الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نحن في بلوكاج سياسي جديد؟

عادل أداسكو

2017 / 6 / 24
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الأوضاع في شمال المغرب تزداد توترا كما تعرف مناطق أخرى في الوسط والجنوب انتفاضات محلية ضد الحكرة والتهميش، وفي المقابل نلاحظ تزايد غطرسة القوى الأمنية أمام خنوع الطبقة السياسية التي تبدو محطمة وبدون شخصية، أما المبادرات التي صدرت عن المجتمع المدني الحقوقي فتم التعامل معها باستخفاف من طرف المسؤولين.
وفي الوقت الدي يتوجه فيه الكثيرون نحو الملك لمطالبته بالتدخل وحل المشكل بقرار سياسي، لم تصدر عن الجهات العليا أية إشارة بهذا الصدد، ولعلنا نعيش نوعا جديدا من البلوكاج شبيه بالدي عاشه المغرب بعد الانتخابات، مع وجود فارق رئيسي لا يخلو من خطورة وهو أن البلوكاج الحالي يعرف مواجهة في الشارع بين قوى الأمن والسكان يؤدي يوميا إلى مزيد من الاعتقالات.
في ظل هدا الوضع المتأزم تأتي أخبار من ليبيا تقول بوفاة شاب مغربي في مقتبل العمر ترك رسالة يعبر فيها عن يأسه من إصلاح الأحوال في بلده ويفضل الموت في قوارب الهجرة على العيش بدون كرامة، كما تأتينا أخبار من الجنوب الشرقي الدي ينحدر منه هدا الشاب لتقول إن امرأة قد وضعت وليدها أمام مستشفى بعد أن يئست من أية رعاية، وهكذا تتزايد مشاهد تعكس جميعها شيئا واحدا هو غياب الدولة ويأس الناس منها و قرارهم أن يتدبروا شؤونهم بأنفسهم، وهده من العلامات الخطيرة للانفجار الشعبي الدي يأتي على الأخضر واليابس.
إدا كانت السلطات تنتظر أن يخضع الناس من جديد ويدخلوا في حضيرة الطاعة بدون أن ينالوا حقوقهم، فإنهم مخطئون، لأن كل التحركات الاحتجاجية الحالية لا تبدو متجهة نحو الخمود والتراجع بقدر ما هي مرشحة للتزايد، ولهدا لا يبقى من حل لهده الوضعية إلا أن تتوفر الإرادة السياسية اللازمة لدا الحكام والمسؤولين للتحرك من أجل إصلاح الوضع وإعطاء كل دي حق حقه، ولا أحد أصبح يصدق من يقول أن أصحاب القرار لا يعرفون ما يجري، لأنه في ظل وسائل الاتصال اليوم لم يعود يمكن التغطية على الوقائع والأحداث.
إننا اليوم نعيش عودة لأساليب الاختفاء القسري واختطاف المناضلين وتلفيق تهما واهية ومتناقضة من أجل التخلص منهم بسبب نقضهم للسلطة سواء السلطات الأمنية أو السلطات العليا، وهدا الأسلوب مع ما فيه من تعسف وقفز على القانون واضطهاد للمواطنين لا يتماشى مع ما سبق أن التزمت به الدولة المغربية، سواء دستوريا أو خارج البلاد، وهو ما يعني استمرار دمقراطية الواجهة وعمل الدولة بوجهين، وجه للاستهلاك الخارجي، و وجه للتحكم الداخلي والدي تؤكده المحاكمات الصورية ضد معتقلي الرأي العام وحراك الريف الذين وجهت إليهم اتهامات تقيله مثل زعزعة أمن واستقرار الدولة و المس بالمقدسات.
إننا في وقت أصبحنا ملزمين فيه على ترك النزاعات الشخصية والاحتكام الى العقلانية والروح المناضلة والاعتراف ببعضنا البعض، ومضطرين إلى التوحد رغم اختلاف توجهاتنا لتشكيل قوة للدفاع عن حقوقنا المشروعة، فأما أن نكون أو لا نكون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا