الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات على مقال الكاتب الدكتور (عبدالخالق حسين ) الموسوم (اسباب اغتيال ثورة (14) تموز قاسم اول زعيم عراقي يبشر بروح التسامح في المجتمع العراقي .

احمد عبدول

2017 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


اكتب هذه الملاحظات وانا اسكن دارا كان قد ملكنا اياها الزعيم الراحل ( عبدالكريم قاسم) رحمه الله ومن المعروف عني وعند كل فصل شتاء اقوم بوضع السواتر الرملية والاسمنتية قبالة دارنا تلافيا لمياه الامطار التي تجد طريقها الى دارنا بكل يسر وسهولة كونها دون مستوى الشارع (ناصية) حتى اني قد بلغت رقما قياسيا في دخول المياه الى الدار وبشكل سنوي.
اكتب هذه الملاحظات وما تزال كلمات والدتي المراة العجوز تجلجل في سمعي من كل يوم وهي تدعو للزعيم الراحل بقولها ( الله يرحمك يعبد الكريم لو ما انته جا وين رحنا )
الا ان هذا لا يعني بحال من الاحوال ان يكون الراحل (قاسم) فوق النقد والتصويب والتحليل فان حبك لشخصية دينية او سياسية او اجتماعية يجب ان لا يحول بينك وبين مناقشة ومتابعة كل ما يصدر عن تلك الشخصية من اقوال او افعال او تصرفات وسياسات .
كذلك فاننا عندما نريد تناول ودراسة شخصية ما فما علينا الا ان نقوم بفصل خصال تلك الشخصية النفسية ومزاياها العامة عن تلك الوسائل والطرق التي سلكتها تلك الشخصية في سبيل الوصول الى اهدافها وماربها وغاياتها . فقد تكون تلك الشخصية صاحبة غايات نبيلة الا انها قد تتخذ من الطرق ما هو غير مامون وغير منصف وغير سليم بهكذا فهم فيجب ان نقيم الاشخاص وان لا نخلط بين مشاعرنا اتجاههم وبين النظر الى مجمل تحركاتهم بشيء من الموضوعية والتدقيق .
ما نود ان نتناوله في هذا المورد هو مقال الدكتور الكاتب (عبدالخالق حسين ) المنشور في جريدة البينة الجديدة بعددها (2750) الصادر بتاريخ 16/7/2017 . وقد رايت ان اجعل تلك الملاحظات في اكثر من جزء وذلك لعدم الاطالة على القارىء الكريم .
الجميع يعرف انني ومنذ سنوات اقوم بمتابعة ما ينشره الكاتب (حسين) في موقع الحوار المتمدن بالاضافة الى ما يقوم بنشره في الصحف العراقية واني اقتبس من مقالاته سطورا انشرها داخل صفحتي الشخصية ثم اذيل ما اقوم بنشره بالعباره الاتية (الكاتب العراقي الكبير عبدالخالق حسين) حتى صار هذا شبه تقليد على صفحتي الشخصية في الفيس بوك والسبب في ذلك اني التقي مع الدكتور في اكثر ما يذهب اليه من اراء وطروحات لا سيما في موقفه الشجاع بخصوص البعث الفاشي ومن يدور في فلكه .الا ان ما لفت انتباهي مؤخرا في مقال الدكتور (عبدالخالق حسين ) والذي جاء بمناسبة ذكرى الرابع عشر من تموز ان الدكتور في بداية مقاله كان مستغربا من بلورة اتجاهات غريبة عجيبة دخل ضمن نطاقها عدد من المحسوبين على الثقافة والاعلام ممن اخذوا يطلقون القابا على رموزهم السيادية حسب وصفه وهو بذلك يشير الى الراحل (عبدالكريم قاسم) دون ان يكلف نفسه عناء البحث عن اسباب هكذا ظاهرة كان لزاما عليه ان يقف عندها ويتحرى كافة اسبابها . اقول ان تبلور هكذا توجه انما يقع ضمن خانة ان البلدان التي شهدت قيام انظمة ملكيه ثم ما لبث ان اطاح بها حكم عسكري جمهوري كما في مصر والعراق اقول هكذا بلدان وبعد ان خبرت العهدين (الملكي والجمهوري ) وقد اخذت رقعة الوعي السياسي تتراكم لديها عبر عقود من الزمن مما ادى بها الى مراجعة الكثير من متبنياتها وثوابتها السياسية والفكرية . ولعل هذا ما حدا بالدراما المصرية ان تقدم اكثر من عمل فني (تلفزيوني وسينمائي ) عن حقبة ملوك مصر وهو ذات الامر الذي وجدناه من قبل فضائيات عراقية مثل الشرقية التي انتجت قبل سنوات مسلسل الباشا الذي سلط الاضواء على شخصية رئيس الوزراء الراحل (نوري السعيد ) رحمه الله .
هذا هو احد اهم اسباب تبلور ذلك التوجه الذي اشار اليه الكاتب دون ان يقف على حقيقته .
لقد جربت تلك الشعوب مراحل الحكم الملكي والجمهوري فكان ان انتهت الى نتيجة مفادها ان العهودالملكيه على علاتها وما كان يشوبها من نقص وقصور الا انها كانت افضل بكثير من العهود الجمهورية التي شهدت انفلاتا واضحا في شتى الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية وان كان ظاهرها براقا في كثير من الاحيان . ففي العراق كان النظام الملكي نظاما برلمانيا مؤسساتيا يحتوي على مؤسسات دولة كاملة من دستور دائم الى سلطة تشريعية (مجلسي النواب والاعيان) الى سلطة تنفيذية والمتمثلة برئيس الوزراء (الملك) وهو القائد العام للقوات المسلحة (جيش , شرطة قوات الامن) هكذا كان النظام في العراق اما البديل فقد كان حكما عسكريا ودستورا مؤقتا ومحاكمات صورية مجحفة واضطرابا سياسيا واختلافا حادا بين رجالات الانقلاب نفسه على مشروع الدولة السياسي مما ادى اخيرا الى قصرعمرالانقلاب وهو ما كان متوقعا .
من هنا نرى ان تبلور هكذا توجه انما يعد حالة صحية وصحيحة من قبل الجماهير التي اخذت تتحلى بمقدار عال من الوعي السياسي والثقافي .
يذهب الكاتب عبدالخالق حسين الى ان اهم واخطر سبب في اسقاط حكومة الزعيم الراحل هو اصداره لقانون رقم ( 80) لعام 1961 الذي استعاد بموجبه معظم الاراضي العراقية غير المستثمرة تحت امتياز الشركات النفطية والتي كانت تشكل نحو 99./. من مساحة العراق ويمضي للقول ( نعتقد ان هذا القانون كان السبب الرئيس والفعال في اسقاط الثورة وساهم في كل ما حصل للعراق فيما بعد من كوارث ) الحقيقة ان اصدار الزعيم لهكذا قرار انما يعكس مدى وطنية الزعيم من جهة وهذا مما لاخلاف عليه الا انه ومن جانب اخر يعكس مدى قلة الوعي السياسي لديه فقد كان (قاسم) شخصية عسكرية حاله حال سائر قيادات العسكر التي تمتاز شخصياتهم بالافتقار الى المرونة والدبلوماسية والمناورة السياسية .
ان الوطنية لا تكف لوحدها بحال من الاحوال لمقياس نجاح ورجاحة هذه الشخصية او تلك بل المطلوب كذلك ان يكون الحاكم او من يتصدى للحكم على قدر عال من الاحاطة التامة بمجمل ما يتخذه من قرارات لا سيما المصيرية منها وان يسعى لمسك العصا من الوسط كما يقال لكي يحتفظ ويحافظ على مكاسب ما قام به من ثورة او انقلاب . لذا يتوجب على الحاكم ان يحسب الف حساب لكل خطوة يخطوها وان ياخذ بنظر الاعتبار ايجابيات وسلبيات ما يخطو باتجاهه كذلك عليه ان ينظر بمجمل الظروف المحيطة به داخليا واقليميا ودوليا اما ان يتخذ اهم واخطر قراراته بتاثير الكتل والاحزاب السياسية فهذا امر غير محمود العواقب وهذا ما اشار اليه الكاتب عندما اشار ضمنا الى ان القرار تم بمطالبة وتاثير الاحزاب السياسية حيث لم يكن الزعيم يفكر باسترجاع الاراضي بالشكل المطلق وهذا ما ادى بدوره ان يفتح ابواب الجحيم على العراقيين فيما بعد كما يعبر الكاتب نفسه حيث يقول ( كان الزعيم قاسم مقتنعا وفرحا بما حصل عليه من الشركات نتيجة لمفاوضاته الفردية معها ولكن الخبراء العراقيين وتحت تاثير الشعارات الحزبية دفعوه الى ذلك العرض واصدار هذا القانون الذي اثار عليه نقمة الشركات ) لكن ماذا نفهم من نص الكاتب لا شك اننا نفهم ان الزعيم لم يكن مستقلا في اصدار قراراته المهمة والجوهرية والا كيف يتم دفعه دفعا وهو يقدم على تشريع يتعلق بمصير شعب باكمله . لا احد يستطيع ان يشكك بنوايا الزعيم الراحل الوطنية فقد سعى جاهدا لنقل العراق الى واقع افضل لكنه اختار الطريق غير المعبد والشائك والمليء بالمطبات فكان ان دفع هو والشعب من ورائه الثمن باهضا .يمكن القول ان الزعيم الراحل (رحمه الله) كان في قرارة نفسه انما يطلب الحق بالذات لكنه وقع في الباطل بالعرض كما يقال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو