الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفحاء وما أدراك ما رفحاء

حميد حران السعيدي

2017 / 7 / 21
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الرفحاويون من أبطال إنتفاضة 1991 غادروا العراق تخلصا من بطش النظام بعد أن أُحبطت تلك الثوره الشعبيه العارمه بعوامل شتى وأُطلقت يد صدام واجهزته في الداخل العراقي , ليسوا وحدهم من ثار فغيرهم آلاف غيبتهم المقابر الجماعيه والسجون والعديد منهم لم يغادروا العراق ولم يتعرضوا للموت والسجون لأسباب أخرى , ربما أشبع النظام نهمه للدم واكتفى بمن قتلهم وربما كانوا شهداء مؤجلين ليوم أخر تنفتح فيه شهية النظام للدم ثانية , وليس كل من ذهب الى رفحاء كانوا من ثوار الأنتفاضه فالبعض غادر العراق أملا في التخلص من سوء ما يُحيط به من ظروف قاسيه.
الرفحاويون وضعوا في صحراء لم تتوفر لهم فيها أبسط حقوق السجناء من عتاة المجرمين ولا حقوق أسرى الحرب رغم أنهم ليسوا مجرمين ولم يكونوا في حالة حرب مع الدوله التي نقلتهم اليها القوات الأمريكيه والمتحالفه معها , كما أن عبارة (ضيوف خادم الحرمين) التي رددها الأعلام الرسمي السعودي لم تكن غير عبارة أُريد منها دس السم في العسل .
مايثار اليوم في الشارع العراقي هو أمر مقصود ولأسباب تتطلب منا شيء من التأني ودراسة الموقف بحياديه وضمير يقظ كي نكشف ماوراء الأكمه , فبعد مرور 14 عام قررت حكومة المحاصصه تكريم نزلاء مٌعتقل رفحاء .
لو كان التكريم قد جرى بصيغة أخرى وقبل اليوم لما أُثير مايُثار الأن , لو كانت الدوله قد منحتهم قطع أراضي متميزه مشابهه لتلك التي استحوذ عليها غيرهم من الطارئين وأعطتهم مُنحه ماليه على شكل أقساط لبناء دور سكن جيده ووفرت لهم ولعوائلهم ظروف مناسبه وفرص عمل تتناسب مع مؤهلاتهم ومنحتهم أجور مُجزيه عن عملهم ... لو حدث هذا لكان مجموع قيمة هذه الأمتيازات يفوق ما صُرِفَ من مُنح ماليه ولما إِعترض على ذلك أحد لاسيما لو رافق ذلك تحقيق عادل يُحدَدْ على ضوءه من يستحق تلك الأمتيازات , هذا كان سيضمن عودة هؤلاء الأبطال لوطنهم ... لكن يبدو إن هذه العوده غير مرغوب بها من قبل أقطاب السلطه من مزدوجي الجنسيات لكونها تضعهم في موقف حرج , منها أنهم سيكونون مطالبين بالتخلي عن جنسياتهم الثانيه ومنها وجود هؤلاء الناس في الداخل سيكون حافز للحراك المطالب بالحقوق سيما وانهم قد تم إختبارهم في الميدان وشكلوا مع شهداء الأنتفاضه رأس النفيضه في الحراك الشعبي , ولذلك جاء قرار منحهم للأمتيازات الماليه كحجر أصاب عصفورين في حسابات السلطه.
الأموال المصروفه لهم اليوم تتحول الى خارج العراق وتُسهِم في إِضعاف الوضع الأقتصادي للعراق لأنه تزامن مع إَنخفاض سعر النفط وإِرتفاع تكاليف المعركه ضد الأرهاب ... هذا من بعض إعتراضات الرافضين للقانون ... لكن هل أهل رفحاء وحدهم هم من إستنزفوا الميزانيه وحولوا أرصدتهم للخارج ؟؟ .. كم ستشكل نسبة الأموال التي حولها الرفحاويين قياسا بما حوله وما زال يحوله المفسدين ؟؟ .
القضيه لم تعد مسألة أموال تُصرف , فالسلطه تُريدها شراء ذمم ونحن نُكبر بأبطال الأنتفاضه أن يكونوا ذمم مباعه وهم أهل المواقف الجريئه , والناقد لايرى في صرفها وجه حق والمنتفع يراها إستحقاق فاصبح التوقيت سبب للتشظي وكأن آسافين الفرقه التي دُقت بيننا لاتكفي ... لو عولج الموقف بالحكمه لما حصل هذا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟