الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية المهاجرين وحكاية ذيل الثعلب المقطوع!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2017 / 7 / 3
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة



بير رستم (أحمد مصطفى)
منذ أيام وعلى قناة العربية عرض لقاء مع أحد المهربين وتجار البشر من القارة الملعونة للأخرى الموعودة وَمِمَّا جاء على لسان المهرب كان التالي؛ بأن تكلفة هجرة الشخص الواحد وإيصاله من تركيا لإيطاليا هي (4500) دولار أمريكي، طبعاً ما عدا الأكل والمصاريف الجانبية وبأقل تقدير هي الأخرى خمسمائة دولار، يعني الشخص الواحد راح يكلف أكثر من خمسة آلاف دولار للوصول إلى إحدى الدول الأوربية والحصول على "ذيل الثعلب" المزخرف، عفواً الإقامة واللجوء الإنساني وربما مستقبلاً؛ أنواع أخرى من اللجوء في هذه البلدان!!

البعض منكم قد يتساءل وما هو "ذيل الثعلب" الذي أدحشته في حكاية اللجوء والهجرة بإتجاه القارة الأوربية ولذلك فإننا مجبرين على سرد الحكاية لهم .. هناك في التراث والأدب الشفاهي لمنطقة عفرين حكاية عن ثعلب أراد أن يسرق بعض العسل والدهن من عجوز وهو نجح بذلك عدد من المرات، إلى أن تمكنت العجوز الداهية من الإيقاع بالثعلب المسكين وبعد عراك ومعركة حامية الوطيس، فقد الثعلب ذيله ليتمكن من الخلاص والهروب من بين يدي صيادها، لكن ليقع بين يدي وسخريات رفاقه من الثعالب الآخرين وهم يسخرون منه وينادوه بصاحب الذيل المقطوع.

وهكذا فإن سخرية الرفاق أجبرت الثعلب المسكين لأن يطلب النجدة من الخصم والعدو اللدود؛ "العجوز الداهية" حيث جاء إليها يشكو حاله وحال الذيل المقطوع وسخرية الرفاق منه، فلان قلب العجوز وأدركت بأنها كانت السبب في ما لاقه المسكين من مذلة، فأرادت أن تنتقم له من أولئك الثعالب الماكرين الساخرين، فقامت بتلوين الذيل المقطوع وتزيينه بالورود والزخارف، مما جعله أجمل من الذيل الحقيقي وقامت بربطه بالجزء المقطوع ليتحول ثعلبنا لطاووس بهذا الذيل الجديد وهو يتبختر بين خلانه وهم ينظرون إليه وإلى ذيله الجديد حسداً وغيرة والجميع يتساءل؛ "من أين لك هذا الذيل الجميل".

وعندما تأكد صاحبنا الثعلب؛ صاحب الذيل المقطوع سابقاً _والمزركش حالياً_ بأن الجميع مسحور بما لديه من ذيل وهو مستعد لعمل المستحيل لنيل واحداً مثله، فإنه وقف في وسطهم وقال: إنني سوف أخبركم، لكن على كل واحد منكم أن يحصل عليه بنفسه .. وافق الجميع على كلامه ومشورته وأنقادوا خلفه إلى حيث بئر القرية العميق، فقال لهم؛ هنا في الأسفل يجد كل منكم ذيلاً يناسبه، فما كان من القسم الأعظم من الثعالب، إلا وهم يتقافزون إلى داخل البئر وعندما سمع الذين ما زالوا على فوهة البئر "بقبقة" أصدقائهم تحت فسأله أحدهم؛ أليس بهم يغرقون، فرد صاحب الذيل المقطوع؛ لا إنهم يتعاركون على الذيل الأنسب لمؤخراتهم، فما كان على الباقين إلا أن يقفزوا ليغرقوا في البئر وهم متوهمين بأنهم سيكونون من أصحاب الذيول المزركشين!

وأخيراً نقول؛ إذا كان كلفة الشخص الواحد للوصول إلى أوربا يكلف أكثر من خمسة آلاف دولار وإذا أراد أن يأتي عائلياً سيلزمه أكثر من عشرة آلاف دولار أمريكي حيث يمكن به أن يعمل أي ورشة صغيرة ؛ "دكان سمانة" في تركيا ولن نقول في المناطق الكردية؛ كونها خاضعة لديكتاتورية الإدارة الذاتية _بحسب رأيهم وتقكيرهم الديمقراطي جداً_ وهم لا يقدرون إلا أن يعيشوا في ظل الديمقراطيات الأوربية ولذلك نقول لهم؛ أهلاً بكم معنا في البئر بحثاً عن أذيال مزركشة، عفواً عن إقامات مختلفة!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو