الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم يبدد الديموقراطي الكوردستاني الشكوك حول ادعاءاته للاستفتاء

عماد علي

2017 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


فجاة توجه البارزاني و الديموقراطي الكوردستاني في لحظة نحو اجراء الاستفتاء لاستقلال كوردستان و الاصرار عليها بقوة بعد سنين من خيبة امل جراء فشل السلطة الكوردستانية في حكم الاقليم نتيجة الصراعات الحزبية والمصالح المتعددة التي اصبحت عائقا امام تقدم اقليم كوردستان في كافة المجالات و في واقع حال نشهد خلافات لم نجدها من قبل كما هي الان و في وضع لم تتهايا فيه ولو ادنى نسبة من الضروريات و الدواعم و الارضية المناسبة لمثل هذه العملية المصيرية التاريخية .
يعلم الجميع بان هذا التوجه قبل ان يكون من اجل الهدف ذاته و هو تحقيق اماني الكورد في بناء كيانهم المستقل هو محاولة البارزاني و حزبه من انقاذ نفسهم من اغلال و قيود الفشل الذريع لسياساتهم الملتفة حول عنقهم، آملين القفز عن الاحداث من اجل عدم السقوط النهائي و البقاء على نفوذهم في التسلط على رقاب الشعب الكوردستاني دون وجه حق .
شكوك الشعب تكمن في ان البارتي لم يقدم يوما على خطوة دون ان تكون قد حسب ما يهمه و رئيسه و الحلقة الضيقة في السلطة الحزبية لديه المتمثل بالعائلة و توجهاتها و مصالحها، و عليه، فان الشعب له الحق في ان يشك حتى في مرام البارتي الصحيح الحق المفيد للشعب بشكل عام . و ما يثبت الشكوك على حالها دون اي تحرك لتبدده هو عدم تحرك البارتي الجدي لتامين طريق الاستفتاء بشكل مطلوب و قانوني و باسلوب مطلوب و عدم ضمان الوسائل الضرورية لنجاح العملية برمتها . فان البارتي لازال يتكتك و يتعامل مع الاحزاب في هذا المجال و لكنه يصارعهم حول امور اخرى باسم الاستفتاء، و الا كان من الواجب و الأولى به ان يخطو بشكل و توجه صحيح و ملائم للعملية المصيرية الجبارة التي ينتظرها الشعب الكوردستاني في تاريخه والتي تتطلب الاجراءات و التضحيات المتعددة داخليا و خارجيا :
1-كان من المفروض ان ينزل السيد البارزاني من على كرسيه المثبت على الارجل الحديدية في قمة سري رش سائرا و متوجها الى السليمانية كي يجتمع مع كافة القوى الرئيسية المعارضة له، من اجل تصفية النوايا بهدف الوحدة و التعاون و المشاركة في تسهيل مهام انجاز مثل هذه العملية الصعبة .
2- ان يثبت بارزاني عمليا نواياه الحسنة بعيدا عن التكتيك الحزبي باسم الاستراتيجية و المصير المشترك للشعب من خلال التنازلات السياسية المطلوبة منه لانها تقع لصالحه و لم تحتسب تنازعليه و على شخصه كما يعتقد و ما يتصف به في سياساته المعروفة لدينا، لا بل تعتبر فخرا ان كان صادقا في تحقيق اماني الشعب قبل اي شيء يمس حزبه و شخصه .
3- الجدية في تشكيل مجموعة من اللجان المختلفة المهام لتوضيح الامر للقوى العراقية و الاقليمية و العالمية و اخرى لتبديد العراقيل الداخلية التي كان هو اي السيد البارزاني و حزبه السبب الرئيسي في تراكمها امام مسيرة التقدم الكوردستاني و اوقع الشعب في مآزق و ازمات سياسية و اقتصادية لا داعي لذكرها تفصيلا هنا .
4- محاولة التجمع و التواصل للاحزاب من اجل تقسيم المهام و العمل المشترك و من خلال الاتفاقات الضرورية حول الامور المصرة و ما تتطلبها المرحلة و المهام الصعبة، و محاولة بناء اجواء تدفع الى الاجماع في دعم عملية الاستفتاء و المشاركة فيها بكل ما يمكن شعبا و حزبا و قيادة .
ان ما نشك فيه في هذا الامر ان الديموقراطي الكوردستاني و رئيسه البارزاني لم يتحرك ساكنا خطوة واحدة بهذا الاتجاه عمليا’ مما يجعل في قلب كل متابع حريض غصة و حصرة من ان هذا الحزب يلعب باقدس الاهداف من اجل انقاذ نفسه و قياداته مما اوقعوا انفسهم فيه نتيجة تراكمات اخاطئهم المتلاحقة و يريد ان يخرج من الحالة دون ان يدفع ضريبة اخطائهم فقط، و لم يكن الاستقلال يوما يهمه اكثر من القيادة و الحزب الذي اصبح هو الهدف و ليس الوسيلة، مما يؤكده لنا التاريخ الطويل لممارساتهم المشينة في هذا المضمار .
و عليه يمكن ان يطمئن الكثيرون من الاعداء و المروجين لامور تدفع الى الوقوف ضد عملية الاستفتاء،و يمكنهم ان يستريحوا بعد ان نجد الخمول و التراخي من قبل من ادعى اجراء تلك العملية النوعية الصعبة مثل الاستفتاء تهربا كان ام قفزا على الاحداث عسى و لعل ان ينقذ بريشته من الوضع الذي اوقع نفسه فيه . و في المقابل ليس جعبة الاحزاب الاخرى خالية من التهم التي يمكن ان توجه اليهم من جراء مواقفهم و تحركاتهم التي زادت من الخطوات المطلوبة اكثر صعوبة، اضافة الى مشاركتهم للبارتي في اخطائه و سياساته، اما اليوم نجد المواقف المتعجرفة و التعنت دون ان يتنازلوا ولو بشيء من اجل الهدف الاكبر و لم يضعوا المرحلة امام اعينهم، بل فتحت ابواقا نشزة للاراء و المواقف النظرية البحتة دون ان يتمكنوا من الخطوة العملية، و بالاخص ما نسمعه من الاراء و الاقوال و التوجهات المراهقية السلوك و المكنون حول عملية الاستفتاء من قبل مريدي الاحزاب و المتملقين وبعض ما يصفوا انفسهم بالمثقفين سواء من الكوادر المحسوبة على الاحزاب المعارضة بجميع اشكالهم و بالخصوص بعض المحسوبين على المثقفين المعين بالاستقلالية من تحركاتهم و مواقفهم غير الوطنية و التي يكتبها التاريخ عليهم و اصبحوا بوقا لهذا و ذاك دون ان يكون وراء ادعاءاتهم اخلاص للقضية الاهم في تاريخ الامة الكوردية و دون ان يتخذوا موقفا يحتسبوا لاهمية الهدف و صعوبته ، و لم يسلكوا طريق غير ما تسلكه الاحزاب للاسف .
و عليه يمكن ان نصرح هنا، باننا لم نسترح بعد و لم تتبدد شكوكنا من حقيقة دعوات البارزاني و حزبه من جهة و مواقف الاخرين و تعاملهم مع القضية بعقلية تقدمية عالية و قارئة للواقع الذي نحن فيه من جهة اخرى . و لنا الحق ان نتخوف من ان الفشل سيقضي على الكثير من الامال للشعب الكوردستاني بشكل عام، و لم نلق فرصة مؤآتية لمثل هذه القضية مرة اخرى قريبا . و عليه فان التاريخ يلعن من يكون السبب في عرقلة عملية الاستفتاء و الاستقلال المتصل به و لا يمكن فصله بحجة الوقت و التشاور لاكثر من مدة محددة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م