الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوامش على الذكرى 59 لثورة تموز

ابراهيم الحريري

2017 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


الأن، وبينما تجري الأحتفالات بالذكرى 59 لثورة تموز المجيدة و ما اعقبها من احداث، بينها ما هو خطير و حاسم حدد، بهذا القدر او ذاك، مسار التطور اللاحق للثورة، تعود بي الذاكرة الى اجتماع كوادر بغداد للحزب الشيوعي العراقي، في الأيام الأخيرة لشهر آب 1959- اي بعد مرور ما يقارب الشهر على الثورة ( اشارت الى هذا الأجتماع الرفيقة ثمينة ناجي يوسف ( زوجة الشهيد الخالد سلام عادل) في كتابها الهام"سلام عادل- سيرة مناضل" وكانت من بين حضور الأجتماع)، و هو الأجتماع الذي برز فيه، بشكل جنيني، اتجاهان في الموقف من الثورة في سياسة الحزب)
ابلغني الرفيق ابو سحر السامرائي( لا اتذكر اسمه الكامل، لم يكن يجري في ذلك الوقت التعارف بين رفاق الحزب بالأسماء الصريحة) مسؤول لجنة مدينة الكاظمية- كنت مساعدا له- وذلك في واحد من الأيام العشرة الأخيرة ( لا اتذكر التاريخ بالضبط، لعل الرفيقة ثمينة حددت بالضبط التاريخ لكن الكتاب ليس في متناولي الآن) بحضور اجتماع هام سيعقد في دارة بيت ابو غصوب في الأعظمية.
كنت اعرف البيت، بحكم علاقات الجيرة في الأعظمية. توجهت اليه ظهيرة ذلك اليوم. كان يجلس على عتبته الراحل محي خضير- والد الرفيق بسام محي، عضو المكتب السياسي للحزب الان، قادني الى النيم ( اي نصف) سرداب، و كان يسمى كذلك لأنه لا ينخفض كثيرا عن مستوى سطح الدار.
كان حضر العديد من الرفاق، بينهم الشهيد على الوتار، الراحل عزيز سباهي، و ثمينه، كما عرفت اسمها فيما بعد، و آخرون لم اكن اعرف او لا اتذكر الآن اسماءهم، يتصدر الأِجتماع رفيقان احدهما ناحل و الآخر ممتلئ بشارب كث . لست ادري كيف قادني حدسي الى ان الرفيق الناحل الوجه، الجالس على الجانب الأيمن في مواجهتي هو سلام عادل.
افتتح الرفيق سلام عادل الأجتماع بطرح تقييم الحزب للثورة و تركيب قيادتها و المخاطر التي تواجهها و المهمات اللاحقة للحزب. وغير ذلك مما لا يحضرني الآن. من بين مما جرى التطرق اليه، خطأ التقليل من اهمية ما انجزته الثورة. فتح باب النقاش و جرت مداخلات عديدة، كان من بينها ما طرحُته من ضروة تحليل الطبيعة الطبقية، و التنبيه الى الخطر الأخر الذي يمكن ان يتكون و هو المبالغة في تقدير ما تحقق، و ضرورة الأستعداد لكل الأحتمالات، و التوجه الى تعميم تجربة تكوين لجان الدفاع عن الجمهورية وفصائل المقاومة الشعبية،( و هما المقترحان اللذان تقدمت بهما الى قيادة الحزب في الساعة الآولى للأعلان عن الثورة و تبنتهما قيادة الحزب في اجتماع لاحق لها عقد في اليوم ذاته و جرى العمل لتحقيقهن، في الكاظمية خصوصا) و قد ايدني في ذلك الرفيق سلام عادل.
لا انكر انه كان وراء طرحي لهذين المقترحين، التأثر بتجربة سوفييتات العمال و الفلاحين و الجنود التي تكونت و انتشرت في روسيا بعد ثورة شباط 1917 و لعبت دورا حاسما في العبور الى ثورة اوكتوبر بعد اشهر عدة من السنة ذاتها.
ظل الصراع بين هذين الأتجاهين يتحكم في موقف الحزب من قيادة الثورة حتى لحظة سقوطها في انقلاب شباط الدموي عام 1963 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو