الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاساطير وداء في اللغة

هرمس مثلث العظمة

2017 / 7 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن العقل يختلف مدى فهمه للأمور من بين إنسان للأخر فهو مجموع المعارف والتجارب والخبرات التي يكتسبها من ميدان الحياة فيشكل وظيفة عضوية تقوم بإجراء عملية ذهنية يترجمها الانسان بشتى الطرق والوسائل من تحليل وتبويب وحفظ و تفكير حيث يقوم الاخير بانتاج الادب ، الأساطير ، اللغة إلخ ... وعلى إثر ذلك من الممكن القيام بدراسة لغوية لبعض الاساطير لإيجاد معنى واضح لها ، نستعيد بذلك الاوضاع الثقافية والاجتماعية بل وحتى السياسية أنذاك وكل ذلك بالتحقيق في اللغة ناهيك عن ربطها لمعرفة عما كان عليه المعتقد السائد آنذلك وبذلك قد نكون حققنا خطوة بإتجاه فهم الاستطيقيا الذي تمتع به أجدادنا.
فمثلا نجد أن البحارة الاغريق قبل سفرهم البحري وإئتمان أرواحهم وبضائعهم من قبل الرياح وامواج البحار والمحيطات ، يراقبون إرتفاع النجوم السبعة أو ما أطلقوا عليه نجوم – الابحار ، أو الثريا . فيعتبر البحارة الاغريق انفسهم بمأمن بعد عودة الثريا او اشرافها على الاختفاء .

إن الاسم اللاتيني لها فيرغيلا من كلمة فيرغا والتي تعني البرعم أو الغصين . ولقد أعطي الاسم لها من قبل الفلاح الايطالي ، وذلك لكونها تصبح خاضعة للعيان في إيطاليا في شهر مايو ، وقد حددوا عودتها مع الصيف . وطبعا ارتبط إختفائهن لدى الاغريق بأساطير حيث تقول الاسطورة في أحدى المرات بعد لقائهن مع صياد أوراين ( الملقب بالجبار ) ، تعرضت الثريا (بنات اطلس السبع) مع والدتهن للملاحقة . ولقد تُيم بهن حتى لاحقهن على وجه الاض . وفي نظرة من الاشفاق عليهن قام زيوس بتحويلهن إلى سرب من الحمام ، وبعد ذلك أطلقهن إلى السماء . حيث يقال بأن القدماء تخيلوا هذا بسبب وقوع الثريا بالقرب من الجبار وفقا لمحور دوران السماء . و نجد أن القصة قد ظهرت بين ثنايا الكتاب المقدس في سفر النبي عاموس :
الذي صنع الثريا و الجبار و يحول ظل الموت صبحا و يظلم النهار كالليل الذي يدعو مياه البحر و يصبها على وجه الارض يهوه اسمه .

فهذا وصف شعري بني وفقا لأسطورة إغريقية شُكلت رموزها عبر اللغة . فنجد أن أصل الاسطورة بشكله اللغوي قد شكل جزءا من عظات عاموس يرثي بها عذراء إسرائيل الساقطة وهذا يعود بنا إلى بنات أطلس السبع (الثريا ) اللواتي هربن من الجبار بحال مزرية من مضايقاته فكما قامت أرتميس برثائهن فعل عاموس بحال عذراء اسرائيل .
وبذلك نجد أن عاموس قد ربط مراثيه لإسرائيل بداء في اللغة فما كان منه لوصف الحالة المزرية التي وصلت إليها إسرائيل وابتعادها عن طريق الرب ومعصيته وعبادة الاوثان ، إلا استذكار الحالة المزرية التي مرت بها بنات أطلس على يد الجبار في القصة الاغريقية .

وعلى حد تعبير مولر إن الميثولجيا ، والتي كانت لعنة من لعنات العالم القديم قد نشات عن طريق داء في اللغة . فالميثة (الخرافة ) تعني كلمة ، ولكن تلك الكلمة ، وجدت من اسم أو صفة ، قد سُمح له ليفترض وجود المزيد من الاشياء الحقيقة . فمثلا أيوس كان اسم يطلق على الفجر قبل أن يصبح إلهة .
فالاسم تحول من اسم إلى أسطورة وبذلك أسس للتعبير عن الأفكار المجردة (بنات اطلس السبع والجبار )، ولكن تم تحويلها إلى شخصيات مفترضة . ولو قارنا مع قليل من التركيز بين قصة بنات أطلس والجبار وعاموس وظروفه آنذاك لوجدنا أن عيون المعرفة والبحث تقودنا من اسم إلى قصة ولكن بحضارتين مختلفتين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟


.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني




.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح


.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي




.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال صبيحة عي