الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس عرض ميشال بوجناح ومواجهة السلطة الثقافية المطبعة

بشير الحامدي

2017 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


تونس ـ عرض ميشال بوجناح ومواجهة السلطة الثقافية المطبعة
أكّد السيد مختار الرصاع مدير مهرجان قرطاج لأحد المواقع الإخبارية التونسية أنّ الامر محسوم ولا تراجع فيه بشأن عرض ميشال بوجناح و أن ادارة المهرجان لا تمزح في مثل هذه القرارات وانه مسؤول في دولة وليس في مزرعة على حدّ تعبيره.
تصريح السيد مختارالرصاع تصريح خطير جدا باعتباره يجعل السيد مختار و إدارة مهرجان قرطاج وقراراتها فوق كل نقد وكل مساءلة ولا مجال لرفضها أو التراجع عنها أو طرح تصورات بديلة عنها .
السيد مختار الرصاع بتصريحه هذا ومن ورائه طبعا وزارة الثقافة وفي شخص وزيرها يؤكّد أن لا شيء في الحقيقة تغيّر عما كان عليه زمن الديكتاتور بن علي و أن سلطة بن علي مازالت باقية ومتواصلة .
المشكل ليس في عرض بوجناح أو في بوجناح في حدّ ذاته كمتصهين وليس كذلك في استفزاز مشاعر التونسيين أو مصادرة حرية جزء منهم في حق الاختيار كما ذهب إلى ذلك البعض وكما ورد مثلا في بيان لمثقّفين وفنّانين تونسيين أوفي بيان الاتحاد العام التونسي للشغل. المشكل أعمق من ذلك بكثر وهو متعلق بمحاولة فرض التطبيع من قبل السلطة الثقافية واعتبار ذلك حق من حقوقها لا مجال لمناقشته والتراجع عنه.
هنا بالضبط أين تكمن خطورة الموقف وللأسف هذا ما لم تنتبه له ـ الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني ـ ولم تركز عليه بانجرارها إلى مناقشات جانبية كالمنع والمقاطعة وبتركيزها في نشاطها على الدعاية ضد الصهيونية ومعارضة التطبيع عموما بينما كان المفروض أن مهمتها هي مواجهة السلطة الثقافية التي أعلنت عمليا تطبيعها عبر السماح بعرض للصهيوني ميشال بوجناح ودفعها للتراجع عن قرارها. نفس الشيء أيضا نلاحظه في بيان المثقفين التونسيين حيث لم ترد ولو إشارة واحدة صريحة بإدانة تطبيع السلطة الثقافية حيث اكتفى البيان بـ الدعوة إلى وقف كل الاختراقات الهادفة إلى إنفاذ التطبيع الثقافي والفنّي كمقدمة لإحلال تطبيع أشمل مع العدو وبمطالبة إدارة مهرجان قرطاج الدولي بمراجعة قرارها ببرمجة ميشال بوجناح بما يُجنّب المهرجان وصمة عار ستُلاحقه على مدى التاريخ.
قرار إدارة مهرجان قرطاج ومباركة وزارة الثقافة له سابقة سيكون لها انعكاسات خطيرة لو تنفذ حيث لا أحد سيكون بإمكانه مستقبلا مثلا معارضة إدراج نصوص لكتاب صهاينة في برامجنا التعليمية ولا أحد بإمكانه أن يعارض محو اسم فلسطين من الخارطة والتاريخ و إبدالها باسم إسرائيل باسم أنها قرارت الوزير و أن الوزير لا يمزح في مثل هذه القرارات وانه مسؤول في دولة وليس في مزرعة كما ذهب لذلك المطبع كمال الرصاع مدير مهرجان قرطاج و"الفنان" وزير الثقافة التونسي.
المعركة ضد التطبيع ميدانها الآن تحديدا مواجهة السلطة الثقافية المطبعة والقوى التي تقف وراءها وهنا بالضبط أين يجب أن نوجه فعلنا ونشاطنا المقاوم للصهيونية .
ــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
12 جويلية 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا