الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشتركات بين الأديان وبين المذاهب

زيد كامل الكوار

2017 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


المشتركات بين الأديان وبين المذاهب

بقلم : زيد كامل الكوار الشمري

منذ أن خلق الله الإنسان وأمره بعمارة أرضه، جعل للإنسان دستورا يحتكم اليه في علاقته مع ربه وعلاقته مع مخلوقاته، فكانت بذلك الأديان التي تعددت على مر الأزمنة والعصور وعلى اختلاف مشارب الناس ومواردهم. لكن هذه الأديان على اختلافها تشترك في الكثير من المشتركات فجميعها تدعو إلى المحبة بين البشر والى السلام والوئام، لغرض تنظيم العلاقة بين البشر على أجمل وأفضل ما ينبغي.
وخير الأمثلة على هذا التنوع ما كان العراق عليه لقرون خلت ، فقد عاش العراقيون على أرض العراق الطيبة بأديانهم العديدة وقومياتهم المتنوعة ومذاهب أديانهم بفسيفساء ملونة جميلة عاش فيها المسلم بجوار المسيحي واليهودي والإيزيدي بوئام ومحبة وتفاهم وانسجام منقطع النظير توحدهم الأفراح والأحزان فكانت علاقاتهم الإنسانية غاية في الجمال والاستقرار، فالصابئة المندائيين يزينون مدن وسط وجنوب العراق بلطفهم وبساطتهم كما ينتشر المسيحيون في جنوب العراق في بصرته وميسانه ولم تشذ بغداد عن القاعدة فلكل مكون فيها نصيب، ينهلون من دجلة العراق وفراته ماء المحبة والسلام والطمأنينة ولا يعكر صفو حياتهم نزاع أو خصام أو ضغينة. فكل يأخذ نصيبه من رزق ربه بلا مضايقات أو إزعاج. لكن أمرا كهذا لم يرق لأعداء العراق الطامعين في أرضه وخيراتهن فكانوا بالمرصاد لهذا الشعب المتكاتف دوما ضد أعدائه ومن يريد به سوءا. وقد استغل أولئك الأعداء فراغ السلطة وانهيار المنظومة الأمنية والحكومية لتدخل عصابات المخابرات من الدول الطامعة في أرض العراق وما أكثرها، لتعيث في أرض العراق تخريبا وزرعا لفتنة أكلت الأخضر واليابس، حتى أتت على السلم الأهلي في المجتمع العراقي وأجهزت عليه لولا لطف الله ، على أيدي من راقت له تلك المخططات من المتصيدين في الماء العكر الذين باعوا وطنيتهم وعراقيتهم لقاء مال سحت حرام قذر ثمنه دم الأبرياء ومعاناة البسطاء . ونجح أولئك الخونة الذين باعوا شرفهم لعصابات المخابرات الأجنبية في تنفيذ مخططات أسيادهم وزرعوا الفتنة القاتلة بين المسحوقين والمنحرفين الذين يعيشون على هامش المجتمع ولا تربطهم به أواصر المحبة والوطنية، فكانوا أدوات رخيصة لتنفيذ مخطط خبيث طالما حلم الاستعمار في تنفيذه على أرض الأبطال من ذوي الغيرة ، لكن سرعان ما تناخى الأخيار من شباب ورجال ونساء العراق لنسف مخططاتهم الدنيئة في أنصع صفحة مشرفة في تاريخ العراق الحديث فكانت الحرب ضد الإرهاب جوابا قاسيا رادعا لأولئك المخدوعين المغرر بهم، فكان الموت جزاء مناسبا لأولئك المنحرفين لتبقى أرض العراق ومهبط الرسالات السماوية طاهرة تفيض بالإنسانية والحب والخير والعطاء رغم مخططات الأعداء وأحلامهم المريضة. وليبقى العراق وأهله يفتخرون بما يجمعهم جميعا على اختلاف مواردهم ومعتقداتهم فيوحدهم عليه ألا وهو حب العراق والتضحية من أجله بالغالي والنفيس ، وقد أفاد العراقيون بأجمهم من هذا الدرس البليغ وعرفوا عدوهم من صديقهم ، لأن الشدة والظروف الصعبة خير ما يظهر معادن الناس على حقيقتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ