الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة المحبة

شفيق التلولي

2017 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



عند منتصف ليلة البارحة التي ألهبتني حرارتها كغيري من الغزيين، وغرقت في عتمتها القاتمة، وبينما كنت أقلب صفحات الأصدقاء عبر متصفحي الفيسبوكي، وأتصبب عرقاً دون نجدة من ذلك التيار الكهربائي المفقود الذي ذاع صيته وأصبح حديث الناس.

شاهدتُ أحدهم أي الأصدقاء يبث فيديو مباشر، إلتقطني صديقي هذا قبل أن أحرك المؤشر إلى صفحة أخرى حيث ظهر له بأنني أشاهده فسارع بالترحاب بي، ومنحني على الفور لقب وزير الثقافة في حكومته الجديدة "حكومة المحبة" مجازاً.

عرفتُ من خلال متابعتي لهذا الفيديو بأن صديقي يبحث من بين الأصدقاء السهارى على وزراء لحكومته المفترضة في فسحة تندر وتهكم على هذا الوضع البائس الذي أدخل الناس في حمى من القلق والتوتر والسخط، وبينما أسمى الغالبية العظمى من الوزراء؛ حتى وقف عاجزاً عن تسمية وزير الكهرباء الذي رفض أن يتسلمها أحد من المارين وظلت معلقة على أعمدة الظلام.

من ذا الذي سيحمل هذه الحقيبة المثقوبة التي كلما امتلأت؛ هر منها الوقود الذي يشغل محطتها ويدب الروح في تيارها؟! فوزير الكهرباء المفترض لابد أن يجمع عليه كل المانحين المحليين وخاصتهم ومن جاورهم؛ لذلك لم يفلح أحد من رواد ليل صديقي في تحسس كابح النور؛ ليضيء هذه الوزارة ويعلن الخلاص والانعتاق من نير هذا الظلام الطويل.

ولأن صديقي الجميل يصر على اتمام صفقة حكومة المحبة؛ آثر إلا أن يعلن أسماء تشكيلته الوزارية تاركاً وزارة الكهرباء عالقة بين المتنافسين الذين ما انفكوا يتقاتلون على بقايا بقعة ضوء لم تنلبج بعد من بطن هذا الحمل الواهم، أما السهارى فزاغ بصرهم وانفلتت أصابعهم عن مؤشرات لوحات الكتابة خاصتهم بعدما نفذت آخر شحنات بطارياتهم التي تغذي هواتفهم المتنقلة وأغمضوا عيونهم على أمل في وميض يشق هذا الليل الدامس.

كيف لي يا دولة رئيس حكومة المحبة أن أنشر الثقافة من على منبر هذه الوزارة؟! وقانون المحبة يحتاج إلى سيف الحق الذي يحرس الكلمة ويُفشي حرية التعبير عن الرأي؛ كما أن المعرفة تحتاج إلى النور؛ ليشق شعاعها دياجير هذا الليل البهيم؛ وكل السيوف قد صدئت في أغمادها، وسبلت الجياد وما عادت ترفع نواصيها.

وقبل أن أغلق هذه الناصية أثني على هذه الفكرة التي تستحق الوقوف أمامها، حتى ولو كانت فكرة حالمة ورومانسية، نعم فكرة جميلة أن نلجأ إلى تشكيل حكومة المحبة بعدما ضاقت بنا ذرعاً كل صنوف الحكومات، الوحدة الوطنية والتكنوقراطية والتوافقية وغيرها من حكوماتنا المتعاقبة والمنقلبة والمنقسمة.

فتعال بنا يا صديقي ندشن حكومة المحبة التي قوامها النور والحرية، لا الظلام والعبودية، تعال بنا نُشهر سيوف الخلاص والانعتاق ونُعمد قانون المحبة فيما تبقى لنا من هذا الوطن المتشظي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا