الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياد ليس هو المطلوب أمام الازمة القطرية

رمزي عودة

2017 / 7 / 7
القضية الفلسطينية


تتعقد الازمة القطرية في إطار النظام الاقليمي العربي بحيث يبدو من الصعب معرفة السيناريوهات المقترحة لإنهاء الازمة. فدول الخليج ومصر التي تتهم قطر بمساعدة قوى الارهاب ودعمه في المنطقة العربية وعلى رأسها حركة الاخوان المسلمين أخذت بتصعيد الازمة مع قطر في ظل عدم تجاوب الاخيرة مع قائمة المطالب الخليجية المصرية، وفي ظل الوساطة الامريكية على يد وزير خارجيتها ريكس تيلرسون، فان أي حل متوقع للازمة لا يبدو قريبا. حتى الان فموقف السلطة الوطنية الفلسطينية من الازمة يبدو محايدا الا من بعض الاشارات التي ألقاها مدير المخابرات العامة الفلسطيني اللواء ماجد فرج في بعض اللقاءات غير الرسمية وألمح فيها أن السلطة لن تقاطع مصر والسعودية والامارات والاردن دون ان يضم قطر الى لائحة الدول غير المقاطعة بما يوحي بأن الموقف الرسمي الفلسطيني على الاقل ليس الى جانب قطر ولو بشكل غير صريح. ما أجادل به في هذه المقالة هو أن هذا الموقف الفلسطيني يجب أن يكون أكثر وضوحا بعيدا عن الحيادية التي صرح بها محمد اشتية مؤخرا، وعلى العكس فان هذه الازمة قد تمنح السلطة الوطنية المجال لتعيد مكانة السلطة الوطنية في المقدمة ضمن قواعد جديدة للعبة السياسية العربية. ان هذه الفرصة سوف تكون أكثر احتمالا إذا ما أقدمت السلطة على اتخاذ خطوات تأييد جريئة للمحور السعودي في الازمة القطرية، والذي قد يفسر من خلال تنامي الدور السعودي في الاقليم العربي، ومحاولة احتواء حماس، وأخيرا اضعاف الدور المصري والاماراتي في احتضان محمد دحلان.

السعودية لم تعد كما السابق، لاعبا مهما في النظام الاقليمي العربي أو حتى تلك الدولة التي تقدم 20 مليون دولار للسلطة الوطنية شهريا اضافة الى بعض الهبات والمنح، فبعد زيارة ترامب الى الرياض غدت السعودية قائدة للنظام العربي والى حد ما للنظام الاسلامي، وهي ستلعب من الان فصاعدا دور الشرطي الامريكي في المنطقة، وبالضرورة سيكون هذا الدور الجديد على حساب الدور الاسرائيلي في المنطقة، ويمكن ملاحظة هذا الدور المتنامي للسعودية من خلال تدخلاتها العسكرية المباشرة وغير المباشرة في اليمن وليبيا وسوريا والعراق. وبعد صفقة السلاح التاريخية بين السعودية والولايات المتحدة والتي تجاوزت 100 مليار دولار فان السعودية لن تعتمد من الان فصاعدا في حماية امنها ومصالحها على أي قوة اقليمية. بالمقابل فان القوة السعودية في المنطقة ستوازن القوة الاسرائيلية والايرانية في المنطقة العربية وستمنعها من مزيد من التدخلات لاسيما من قبل إيران. ان هذه المعطيات تفرض على السلطة الوطنية مزيدا من الخطوات لتدعيم علاقتها مع السعودية وتعزيز أطر التحالف الاستراتيجي معها. وبالضرورة، فان الازمة القطرية تشكل حيزا ملائما للسلطة الوطنية من أجل تدعيم هذه العلاقات مع السعودية واعلان وقوف السلطة الى جانبها ضمن الازمة القطرية.

قطر لا تمثل خسارة حقيقية للسلطة الوطنية إذا ما اتخذت الاخيرة موقفا ليس مناصرا لموقفها في الازمة، على العكس، فان قطر تعتبر الحليف الرئيسي والداعم الاهم لحماس، وهي التي شجعتها في خطواتها الانفصالية مؤخرا عن الضفة الغربية، كما تعتبر قطر وسيطا بين اسرائيل وحماس في العديد من القضايا لاسيما البنى التحتية. من جانب أخر، فان هذه الازمة الحالية وما تواجهه قطر من العزلة الاقليمية سيضعف حماس وسيجبرها على التحرك نحو المصالحة مع فتح بعد انقسام زاد عن عشر سنوات. على السلطة الوطنية أن تستغل هذه الفرصة لدفع حماس للمصالحة من خلال تدعيم علاقتها مع المحور السعودي الاماراتي، كما أن الحياد الذي تتبعه السلطة تجاه الازمة سيفتح المجال أمام حماس للتقرب من مصر والسعودية وهو الامر الذي لا تريده بتاتا السلطة الوطنية.

ان دحلان يبقى الورقة الاصعب في طبيعة علاقة السلطة الوطنية بالنظام الاقليمي، لاسيما أنه يحظى بدعم مصري كبير. كما تعتبره الامارات العربية رجلها القوي في منطقة متاحة للنفوذ القطري سيساعدها على التخلص من هذا النفوذ. السلطة الوطنية لا تملك الكثير من الاوراق للضغط على الامارات للاستغناء عن أي دور محتمل لدحلان، لكنها تستطيع من خلال التقارب مع السعودية أن تواجه الضغط المصري الاماراتي لاسيما أن السعودية تتمسك بوجود حل للقضية الفلسطينية قائم على سلطة فلسطينية واحدة، أو على الاقل فان السعودية الوهابية لا ترى في حماس ولا في الاخوان المسلمين أي فرص للتحالف مع هذه التيارات السلفية التي تنافس مكانتها الدينية وتهدد الافكار الوهابية التي تتبناها. بالضرورة، فان تأييد الموقف السعودي سيخلق حالة من التوازن في المنطقة وسيقدم مجموعة من الاوراق بيد السلطة تمكنها من مواجهة المطالب المصرية والاماراتية.

يبدو واضحا أن هنالك عدة اسباب جدية تدفع السلطة لكيلا تكون محايدة في الازمة القطرية، فالسعودية هي الحليف الاكثر توازنا الأن في المنطقة، كما أنها تحظى بتأييد أمريكي واضح، وفي العادة فان اسرائيل لطالما ابتعدت عن مضايقة السعودية. ان قطر ومنذ حكم الامير الوالد حمد أل ثاني استمرت في البحث عن دور مستقل عن السعودية ومؤثر على الانظمة العربية واستخدمت قناة الجزيرة واموال الغاز الطبيعي لتحقيق مصالحها، الا أن هذه المصالح لم تكن أبدا الدفع باتجاه تسوية عادلة للقضية الفلسطينية وتعزيز الصف الوطني الفلسطيني، بل انها توجهت لدعم الانفصال والانقسام الفلسطيني. فما الذي ستخشاه السلطة من اغضاب قطر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو