الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموصل، العملية السياسة، حصار قطر.. ماذا بعد؟

ضياء رحيم محسن

2017 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


مع أن الحياة هي في واقع الحال بسيطة، لكنها في ذات الوقت قاسية، كذلك حال الواقع المحيط بنا اليوم، فهنا يشحذ العراقيون الهمم لطرد داعش من أخر وأول منطقة إحتلها قبل أكثر من من عامين، والمؤتمر المزمع عقده في منتصف تموز لشخصيات كانت تعارض ولا تزال العملية السياسية في العراق، مع ملاحظة استبعاد شخصيات كان لها دور بارز في محاربة تنظيم داعش، وهناك حصار الإخوة الأعداء لشقيقتهم الأصغر قطر، ونجد أن مصر تحاول التخلص من جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية، والتي دفعت مليارات من الدولارات لمصر لإنعاش إقتصاد الأخيرة، طبعا على حساب تدويل هذا الممر المائي لصالح إسرائيل، ويبقى الدور التركي المبهم، فهو مثله كمن يضع قدما ويؤخر أخرى، واليكم تفاصيل ذلك ..
بعد ما يزيد على عامين من إحتلال عصابات داعش لأكثر من ثلثي العراق، وبعد فتوى المرجع الأعلى السيد علي السيستاني بالجهاد الكفائي، استطاع العراقيون تحرير أرضهم من براثن هذا التنظيم المجرم، ولم يتبق لديه سوى منطقة لا تزيد على 1% من مساحة محافظة نينوى التي كان يعدها عاصمة دولته المزعومة، كل هذا جاء بتضحيات العراقيين بكل طوائفهم والتشكيلات المنضوية تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة بدون استثناء، ومع هذا تبقى المناكفات تدور بين هذا الفصيل أو ذاك، خاصة فيما يتعلق بالدور الذي سيلعبه الحشد الشعبي بعد تحرير الموصل.
يحاول قادة الكتل السياسية الشيعية إعادة الإصطفافات من جديد، لكي لا تشبه الوضع السابق، وهو الوضع الذي لم يجد فيه الناخب أي تقدم سواء في الخدمات أو الأمن أو المشاريع التنموية التي يمكن أن تنهض بالبلاد، وترفعه من قائمة الدول الأحادية التمويل، ونعني به الإعتماد على النفط، لكن مع هذا وذاك لا نعتقد بأن هذا سينجح، ليس لأننا متشائمون؛ بل لأننا واقعيون أكثر من اللازم، بعكس كثير ممن ينظرون الى الواقع العراقي بوردية زائدة عن اللزوم، فما معنى إصطفاف دولة القانون مع كتلة المواطن (مثلا) والمعروف عنهما صراعهما من أجل زعامة شيعة العراق، هذا ما أخذنا بنظر الإعتبار علاقة كتلة المواطن القوية مع التحالف الكردستاني ومسعود البرزاني، وتشنج العلاقة بين دولة القانون والسيد البرزاني، وغيرها من الإصطفافات التي لا يرى فيها الناخب إلا محاولة للعودة الى السلطة لكن بطريقة أخرى، بعد أن أثبت هؤلاء فشلهم في إدارة الدوة طيلة الأعوام السابقة.
يحاول الإخوة في المكون السُني لم شتاتهم، خاصة بعد التشرذم الذي حصل بدخول داعش الى مناطق تواجد الأغلبية السنية، وهروب أغلب قياداتهم أما الى خارج العراق، واما الى إقليم كردستان الذي أصبح مأوى جيد لهم ولإستثماراتهم التي جاء أغلبهم عن طريق التبرعات المرصودة للنازحين! لم الشتات هذا يأتي بعد أكثر من أربعة عشر محاولة في عواصم مختلفة، من اسطنبول الى دبي مرورا بعمان، برعاية البلدان التي يجتمعون فيها، هذه المؤتمرات لا تذهب بعيد في الشبه عن مثيلاتها التي كانت تعقد أيام معارضة نظام صدام حسين في نفس العواصم، ومع ذلك فإن مؤتمر منتصف تموز سيعقد هذه المرة في بغداد، وهي رسالة ذات مغزى كبير، مفادها أن هؤلاء يعترفون بالعملية السياسية القائمة الأن، خاصة بعد أن كثر اللغط حول إسقاط العملية السياسية ووجود حكومة في هذه العاصمة أو تلك، الملاحظ أن المؤتمر نسى أو تناسى القائمون عليه دعوة أغلب القيادات التي قاتلت داعش، وهو الأمر الذي يُنبئ بفشل هذا المشروع منذ البداية، لكن بما أن رائحة المال تفوح منه، فإن أغلب الظن سيتم تقسم الكعكة وبعد ذلك يذهب كلٌ في حال سبيله.
مشكلة الإخوة الكورد أنهم لا زالوا يصدقون أن السيد مسعود قلبه على الدولة الكردية المزعومة، فهم أما لا يقرأون التاريخ والدستور جيدا، وأما أنهم الى الأن لا يعرفون لعبة السياسة بصورتها القذرة، السيد البرزاني المنتهية ولايته منذ أكثر من سنتين طرد رئيس برلمان الإقليم لأنه يعترض على إدارته للإقليم بدكتاتورية تشبه دكتاتورية صدام، وكذلك سيطرة عائلة البرزاني على مقاليد الحكم في الإقليم، ويمكن بمراجعة بسيطة لأغلب مراكز القرار في الإقليم، نجد أن هذه العائلة فعلا كما ذهبنا إليه.
في وثائق الأمم المتحدة التي تعد المرجع الأساس للفصل بين الدول المتنازعة، لا نجد توصيف واحد يسمح لإنفصال جزء من دولة لتكون دولة مستقلة، فهذه كوسوفو وتلك دول الإتحاد السوفيتي السابق، عادت الى طبيعتها الأولى كدول مستقلة، لكن هذا اقليم الباسك الذي يناضل لعقود كثيرة للإنفصال عن اسبانيا، لماذا لم تعترف به الأمم المتحدة، وغيره كثير لا مجال لذكرها هنا، ثم أن الدستور العراقي الذي كان التحالف الكردستاني من الموقعين عليه، لا يسمح بإنفصال الإقليم عن العراق، فمن أين جاء السيد مسعود بهذه الأكذوبة ليضحك بها على الإخوة الكورد في الإقليم.
يقول السيد البرزاني موجها خطابه الى رجب طيب أردوغان، أن ترسيم الحدود هو بين العراق والدولة الكردية المستقبلية، في محاولة لطمانته، فهل أن السيد أردوغان سيصدق ما تقوله وهو الذي يعرف مكرك وخداعك مع أبناء جلدتك، وهو الذي لم يصدق ما قاله تيلرسون عن سحب الأسلحة من قسد، ناهيك عن كثير من المشاكل التي ستواجه الإقليم فيما لو أصر على تشكيل دولته المستقبلية.
في الوضع العربي تواجهنا مسألتان ملحتان، كلاً منهما تشكل كارثة بوجه العرب في منطقة الخليج والجزيرة العربية، الأولى وهي تحويل عائدية جزيرتي تيران وصنافير من مصر الى السعودية، ومع يقيننا بأنه أراضي سعودية، لكن بقاؤها ضمن مصر كان أفضل، والسبب في ذلك أن تحويل هاتين الجزيرتين الى السعودية سيجعل من خليج العقبة ممرا دوليا، يمكن لإسرائيل ان تحتج به لدى الأمم المتحدة لتسرح وتمرح هناك، وتفعل ما يحلو لها وكما يقول المثل: (خلا لك الجو فبيضي واصفري)، لكن الملاحظ أن السعودية ناضلت في سبيل هذا الأمر، حتى أنها دفعت عشرات المليارات من الدولارات وضختها في الإقتصاد المصري من أجل ذلك، بما يشي بأن المملكة تريد تدويل هذا الممر المائي خدمة لإسرائيل، والذي قد يكون مقدمة لتوطين الفلسطينيين في صحراء سيناء.
المسألة الثانية وهو حصار الإخوة الأعداء لدولة قطر، بحجة دعمها للإرهاب، وما الإرهاب إلا صناعة سعودية بتمويل منها ومن الإمارات، طبعا نحن لا ننكر أن قطر تمول الإرهاب، فهي تمول الإخوان المسلمين وجبهة النصرة في سوريا منذ سنوات في محاولة لإسقاط نظام بشار الأسد، في حين أن الأمر لم يكن كذلك كما شرحناه سابقا، عندما قلنا بان قطر سحبت نفسها من مشروع تمويل الحكومة الأمريكية، الذي تعهدت به مع كل من السعودية والإمارات العربية، وبالتالي اقتصر الأمر على الدولتين، ما حدا بهما الى تنفيذ الحصار، وتلتهما مصر الموعودة بمليارات الدولارات ونكاية بقطر التي تؤي قيادات الإخوان المسلمين المنبوذة من مصر.
دوليا قرارات الرئيس الأمريكي متذبذة كثيرا وغير ذات جدوى، حتى داخليا، فبالرغم من تمكنه من ضخ عشرات المليارات من الدولارات في الإقتصاد الأمريكي، لكن هذا لم يمنع من ظهور كثير من المشاكل التي تعترض طريق ولايته، وهو بعد لم يُكمل اسنة الأولى من عمر ولايته التي تستمر لأربع سنوات، فما هو فاعل في الأيام القادمة، خاصة وان الدب الروسي أخذ يلعب في حديقته الأمامية، وليس الخلفية كما كان يفعل في السابق، وما التحذير الذي صدر عن الروس وإلغاء التعاون العسكري بينهما في سماء سورية؛ إلا صفعة قوية يحاول تداركها رجل البيت الأبيض ذو الوجه الأحمر.
نجد أن الجمهورية الإسلامية تلعب بإيقاع متزن، فهي تمد يد السلام في وقت تكشر عن أنيابها لمن يحاول أن يستفزها، وما حصل من خرق أمني تمثل في استهداف مرقد السيد الخميني (رض) ومبنى البرلمان الإيراني، والذي جاء متزامنا مع تهديد للمسؤولين السعوديين، لم يمر دون رد؛ عندما جاء حاسما صاعقا بضرب أوكار العصابات التي تأتمر بأمر المخابرات السعودية، مع الوعيد بأن هذه الضربة لن تكون الأولى ولا الأخيرة؛ في حال أصر الأخرون على اللعب بالنار.
إذا هل نحن أزاء ترتيب أوضاع منطقة الخليج العربي، بما يشبه بلقان ثانية في الوطن العربي، طبعا لا نتمنى ذلك، وهذا منوط بالمواطن العربي الواعي في المنطقة تحديدا، وليس بالزعامات التي ترتبط بشكل أو بأخر بأجندات خارجية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ