الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لأنها أنثى

نغم المسلماني

2017 / 6 / 20
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


إن في قلبها انقباضاً يكاد يرديه. فهي لا تستسيغ طعاماً ولا شراباً، فتشارف أبواب اليقين جازمةً أن أحداً ممن تحبهم في ضائقةٍ ما، وأحياناً تعجز عن القيام بأعمالها اليومية المعتادة، لكأن يديها ضعُفَتا فلا تكادان تقويان على حمل فنجان قهوتها الصباحية.. فما خطبها يا ترى؟!
تمر ساعات بعد استيقاظها صباحاً فتراها تتعوذ بالله مما هو قادمٌ لا محالة أو ما تشعر أنه سيحصل حتماً والغريب أن ما تخشاه يتحقق، كأن الغيب أرسل لها إشارة ما لتتهيأ لمستقبلٍ قريب كان أم بعيد، فالإشارات عادة غير محددة بزمان كما أنها تحمل أنباء الغيب بالفرح تارة وبالحزن أخرى وغالباً ما تتحدث عن أخبار أناس يهمونها، كصحيفة يومية بطبعة أولى مستعجلة، بيد أن كل تلك الإشارات تجعل من الأنثى ضليعة في فهم من حولها لدرجة تستطيع معها استشفاف الكذب إذا ما اختلط بنبرة أصواتهم، فيتراءى لها أنهم أضحوا بالنسبة لها شبابيك زجاجية شفت عما تخفيه خلفها.
ومن تكرار الحالة وبرهان التجربة فإنها تبدأ بجدولة أعمالها على ذلك الاساس فعلى سبيل المثال أنها قد تلغي مشروعاً أو سفرة عائلية أو مشوارا مهماً إذا ما تلقت مسبقاً إشارة تنبؤها بسوء ما قد يحدث، حيث أن التجارب علمتها أن تصدق عواطفها مهما كانت مشحونة بالغرابة لتجعل منها بوصلة تستدل بها على الاتجاه الصحيح.
لن نهمل أيضاً شعورها بالارتياح من عدمه تجاه أشخاص لا تربطها بهم سابق معرفة ودون أدنى سبب يذكر سوى أنها (امرأة) كما خلقها الله سبحانه على الفطرة.
إن العلم لم يبقنا في غفلة طويلة فقد أزال جزءاً من الستار المنسدل على سرها التكويني، حينما سلط العلماء جل اهتمامهم ليفسروا بأبحاثهم ودراساتهم عواطفها وما تمر به من مشاعر غريبة، وهو ما أسموه لاحقاً بالحاسة السادسة (الحدس) أو الذكاء العاطفي كما يسميه علم التنمية الحديث.
تلك الحاسة لا تعدو مشاعر وهواجس تنبئ بحدوث شيء ما قبل وقوعه، تأتي كنداء قلبي بلا مقدمات، فلا يعني ذلك وجود حاسة سادسة إدراكية فاعلة تضاف إلى الحواس الخمس المعروفة وإنما هي تعبير مجازي عما يسمى الحدس الذي يتكون من اللاوعي حيث العقل الباطن.
والحدس بطبيعة التكوين البيولوجي لا يقتصر على النساء دون الرجال، ولكن أغلب الدراسات والإحصائيات أثبتت أن النساء تميزن به بصورة واضحة، فقد تجلى عندهن بنسبة أكبر بسبب عاطفتهن وحساسيتهن المفرطة.
وبطبيعة الحال فإن الأبحاث قدمت لنا شروحات مختلفة، فبعض العلماء أرجع قوة حدس النساء إلى محض الصدفة ليس إلا، وعزا ما تكتشفه الأنثى من نوايا الآخرين إلى معرفتها بهم بحكم العشرة أو القرابة والروابط العاطفية التي تأسر مشاعرها تجاههم خاصة (الزوج) فالمرأة غالباً ما تعرف نواياه التي يبيتها سراً عنها.
وجد علماء جامعة غرناطة الإسبانية أن الحدس عند النساء مفهوم بيولوجي حيث تم تجربة تحديد العلاقة بين إصبعي الخنصر والإبهام التي ساعدت في تحديد مستوى هرمون (التستوستيرون) الموجود أصلاً في تكوينها البيولوجي منذ ولادتها.
الحدس موجود لدى الذكور أيضاً، حيث ذهب العلم إلى أن كل شخص في هذه الحياة يولد وهو يملك الحاسة السادسة إلا أن هناك من يطورها وينميها لديه وهناك من يضمرها، أما الرأي الآخر ذهب إلى أن الحاسة السادسة الموجودة لدى النساء مفهوم بيولوجي يتكون في رحم الأم بسبب كميَّة قليلة من هورمون (التستستيرون)، كما أن هذه الحاسة مبنيَّة على العاطفة والخيال، حيث لم يجدوا أسساً علمية ليفسروا الحدس المصاحب لعموم البشر سوى إنه يتطور عند المرأة بشكل اكبر لأنها ذات طبيعة حساسة وتتأثر بما يحدث لمن حولها عاطفياً أكثر من الرجل، إضافة إلى تعلقها بمحيطها وخوفها عليه خصوصاً خلال فترة الحمل التي تجعلها تطور قدرتها على الشعور بالمجهول الذي تحمله في بطنها وماذا يحتاج وما الذي يحدث له.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا