبادل المعلومات فازدهرت العلوم بأصنافها وأجناسها ورافق ذلك بلا شك ازدهار التجارة والتبادل التجاري بلا حدود أو قيود أو موانع فكان سوق بغداد كما يروى يوجد فيه بآن واحد ثمار الشتاء والصيف وكل فصول السنة لنشاط التجارة وتعدد مصادر الاستيراد وكثرتها.
وما أشد حاجتنا اليوم إلى إحياء ثقافة بغداد العصر العباسي ليكون الحب والسلام اللحمة التي تجمع المسلم بالمسيحي والصابئ والإيزيدي، الذين خلقهم الله جميعا ليعمروا الأرض وينشروا فيها العدل والسلام والمحبة. وما أجمل أن يجتمع العربي والفارسي والهندي والتركي والصيني في مكان واحد ليبيعوا ويشتروا ويتبادلوا المعلومات والعلوم يجمعهم السلام و تبادل المنفعة بما يرضي الله والضمير على أساس انتفاع الجميع واستفادتهم في دار السلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص