الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس. نعم نتائج الباكالوريا مؤشر بَاتٌّ على درجة الانهيار التي بلغتها المدرسة العمومية ولكن ما العمل؟

بشير الحامدي

2017 / 6 / 24
التربية والتعليم والبحث العلمي


تونس. نعم نتائج الباكالوريا مؤشر بَاتٌّ على درجة الانهيار التي بلغتها المدرسة العمومية ولكن ما العمل؟
في كل سنة يتأكد أكثر فأكثر أن نتائج الباكالوريا هي المؤشر الدال الأكبر على عدم تكافئ الفرص في مدرستنا عكس ما تروج له باستمرار الدوائر الرسمية. فهذه النتائج تعكس بشكل جلي تعمق الفروق الجهوية والطبقية في مجتمعنا وتواصل إعادة إنتاج هذا الحيف باستمرار عن طريق المدرسة . فليس غريبا أن تسجل في بعض المدارس نسب متدنية أو تسجل نسب نجاح مساوية لـ 0 % لأن هناك بالفعل جهات صار التعليم بالنسبة لفئات واسعة من مواطنيها عبئا ثقيلا عليها ولم تعد قادرة على الإنفاق على تعليم أبنائها وهي العاجزة حتى عن تأمين لقمة العيش. عدم تكافئ الفرص لا يسجل فقط في الفوارق الجهوية بالنسبة للنتائج إنه يتعداها أيضا إلى مستوى آخر هو التوجيه الجامعي وفرص مواصلة الدراسة حيث تنعدم فرص أبناء الجهات المفقرة و الأسر ذات الدخل الضعيف على مواصلة تعليمهم في الكليات ذات القدرة الكبيرة على التشغيلية عند التفرغ ككليات الطب والهندسة ووو.
نتائج الباكالوريا اليوم مؤشر بَاتٌّ على درجة الانهيار التي بلغتها المدرسة العمومية وهو وضع لا يمكن إخفاؤه أو السكوت عنه.
إننا مدعوون ومن قلب الكارثة إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه و لا أعتقد أن الوضع يتطلب إجراءات شكلية أو وقتية أو معالجات تقنية تختزل الحل في إجراءات فوقية متعلقة بإدخال تغييرات على الزمن المدرسي أو على الكتاب المدرسي أو بمراجعة كثافة المواد وتدريس اللغات الأجنبية و التربية الفنية كما ذهب إلى ذلك مشروع الإصلاح الموروث عن ناجي جلول والذي تتمسك الوزارة باتفاق مع النقابات بمواصلة تنفيذه حتى بعد رحيله.
مواجهة الانهيار الكارثي من وجهة نظري وحسب ما أعتقد يبدأ بوقف كل المشاريع الارتجالية المطروحة الأن وتحديدا مشروع ناجي جلول والنقابات المسمى مشروع إصلاح المنظومة التربوية والبدء فورا بالإعلان عن تكوين مجلس أعلى للإصلاح التعليم تكون تركيبته منتخبة فردا فردا من رجال التعليم في الابتدائي والثانوي والعالي 50 % منهم معلمين و أساتذة ومتفقدين و 50% من ممثلين عن مراكز بحوث في ميدان التربية مشهود بعلميتها ومن أساتذة وخبراء تربويين مستقلين ومشهود بكفاءاتهم لصياغة مشروع شامل لإصلاح المدرسة التونسية مبني في خطوطه العريضة على:
ـ ما الهدف من الإصلاح أو ما هي المدرسة التي نريد وماهي غاياتها في علاقة بالإنسان الذي سيرتادها وبالمجتمع الذي ستؤسس له.
ـ تقييم لأسباب الفشل القائم
ـ مشروع الإصلاح على مستوى:
الميزانية
البنية الأساسية
الفاعلون في العملية التعليمية
البرامج
الوسائل التعليمية
إننا نقدم وجهة نظرنا هذه ولكننا نبقى واعين بأن هكذا مشروعا يتطلب إرادات صادقة وفعاليات جادة وفاعلين مقتنعين بدورهم في التغيير للتعريف والإقناع به والمساهمة في تنفيذه وفي انتظار ذلك سنستمر على قناعتنا بأن قطاعا واسعا كقطاع التعليم [الابتدائي والثانوي والعالي ] صار في حاجة لهيئات بمقدورها ضمان مشاركة منتسبيه في أخذ القرارات التي تهم قطاعهم هيئات مساحة اهتمامها وتدخلها ونشاطها أوسع من مساحة الحق النقابي ولا تتنافى معه.
ـــــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
24 جوان 2017









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاستثمار الخليجي في الكرة الأوروبية.. نجاح متفاوت رغم البذ


.. رعب في مدينة الفاشر السودانية مع اشتداد الاشتباكات




.. بعد تصريح روبرت كينيدي عن دودة -أكلت جزءًا- من دماغه وماتت..


.. طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي




.. لساعات العمل تأثير كبير على صحتك | #الصباح_مع_مها