الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الازهر الاصلاحية

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2017 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


اتسم التاريخ السياسى الاسلامى بالعنف والدم على مدار القرون وهذا لايعود الى قيم الاسلام ومبادئه العليا ولكنها شهوة السلطة والحكم والتى ضعت بصماتها على كل الحضارات التى كان عمادها الدين
الحضارة المسيحية شهدت الاف الصراعات الدموية ازهقت فيها ملايين الارواح خلال الصراع على الحكم فى الممالك الاوربية ، بل وبين اصحاب الدين الواحد على المذاهب المختلفة التى انقسمت اليها المسيحية من كاثوليك الى بروتستانت الى ارثوذكس وعشرات المذاهب الاخرى
بل لقد شنت حروب باسم الصليب وبيعت فيها صكوك الغفران ، الى ان أفاقت اوربا من غفوتها وبدأ عصر الاصلاح الدينى وفطن الغرب الى خطورة مزج الدين بالسياسة ، بل وخلط الدين بالعلوم والحياة ، فانتهى منذ زمن بعيد استخدام الدين وبدأ عصر العلم
وان كان هذا لم يدفع اوربا الى حظر الدين ومحاربة معتنقيه واغلاق الكنائس كما فعلت الشيوعية ، ولكن ابتعدت فقط كدول عن وصف نقسها ممالك او جمهوريات مسيحية ، لم تحارب هذه الدول المتدينين او تمنعهم من ممارسة شعائرهم ايا كانت ديانتهم ، بل لقد بالغت فى الحرية الفردية ربما الى حد الشطط
على الجانب الاخر العالم الاسلامى لم ينتبه اطلاقا الى خطورة الزج بالدين فى شئون الحكم وتسببه فى انهيار ممالك ودول وزوال امبروطوريات ، ورغم الاختلاف العميق فى فهم الاسلام بين مختلف معتنقيه الى الدرجة التى يمكن فيها لاافراد الاسرة الواحدة الاختلاف فى فهم اوامر الدين ونواهيه ( قضية الحجاب مثلا ) الا ان الحاصل ان جانب كبيرا لايستهان به من معتنقى الدين الاسلامى على قناعة تامة بان الاسلام هو دين ودنيا
وفور القول بعكس ذلك يتم تصدير الاية الكريمة ,, وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هم الكافرون ( المائدة )
]،, ويردوك الى عصر الجاهلية ، وتسال ما هو الاسلام الذى يراد تطبيقه ، اسلام الشيعة فى ايران ، ام اسلام السلفية الوهابية فى السعودية ام اسلام داعش ، ام اسلام بوكو حرام ام اسلام حركة الشباب فى الصومال وغيرهم الكثير ، لاتجد اجابة منطقية ويحدثك المطالب وكانه وحده يملك الحقيقة المطلقة
والسؤال الان هل الرؤية المستنيرة لضرورة ابعاد الاسلام بقيمه المطلقة عن شئون الحكم والسياسة بقيمها النسبية ، غائبة عن الازهر الشريف ارقى مؤسسة فى العالم الاسلامى ؟
فى اعتقادى الشخصى ان الكثيريين من رجال الازهر هو على قناعة تامة بضرورة ابعاد الدين عن شئون الحكم ولكنهم لايجرؤن على الكلام ، رغم ان اباؤهم الاولين كانوا مروجين لافكار اكثر خطورة وتحررية من امثال الشيخ على عبد الرازق وكتابه العمدة الاسلام واصول الحكم ،وكذلك الشيخ محمد عبده واستاذه عبد الرحمن الكواكبى وغيرهم
فهل نامل ان تتبنى مؤسسة الازهر ثورة اصلاحية فى علاقة الدين بالسياسة باعتبارها المؤسسة الاكثر احتراما
ليس المطلوب من الازهر سوى عقد مؤتمر موسع يضم اقطابه العظام ويستعرض التاريخ الماسوى الذى نجم عن خلط الدين بالسياسة وقتل الالاف من رجاله الاتقياء باسم الدين
على الازهر فى ثورته الاصلاحية التاكيد على ان عدم خلط الدين بالسياسة لايعنى التخلى عن الدين الاسلامى الذى هو وعاء ثقاقتنا وحضارتنا ، وان هذا الاتهام هووسيلة للافاقين للارتزاق بالدين على مر العصور ووصم معارضيهم بالكفر
هل يفعلها الازهر ويقوم بثورة اصلاحية مجيدة تدفع بالمسلمين الى المشاركة فى ركب الحضارة العالمية ام يبقى على فهمه القديم ويزج برواده الثوار خلف القضبان وتسيل دماء المسلمين على ارض الله فى سبيل الحكم والسلطة باسم الدين ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا