الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كارثة الخليج المصطنعة.. قطر خطاب النصر

أسعد العزوني

2017 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


بلهجة الواثق المطمئن ،وبنفسية المنتصر الغالب ،وكمن نجح في الإمساك بخيوط اللعبة، ألقى أمير دولة قطر المحاصرة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خطابا ليس للشعب القطري فقط ،بل وجه رسالته المكتوبة بكل العناية المطلوبة إلى الرأي العام العالمي ، مشفوعا بطريقة إلقاء ممتازة وتعابير وجه مطمئنة ،تخلو من الخوف والتردد والتلعثم ،وكان سموه يتحدث من عينيه كناية عن صدق وقوة طرحه وحجته.
كان بحق خطاب النصر المؤزر ،وكنا نتمنى لو أن هذا النصر كان على أعدائنا التقليديين الذين داسوا كرامتنا ببساطير جنودهم وكعوب أحذية نسائهم وبناتهم ،ونهبوا أموالنا، لكن هذا النصر القطري جاء على الأخوة الأعداء الذين فرضوا على الشعب القطري حصارا غاشما ومتى ؟في شهر رمضان الخير والرحمة ،لتضاف إلى خطاياهم المتمثلة بحصار الشعب القطري ،خطيئة أخرى وهي تشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف.
تضمن خطاب النصر القطري على الأخوة الأعداء منظومة أخلاقية ومنظومة سلوك تستحق الإحترام ،لأنها عبرت عن موقف لم يهزم ،رغم أن مرارة الموقف كانت أقسى مما نتصور ،لأن طعنة الأخ توجع كثيرا ،وتحتاج فترة أطول كي تشفى جزئيا من الآثار والأوجاع المترتبة عنها.
بدأ سموه بالتبشير بالمستقبل الواعد الذي ينتظر دولة قطر وأهلها من مواطنين ومقيمين،وأشاد كثيرا بالتضامن الداخلي وبوقوف الشعب القطري مع قيادته ،رغم تهويل الأخوة الأعداء ومعهم صاحب الكير السيسي،أن قطر ستصبح في خبر كان ،لكن الله سلم وها هي قطر تصمد في وجه الرياح العاتية ،ولا أنكر أن الثمن كان كبيرا لكن الدفاع عن الوجود يتطلب التضحية.
وبموقف غير مسبوق في دول الخليج العربية ، ثمن سمو الأمير تميم المقيمين العرب والأجانب في دولة قطر ،مكرما إياهم خير تكريم بأن أسبغ عليهم صفة الناطق الرسمي بإسم قطر ،فأي تكريم هذا ،ونحن نشهد إحدى دول الحصار تضيّق على الوافدين فيها وتفرض عليهم الأتاوات لإجبارهم على مغادرتها.
طمأن سمو الأمير تميم شعبه الوفي الصامد بأن الأمور تسير على ما يرام وأن نوخذة السفينة نجح في قيادتها إلى شاطيء الأمن والأمان ، وهذا التصريح سبقته الخطوات على أرض الواقع في التعامل مع تبعات الحصار الذي أفشلته القيادة القطرية في اليوم الأول.
أما بخصوص الرد على الأخوة الأعداء الذين يحاصرون قطر ومعهم السيسي حامل الكير والنافخ فيه ،فقد تجلى خطاب النصر في تبيان الأسس التي تؤمن بها قطر وتم اأتفاق عليها وهي أن قطر ورغم ما جرى مستعدة للحواء بشرطين إثنين لا ثالث لهما :عدم التدخل بالشؤون الداخلية وعدم الإملاء.
وطالب سمو الأمير تميم بعدم تحميل الشعوب تبعات الخلافات السياسية في إشارة منه للأضرار الشخصية التي تعرض لها القطريون والإماراتيون والسعوديون ممن كانوا في حراك إجتماعي إقتصادي مشترك ،ومعروف أن دول الحصار ألحقت الضر بمواطنيها الذين كانوا يعملون أو يستثمرون او يقيمون في قطر أو متزوجون من قطريات ،وكذا الحال بالنسبة للقطريين في الإمارات والسعودية والبحرين.
لم يغب عن بال سموه التمسك بموضوع قناة الجزيرة التي طالب المحاصرون بإغلاقها لحاجة في نفس يعقوب قضاها ،واكد أن الثورة الإعلامية القطرية كسرت إحتكار المعلومة .
وتميزا ملحوظا لمسناه في خطاب سمو الأمير تميم تمثل بعدم التغاضي عن قضية العرب المركزية قضية فلسطين وما يشهده الأقصى منذ إنفضاض قمم الرياض ، ولم يتمسح بمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة الإرهابية والتفاخر بالتطبيع معها كما يفعل صناع القرار والمراسلين في دول الحصار،بل ذكّر سموه بأوضاع الأقصى والقدس وهذه دلالة لها مغزاها عند المنصفين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة